ساهم أهالي قرية "خربة جاموس" في الحسكة بوضع اللمس ة الأولى لبناء مدرسة لأطفالهم وفي قريتهم، لتخفيف معاناة تنقلهم إلى مدارس خارج القرية، فتطوّرت مبادرة التعاون والتشاركيّة، وانضمّت إليها مديرية التربية ومؤسسات رسمية أخرى ليثمر هذا التعاون إنشاء مدرسة نموذجيّة.
مساندة ودعم
"راشد جلعود" أحد أبناء القرية الذين قدّموا خدماتهم لبناء المدرسة، يشرح كيف انضم إليه أبناء القرية، متكاتفين ومتضامنين، لتحقيق هدف مهم لأبنائهم، مؤكدين أنّ العلم والتربيّة لها الأولية وهي حاجة أساسيّة، وهي في المرتبة الأولى عندهم.
يستحق أهلنا في هذه القرية هذا العمل التربوي والمدرسة، تحقق ذلك بعمل مشترك، وعندما وصلنا لمطلبهم بالمدرسة النموذجية، كانت استجابة سريعة من المكتب التنفيذي في المحافظة، ومن كافة النواحي، ووجهت الدوائر المختصة بالإسراع في تنفيذ المدرسة النموذجية، من خلال العمل المشترك، نحن أمام لوحة رائعة من التعاون، مبارك لأهل قريتنا في خربة "جاموس" مدرستهم الجديدة
يعبر "جلعود" عن سعادته بتحقيق ذلك الإنجاز في قريته، مشيداً بجهود كل من ساهم وشارك، ويضيف: «بداية الأمر جهزنا غرفاً في القرية تستوعب تلاميذنا فقط، وبهدف تعليمهم ضمن قريتنا، كان قراراً مشتركاً وتعاوناً مثالياً، الأهم مساندة وتعاون مديرية التربية، وتسهيل وتيسير الأمور بشكل كبير، من هنا نشيد بدعم الكادر التربوي في القرية، فقد تحملوا معنا تبسيط الكثير من الأمور، خاصة مدير المدرسة، الذي طالما أمضى ساعات عدّة وبشكل يومي بعد الدوام الرسمي لترميم وصيانة المقاعد والطاولات وما يحتاج للترميم، هذه القصص الجميلة لا تتوفر إلا في الكوادر التربوية».
جهود أهلية وتربوية
مدير المدرسة "محمّد الحسن" والذي قدم جهداً طيباً محققاً الرضا من الأهالي لما قام به من دور إيجابي وتفانٍ وتواصل حتّى يحقق مطلب الأهالي والتلاميذ، معتبراً حالة التعاون التربوية مع المجتمع رسالة رائعة.
يبين "الحسن" في حديثه مع مدوّنة وطن تفاصيل الوصول إلى مدرسة نموذجيّة ويقول: «تمّ افتتاح مدرسة "خربة جاموس" المحدثة في بداية العام الدراسي ٢٠٢٣/٢٠٢٢ بجهود أهلية وتربوية، حيث قام الأهالي ببناء ثلاث غرف إسمنتية، ومن خلال التواصل مع الاستاذ "عيسى قدور" رئيس شعبة التوجيه التربوي، ومن خلال الجولات مع الموجّه التربوي "محمد عبد الهادي" إلى المدرسة واللقاء مع الأهالي تم رفع كتاب إلى مديرة التربية، وقامت بجولة إلى المدرسة، للاطلاع على الواقع ميدانياً، بعد جهدها المتميز والإجراءات الرسمية التي قامت بها، تمت الموافقة على افتتاح المدرسه وتعيين كادر تدريسي مؤلف ١٢ معلماً ومعلمة ومدير للمدرسة، وتزويد المدرسة بما يلزم من كتب ومقاعد وألواح، وتم فتح طريق للمدرسة وفرشه بالبقايا لعدم وجود طريق سابق، علماً أن تلاميذ القرية كانوا يذهبون إلى مدرسة "دبي" التي تبعد عنهم حوالي ٨ كيلو مترات، وكانوا يعانون من هذه المشكلة، كثير منهم كان في سن الدراسة، وطول الطريق كان يبعده عن الاستمرار في تعليمه، أما مع افتتاح مدرسة قريتهم، فقد توافد إلينا كافة التلاميذ في عمر العليم الإلزامي».
مدرسة نموذجية
يؤكد "الحسن" أن عدد التلاميذ وصل إلى ٢٤٠ تلميذاً وتلميذة، حيث لم تعد المدرسة تستوعب تلك الأعداد، ثم قامت مديرة التربية بزيارة أخرى، وشاهدت الواقع مجدداً، وبالتواصل والتراسل مع الجهات المعنية، تمّ اتخاذ قرار ببناء مدرسة نموذجية مؤلفة من ست شعب صفية وغرفتين إداريتين وسور وباحة ودورات مياه وغيرها من مستلزمات المدارس النموذجيّة، وهي الآن قيد الإنشاء وفي هذا العام وصل أعداد التلاميذ إلى ٣٤٢ تلميذاً وتلميذة، وقمنا هذا العام بأخذ غرفتين من الأهالي بالقرب من المدرسة لاستيعاب التلاميذ بشكل كامل، وقمنا بترميم حوالي ٢٥ مقعداً كانت عبارة عن هياكل فقط، قمنا بإصلاحها وتجهيزها لحل مشكلة التلاميذ ريثما يتم الانتهاء من المدرسة الجديدة بداية العام الدراسي المقبل، ورغم حجم الظروف الصعبة وكم التحديات، لكننا نستطيع أن نقول إننا حققنا شيئاً مهماً للغاية في قرية ريفيّة».
مديرة تربية "الحسكة" "الهام صورخان" تقول: «يستحق أهلنا في هذه القرية هذا العمل التربوي والمدرسة، تحقق ذلك بعمل مشترك، وعندما وصلنا لمطلبهم بالمدرسة النموذجية، كانت استجابة سريعة من المكتب التنفيذي في المحافظة، ومن كافة النواحي، ووجهت الدوائر المختصة بالإسراع في تنفيذ المدرسة النموذجية، من خلال العمل المشترك، نحن أمام لوحة رائعة من التعاون، مبارك لأهل قريتنا في خربة "جاموس" مدرستهم الجديدة».
مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2024 زارت المدرسة وأجرت اللقاءات السابقة.