قبل أن يشرع بتأسيس قواعد اللعبة والانطلاق بها، لم يكن يوجد في مدينة "القدموس" أي لعبة رياضية خاصة بالفتيات، وذلك بالرغم من وجود خامات صغيرة متميزة تظهر بين طالبات المدارس في حصص الرياضة المدرسية، وهذا بحد ذاته كان حافزاً بالنسبة للكابتن "محمد علي" لتأسيس لعبة تجذب وتهتم بالفتيات الموهوبات.

إصرارٌ ونجاح

الإنجازات الكبيرة التي حققها فريق كرة السلة للبنات على مستوى الأندية المهمة في هذه اللعبة، كانت حافزاً للمتابعة والاستمرار رغم الكثير من الظروف الصعبة التي لم تكن لتشكل عائقاً في مسار استمرار الفريق، بسبب إصرار جميع إداريي النادي ولاعبيه ومشرف اللعبة الكابتن "محمد" على المتابعة.

لقد حققنا الفوز على أندية عريقة لها تاريخ في كرة السلة، وبات النادي من أفضل الأندية في طرطوس بالفئات العمرية، ومن أفضل الأندية السورية التي تهتم بالمواهب الصغيرة

في بداية حديثه لمدونة وطن، يشير الكابتن إلى الهدف الذي وضعه والذي كان تحدياً بالنسبة له، وفعلاً تمكن من استقطاب المهتمات والخامات وشكل نواة فريق كرة سلة في المدينة، حيث بدأ بتدريبهن تدريباً أكاديمياً استعداداً للمشاركة في المباريات والبطولات.

الكابتن محمد علي

ويضيف: «لقد حققنا الفوز على أندية عريقة لها تاريخ في كرة السلة، وبات النادي من أفضل الأندية في طرطوس بالفئات العمرية، ومن أفضل الأندية السورية التي تهتم بالمواهب الصغيرة»..

تعاون مجتمعي

بعد النجاح الذي حققه الفريق، كان التعاون واضحاً من الفعاليات الرياضية والرسمية والأهلية والأسرية، الأمر الذي انعكس على الأداء وعلى النتائج.

الفريق في احدى البطولات

يقول "محمد": «أصبحنا أكثر عزيمة وإصراراً على المتابعة وتحقيق النتائج الأفضل، وتحدينا الظروف الصعبة والمنغصات التي كادت أن تكون جزءاً من حياة اللاعبات والنادي بشكل عام، لولا دعم الفعاليات المجتمعية، حيث تكفل البعض بتأمين بعض حاجيات اللاعبات الرياضية، والبعض الآخر تكفل بالنقل خلال الدورات والأنشطة الرياضية التدريبية».

روح جماعية

يتابع الكابتن "محمد" حديثه للمدونة بتأكيد أن الروح الجماعية للفريق والولاء للكرة كانت من أهم أسباب النجاح وتحقيق النتائج في البطولات التي جرت المشاركة فيها.

فريق القدموس

ويضيف: «الصعوبات كثيرة جداً ولكنها لم تمنعنا من شغف الكرة الحمراء، فلا ملاعب مهيئة لممارسة تدريبات اللعبة، ولا كرات تدريبية أو كرات دولية، حيث من المهم جداً تعامل اللاعبات مع الكرات الرسمية للعبة، ناهيك عن أن جلّ تدريباتنا ننجزها في ساحات مدارس المدينة الإسمنتية الخطيرة على اللاعبات، وخاصة خلال تدريبات المراوغة أو حين السقوط نتيجة خطأ رياضي ما».

طموح الكابتن "محمد" لم يتوقف عند تشكيل فريق "القدموس" وتحقيقه للإنجازات الرياضية ومنها بطولة مدارس المحافظة أكثر من مرة، والتأهل إلى الدور الربع النهائي، وإنما الهدف الأهم بالنسبة له هو إنشاء مراكز تدريبية للاعبات والناشئات والفئات العمرية الصغيرة في مختلف القرى المحيطة بالمدينة، وذلك بعد نجاح تجربة مركز قرية "حمام واصل" ورفد الفريق بمواهب مميزة كان لها أثر إيجابي عليه، وفق ما يوضحه بحديثه" «في الدوريات الرسمية كانت القدرات المالية تقف عائقاً أمامنا بعد التأهل للدور الربع النهائي، وكنا نلعب أكثر من مباراة في اليوم الواحد لعدم توفر أجور النقل، ما يرهق اللاعبات ويحبط من عزيمتهن ويمنعهن من المتابعة».

محبة ووفاء

الكابتن "غزوان زير" لاعب ومدرب في نادي "القدموس" الرياضي يشير بدوره إلى الجهود التي بذلها الكابتن "محمد" منذ ما يزيد على عشر سنوات لتأسيس قواعد اللعبة في المدينة، وهو الذي آمن بأهمية وجود رياضة أنثوية بالنادي، وتدريب الفئات العمرية الصغيرة لتكون رديفاً مستقبلياً لأي رياضة، فأسس للعبة كرة السلة في المدينة حيث لم تكن موجودة مسبقاً، وأطلق مراكز تدريبية في مختلف القرى الريفية القريبة والبعيدة بهدف زيادة انتشار اللعبة وزيادة جمهورها ومحبيها، ولاختيار المواهب الصغيرة والعمل على صقل خبراتها وإلحاقها بالفريق الأم الذي أسسه باسم النادي.

اللاعبة في نادي "نواعير حماة" "رند سلهب" تؤكد أن بداياتها كانت من نادي "القدموس" منذ ما يزيد على سبع سنوات، وذلك بعد تشجيع الكابتن "محمد" لها وتبنيه لإنشاء فريق كرة سلة في المدينة يجمع المواهب ويبلور قدراتها، ويطلق حصص التدريب بأبسط المقومات التدريب المتوفرة، حيث كان له الفضل -كما تقول- في تطوير مهاراتها وقدراتها كلاعبة ناشئة تتلقى تدريباتها في ساحة المدرسة الإسمنتية وبكرات ليست معيارية، من دون أن تتأثر دراستها الإعدادية والثانوية بفضل توجيهاته وخبرته التي لم يبخل بها على فتيات النادي.

وتضيف: «بعد التحاقي بالدراسة الجامعية بكلية التربية الرياضية بمحافظة "حماة" وكي لا أنقطع عن التدريب، التحقت بنادي "النواعير" بفضل ما أسسه فيَّ الكابتن "محمد" من قيمة رياضية مضافة، حيث كان ذلك حلماً بالنسبة لي لبلورة قدراتي ومهاراتي».