تاريخياً كان طريق الحرير يربط الشرق الأقصى بدءاً من الصين بالغرب الأوروبي، مروراً بالشرق الأوسط ومنه سورية، آنذاك كانت قوافل التجار التي تنقل معها عبر البر والبحر، ليس فقط البضائع والمؤن، بل كانت تحمل معها ثقافات وأفكاراً وعادات وتقاليدَ، وعليه فقد كان طريق الحرير أكثر من مجرد جسر تجاري، بل ثقافي وفكري وحضاري.
طريق الحرير
وإحياء لهذا الطريق القديم برزت فكرة في مدينة سلمية، لتأسيس منتدى ثقافي أدبي دعاه مؤسسوه، وهم ثلة من الأدباء والمثقفين،
باسم "منتدى طريق الحرير".
وحول هذا المولود الثقافي الجديد، يقول مشرف المنتدى "مهدي الشعراني" لمدونة وطن: إنه بناء على المشاركات العديدة، مع الملتقيات الثقافية في سلمية على اختلاف أشكالها، كمشاركين أو كحضور، "رأينا بعض الثغرات في بعض الملتقيات، مثل التدني بالمستوى سواء أكان قصيدة أم قصة أم أي نوع ثقافي آخر، إضافة إلى عدم وجود مواضيع عميقة تهتم بالشأن الثقافي العام، وهذا التراكم من الملاحظات، جعلنا كمجموعة نلتقي ونجمع على إحداث منتدى ثقافي جديد".
ويتابع الأديب "الشعراني" بالقول:" طريق الحرير تاريخياً هو صلة تواصل ما بين المناطق جغرافياً وما بين الحضارات فكرياً، وهذا التلويح الثقافي جذب تفكيرنا لاعتماد هذا الاسم و كان ذلك".
رؤية ثقافية
وعن رؤية المنتدى الثقافية والفكرية، يضيف الشعراني: "نعتمد على شيء جديد خلافاً لكل الملتقيات الموجودة في سلمية وغيرها كأولوية، حيث تعتمد جميعها على الشعر بشكل عام، علماً أنه ليس بالشعر وحده تحيا الثقافة، فسلكنا عدة سبل، أولها النقد الأدبي والنقد الاجتماعي العام، ثم الاهتمام بالتراث وأصول الحضارات ونشأة الثقافة والفكر، من خلال باحثين مختصين على مستوى عال، من داخل المدينة ومن خارجها، بهدف التنمية الثقافية البعيدة كل البعد عن الربح المادي، وفقط إعطاء بريق جديد وأمل جديد بنهضة ثقافية جديدة حتى لو طال الزمن".
وعن حجم الأنشطة ونوعيتها يكشف "الشعراني"، عن نشاطات نصف شهرية حيث اعتمدنا بالبداية على الصالونات الثقافية في منزل أحد الأعضاء، لأنه ليس لدينا مقر خاص بالمنتدى، إلى حين حصولنا على مكان عام يناسب أنشطتنا، بتجهيزاته وأدواته الكاملة، وما زال مشروعنا قائماً بمشاركة مع بعض الاختصاصيين الفنيين الذين يساعدون على نشر ما نقوم به من نشاطات كالموسيقا والفن التشكيلي.
ويبين "الشعراني، أن مجلس الإدارة يتألف من ثلاثة أعضاء مؤسسين إضافة إلى هيئة استشارية مؤلفة من الأدباء (علي قنوع، إسماعيل خدوج و إسماعيل يازجي)، والمنتدى مرخص إدارياً من قبل محافظ حماة.
نشاطات
من جانبه مشرف الأنشطة في المنتدى الشاعر "ظافر جمول"، تحدث عن نشاطات وبرامج المنتدى، وأشار إلى أنه تمت الانطلاقة الأولى وافتتاح المنتدى في مقر جمعية المسنين، ضمن احتفالية ضمت مثقفي وفناني المدينة وفعالياتها المجتمعية، وتم منذ بداية برامج المنتدى إقامة فعاليات متنوعة، متضمنة ست محاضرات فكرية وأدبية وتاريخية متنوعة بحيث يلي كل محاضرة حوار مع الحضور ، وكانت الجلسة الأولى بعنوان" اللغة والنقد" والثانية" النقد الأدبي،" والثالثة، تراثية "الغناء الشعبي والموال السلموني"، الرابعة" تاريخية "القلاع في سورية" ، الخامسة آثارية "الآثار في سلمية، السمات القديمة للمدينة"، السادسة أدبية "سلمية في شعر أبنائها"، إضافة إلى تقديم نصوص شعرية لشعراء تتخلل المحاضرات.
ويضيف "جمول": "لدينا خطة عمل فصلية، وقد تم التواصل مع بعض الأسماء والقامات الثقافية والأدبية لتقديم محاضرات متخصصة؛ لأن الحضور نوعي وبناء على دعوات خاصة، وحسب نوعية المحاضرة، لإضفاء المزيد من الفائدة".
صالون ثقافي
بدورها ترى الشاعرة "ثناء أحمد" أن المنتدى هو خطوة نحو نشر الفكر وثقافة الحوار، ويسير بخطا جيدة نحو النقد البناء، من خلال طرح مواضيع محددة ومناقشتها، ومن خلال البحث المشترك عن حلول لهذه الإشكاليات الثقافية على مستوى المنطقة على أقرب تقدير.
وتقول : "ومن وجهة نظري، هو حالياً من أفضل الأنشطة في المدينة كصالون فكري ثقافي، رغم كونه في بداية مسيرته وسيسير نحو الأفضل. وأعتقد أننا بحاجة لمثل هذه الصالونات في مدينتنا، فهي لها ميزة خلق العصف الذهني والتحفيز الفكري".