تأثرت الدكتورة "ميادة حاتم" بعائلتها التي زرعت فيها بذور التكافل الاجتماعي، فأحبت العمل الخيري وقدمت عيادتها لتدريب الأطباء الجدد مجاناً، ففي عيادتها تدرب أكثر من أربعين متدرباً في المركز الطبي لطب الأسنان في "السويداء وجرمانا"، كما ساهمت في تأسيس جمعية خيرية تعنى بالطفولة، وبتقديم مساعدات إنسانية للأسر المحتاجة، إضافة لتقديمها مساعدات للعدد من طلاب الجامعات.

إضاءات

"في كنف أسرة محبة للحياة والتطلع لمستقبل علمي، تربيت ونمت شخصيتي"، هكذا بدأت الدكتورة "ميادة عادل حاتم" حديثها مع موقع مدونة وطن eSyria، وتضيف: " العلاقة التي كونت شخصيتي نابعة من تربية اجتماعية أسرية، منذ ولادتي عام الف وتسعمائة وسبع وستين واتمامي لمرحلتي الإعدادي والثانوي في مدرسة "الفتاة" بالسويداء، ودخولي كلية طب الأسنان وتخرجي منها عام الف وتسعمائة وواحد وتسعين، والبدء بممارسة المهنة في عيادة بقرية جميلة هي "سهوة البلاطة" التي عملت بين أهلها الطيبين اربع سنوات، وأنا اتطلع نحو العمل التكافلي والتطوعي، حينها دخلت معترك الحياة الزوجية مع الأستاذ الدكتور "عادل ابو حسون" الذي قدم لي الكثير من المساعدة في تحقيق ما أطمح إليه، فلم يكن عملي لينجح لولا مساعدته العلمية والاجتماعية، وكان لابد من تأسيس عيادة موسعة لطب الاسنان تتسع لأكثر من طبيب وتصبح مركزاً لاستقبال الأطباء الجدد واكتساب الخبرات العملية والعلمية".

العمل الخيري

وتتابع الدكتورة "حاتم" حديثها بالقول: " بعد العمل بالعيادة لمدة أربع سنوات، قمت بتدريب العديد من الزملاء الأطباء ، ولكن وبعد التشاور مع محبي العمل التطوعي شاركت بتأسيس مؤسسة خيرية عرفت بجمعية "البراعم للطفولة"، وبعد معاناة التأسيس والانطلاق، عملنا كخلية نحل في تعزيز العمل التطوعي الخيري، ونشر الوعي التثقيفي في كيفية التعامل مع الطفولة وتقديم المساعدات لمن يعانون حالات صحية معينة، ولأن قناعتي تشكلت في أن العمل الخيري يحتاج لصمت، والعمل الساكن الهادىء ينمي الشخصية الإنسانية، ترافق مبدأ التطوع بتقديم خدمات صحية إنسانية واجتماعية لعدد من الأطفال والأسر المحتاجة وبعض الطلاب الراغبين بإتمام مراحل تعليمهم الجامعي، إضافة الى الشعور بالسعادة بقيمة العمل وانعكاسه حينما وقف إلى جانبي مجموعة من الزملاء الأطباء منذ افتتاح مركز العيادة السنية بتاريخ 1/5/ 2017، ليستمر باستقطاب أكثر من ثلاثين طبيباً للتدريب والمساهمة برسم ابتسامة على شفاه محتاج للمساعدة، وما زال العمل مستمراً وهناك فرع للعيادة في "جرمانا" ايضاً لأكثر من ثلاثة أطباء".

واشار "لين أبو عمار" أحد المستفيدين من اعمالها الى ان الدكتورة ميادة عادل حاتم تعد نموذجا مميزا بالأعمال الخيرية الصامتة التي لا ترغب بنشر اعمالها، ضمن مفهومها لثقافة التكافل الاجتماعي، فهي ساعدتني وتقوم بمساعدة العديد من المرضى الذين يحتاجون الى خدمات صحية واجتماعية في السويداء.

ونوهت "وسيلة صعب" احدى المستفيدات من الخدمات المجانية التي تقدمها الدكتورة ميادة حاتم التي تتنوع بين صحية واجتماعية انسانية، اضافة لعيادتها السنية التي غالبا ما تقوم بخدمات مجانية لآناس بحاجة لمساعدة وهم كثر ضمن الطيف الاجتماعي المتنوع في السويداء.

تعاون مثمر

بدوره ينوه الدكتور "امجد نعيم" طبيب مؤسس للعيادة السنية أن الفكرة التي قدمتها الدكتورة "ميادة عادل حاتم" هي جديدة في ثقافتنا المحلية، وعميقة في البعد الأخلاقي والإنساني ، ورائز هام في استمرار التنمية الاجتماعية، من خلال ما تقدمه من مساعدات تدريبية وصل إلى أكثر من أربعين طبيباً وطبية".

وتشيد الدكتورة "فرح حجاز" وهي إحدى المتدربات في عيادة الدكتورة "ميادة"، بهذا المشروع الذي حقق أكثر من هدف في آن واحد، فمن جهة فتح المجال امام العشرات من الخريجين الجدد للعمل والتدريب في العيادة، فإنه أيضاً ساهم بتقديم خدمة لأبناء المنطقة إضافة الى تقديم العلاج المجاني للمحتاجين .

ويقول الدكتور "عدي كرباج": " بعد تخرجي من الجامعة، ساهمت الدكتورة "ميادة حاتم" في صقل شخصيتي العلمية الطبية، وعززت ثقتي بمؤهلي العلمي ورغبتي في المساهمة معها بمساعدة المحتاجين سواء صحيا في العيادات او من خلال مساعدات مالية للطلاب والأسر المحتاجة، مضيفا :أن رغبتها الجامحة جعل عملها يزداد والاستفادة تصل لمستحقيها فعلياً".