"إن استقبال الضيوف عندنا ليس له وقت محدد، نقدم أفضل ما عندنا للضيف دون سؤاله، وفي أي وقت دخل به علينا، لأن واجب الضيف يحضر بحضوره..

الحديث للمهندس "مثنى الطحان" من عشيرة (النعيم) فخذ (أبو نمي) الموجودة في هذه القرية البويضة منذ عام 1967،

وأضاف: ونسعى لحل المشكلات التي تعاني منها القرية دون ظلم أحد ونقصد بها الاجتماعية و الاقتصادية على مبدأ احترام أبناء القرية لرأي الزعامات (وجوه البلدة) الموجودة وتنفيذ ما يتوصلون إليه بتعاون مع الجهات الرسمية من جانب الدولة، حتى إن المنطقة الموجودة فيها هذه الزعامات تكاد تخلو من المشكلات وأقصد هنا وأخص المشكلات (الجنائية) فمنذ عقود لم تحدث أي مشكلة لها قيمة تذكر.

و بالنسبة للتعليم في هذه القرية أضاف: تتميز هذه القرية عن غيرها من القرى بنسبة التعليم فيه مرتفعة وهناك نسبة لا بأس فيها من الأطباء والمهندسين والمحامين، كما أن حركة المجتمع هنا نشطة فقد قامت إحدى الجمعيات الأهلية منذ حوالي أربع سنوات بتنظيم دورات محو الأمية للنساء المتقدمات في السن وساهمت هذه الدورات بمحو أمية حوالي 70% من النساء فهذا دليل واضح على الوضع المريح للقرية من كل النواحي تقريباً.

وحول عشيرته قال: عشيرتنا كبيرة جداً لها وجود في أغلب دول المنطقة، من عُمان إلى جنوب شرق تركيا ومن إيران إلى مصر حتى الجليل الأخضر في ليبيا.

وفي نهاية حديثه أضاف: أحمّل موقعكم (eSyria) دعوة لا بد من نشرها... (إلى جميع سكان دمشق وريف دمشق وكل سورية أقول: حافظوا على الحزام الأخضر لوطننا وأوقفوا قطع الشجر من أجل بناء الحجر).

واستضافنا السيد "أمين الرفاعي"- أحد سكان "البويضة" في منزله حادثنا بكثير من الود عن القرية قائلا ً: يحوي ريف دمشق العديد من المدن والبلدات والقرى التي تستحق منا الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها، ومن ضمن هذه القرى قريتنا (البويضة) التي تعود تسميتها حسب رأي بعض كبار السن في القرية إلى وجود (سهل) كان يظهر بلون الأبيض للناظر من بعيد، وتتألف القرية من منطقتين شرقية وأغلب سكانها من النازحين من أهل القنيطرة، ومنطقة غربية يسكنها أهل القرية الأصليين بالإضافة إلى بعض النازحين أيضاً، ويصل إجمالي عدد السكان في قرية البويضة إلى حوالي ثمانية آلاف نسمة تقريباً، تتنوع اهتماماتهم ووظائفهم بين مختلف الاختصاصات العلمية والمهنية، فمنهم المثقف، والمزارع، والموظف، والعامل الحر.

وتضم (البويضة) مدرستين للتعليم الأساسي الحلقة الأولى ومثلها للحلقة الثانية، بالإضافة إلى أربع مساجد وجمعية فلاحيه ومستوصف وأربع صيدليات.

وبالنسبة لتخديم القرية أضاف الرفاعي: الخدمات تأتي بشكل مزدوج من محافظة ريف دمشق ومحافظة القنيطرة، فالماء موجود في القرية بشكل جيد وممتاز من خلال آبار ارتوازية حفرتها محافظة ريف دمشق، وفي حال انقطاعها فهناك خزانات مياه حفرتها المؤسسة العامة لمياه الشرب لسد حاجة الأهالي، لكن المياه هذه غير صالحة للشرب فتأتي لنا مياه صالحة لذلك من خلال محافظة القنيطرة التي تنقلها إلى المدينة عن طريق (صهاريج كبيرة) وبأسعار رمزية جداً لا يجد الأهالي الصعوبة في الحصول عليها، وعن الكهرباء أضاف: لقد وصلت إلى كل منزل بالقرية وهي نظامية (220) فولت وقليلة الأعطال.

أما السيد "محمود زقيم" فتحدث عن العادات الشعبية ومن ضمنها الأعراس التي بقيت محافظة على شكلها إلى يومنا هذا، والتي تتمثل في تقديم الطعام للمعازيم بنوعيه (المعجن) "وهو برغل مطبوخ مع اللبن وعليه اللحم" و(المنسف) "وهو أرز وبازلاء مع اللحم"، والاحتفال (بالدبكة الشعبية) أمام بيت العريس، وهناك بعض الأهالي تفضل (الموالد) في احتفالاتها.

أما بالنسبة للزي الشعبي للمنطقة فأضاف: إن أغلب لباسنا هو اللباس المتواجد في الأسواق السورية المتماشي مع الموضة نوعاً ما، لكن كبار السن من الرجال والنساء ما زالوا يحافظون على لباسهم الشعبي فالرجال يلبسون (القلابية، والشروال)، والنساء يلبسن (العباية، والملاية).

وتبعد قرية البويضة مسافة 15كم عن دمشق، ويحدها من الشمال بلدة "يلدا"، ومن الجنوب قرية "صهية"، ومنطقة "السبينة" من الغرب، ويحدها من الشرق قرية "الحسينية".