لاقى افتتاح مركز "أروب" لتدريب المكفوفين ترحيباً كبيراً، وخصوصاً بعد نجاح تجربته في تنظيم العديد الدورات والورشات الخاصة بالمكفوفين، ولعل ما منح المركز قيمة أكبر هو مشاركة متدربين من الدول العربية، وهؤلاء وجدوا في المركز تجربة رائدة في زمن الفضاء المفتوح.
فكرة وتطبيق
في البداية تتحدث الإعلاميّة "أماني صديق" صاحبة فكرة المركز، عن تجربتها الإعلامية وهي التي نالت درجة الماجستير في الإعلام، والدكتوراه في التنمية البشرية، وعملت كمذيعة ومعدة برامج في عديد الإذاعات، وعملت مع العديد من المواقع والصحف.
مستمرة بوظيفتي الحكومية، بالإضافة إلى تقديم برامج إذاعية خاصة بمركز "أروب" على التواصل الاجتماعي، أجدها خير أنيس وصديق لي، وما قدمه من عالم واسع ومن مختلف الدول خاصة الدول العربية، يعدّ أمراً في غاية الأهمية، وجدنا ذلك خلال الدورات التي خضعنا لها
تقول "صديق": «انصب تفكيري لنقل أفكاري ومعلوماتي ودراستي للجيل الجديد، فعالم الإذاعة واسع، يحتاج لمهارات كثيرة حتى تكون مذيعاً ناجحاً، أهمها التواصل من خلال الدورات، كل ذلك شجعني لافتتاح مركز "أروب"، وهو تابع للاتحاد العربي للمكفوفين، وذلك بعد التواصل مع الدكتور "صادق الحسين" نائب رئيس الاتحاد التابع لجامعة الدول العربية، وبعد فترة وجيزة أصبح مركزاً تدريبياً على مستوى عالمي للمكفوفين».
دورات وورشات
وتتابع "صديق" حديثها بالقول: «بدأ العمل بالمركز عام 2022 ، وأنشأنا صفحة على التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" للمركز وموقع وقناة يوتيوب، وأنجزنا أكثر من 27 دورة استفاد منها 901 متدرب ومتدربة، أما عن الشهادات فلا يحصل الكل على شهادة، إلا ضمن معايير وشروط، والتطور السريع للمركز، منحنا حافزاً، فأحياناً نعمل في اليوم 15 ساعة لخدمة المركز، من خلال الدورات والتواصل والتنسيق وإنجاز الشهادات، فشعورنا بالمكفوف وحاجته لتقوية معنوياته، وتنمية ما يملك كان الدافع للمركز، وقد أنجزنا دورات في التنمية والذكاء العاطفي والتسويق والإعلام بمختلف مجالاته والقيادة وغيرها، وقد أنشأنا للمميزين صفحة "فيسبوكية" لإذاعة مُسجّلة، يعدون البرنامج والإخراج والتقديم للمكفوفين، وخلال شهر رمضان الماضي قدمنا دورة برامجية كاملة، وحالياً نجهز لها مُجدداً، لدينا متدربون من كل دول العالم، فالاستجابة جيدة من المدربين وفي جميع المجالات، سواء الكاتب أو المسرحي أو الإعلامي، الكل يلبي من دون تردد، وأمنيتي أن يكون المركز قادراً على ضم كل ذوي الإعاقة، وما يسعدنا أن عدداً من المتدربين حصلوا على فرص عمل بعد التدريب».
مع المتدربين
ضمت الدورات عدداً كبيراً من المتدربين ومن مختلف المحافظات، كما كان الحال مع الشابة "لينا ميرزا" والتي انتهت مؤخراً من الخضوع لدورة إعلاميّة.
"لينا" رغم إقامتها في بلدة "معبدة" الواقعة في محافظة "الحسكة"، لكنها التزمت واستفادتً بشكل كبير من الدورة، حسب ما تقول: «تعرفتُ على الدورة من خلال صفحة "أروب" على "الفيسبوك"، كوني أشرف على مركز لمرضى السرطان في بلدتي، اعتبرت الدورة مهمة ومفيدة، طبعاً الأهم والأجمل الأجواء العامة للدورة من خلال عديد الأسماء التي تشارك فيها سواء من داخل البلد أو خارجه، ومن مزايا الدورة أيضاً أنني تعرفت على تجربة "مدونة وطن" في المحتوى الرقمي والإعلام الإلكتروني، كون الدورة كانت عن الإعلام الإلكتروني».
أمّا الأربعينية "ريما الدرا" فلها حكاية تجدها مميزة عبر مركز "أروب"، أكثر من ذلك تعتبرها نقطة تحوّل في حياتها، فهي تجد للمركز مزايا كثيرة، وعناوين إيجابيّة عديدة.
"ريما" تفصّل عن المركز بحديثها: «فقدت البصر في سن متأخرة، لذلك كان وجعي كبيراً ومضاعفاً، قدّم المركز نفسه صورة طيبة في حياتي، خاصة وأنني من "دمشق" وصاحبة فكرة المركز أيضاً في "دمشق" بالإضافة إلى الدورات التي تابعتها.. كنت على تواصل مع الدكتورة "أماني" صاحبة المشروع، خضعتُ لدورات مختلفة عبر الأون لاين، كانت أغلبها في المجال الإعلامي».
وتضيف: «مستمرة بوظيفتي الحكومية، بالإضافة إلى تقديم برامج إذاعية خاصة بمركز "أروب" على التواصل الاجتماعي، أجدها خير أنيس وصديق لي، وما قدمه من عالم واسع ومن مختلف الدول خاصة الدول العربية، يعدّ أمراً في غاية الأهمية، وجدنا ذلك خلال الدورات التي خضعنا لها».
ابن سلطنة "عُمان" "عبد الحافظ الرواس" عبر عن سعادته بالمركز كونه كفيفاً، واستفاد من دوراته في عمله الوظيفي بدولته، واستفاد من عديد الدورات الإعلامية، مؤكداً أنه اطلع على تجربة موقع مدونة وطن الإلكتروني التي تستحق الاحترام، متمنياً لسورية وأهلها الخير والسلام والمحبة.
مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 17 شباط 2024 أجرت اللقاءات السابقة.