وجدت "رغدة داوود" في دورات التأهيل المهني التي تقيمها مؤسسة "كيوان"، خطوة أولى نحو تأسيس مشروعها الخاص بالخياطة لتأمين مصدر دخل يدعم أطفالها في ظل الغلاء المعيشي، علماً أن المؤسسة تنشط أيضاً في الجانب التعليمي والإغاثي والدعم النفسي والاجتماعي للأسر المحتاجة.

انطلاقة جديدة

أهداف كبيرة وضعتها المؤسسة وعملت على تطبيقها، وبحسب الدكتورة "هالة الخجا" رئيس مجلس الأمناء التي بدأت بإدارة المؤسسة عام 2019، حيث تتحدث لمدونة وطن التي زارت المؤسسة في مقرها بمنطقة "كيوان": « فإن العلم هو أول الأهداف، ويتجلى من خلال تعليم الأيتام والمتابعة الدراسية لأبناء الأسر المتعففة، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال النادي الصيفي والنادي الشتوي لتعليم المواد الأساسية، والاهتمام بطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية من خلال كفالة طالب العلم، وتقديم كفالة شهرية للطلاب الجامعيين والدعم اللازم لتأمين مستلزمات الدراسة الجامعية بشرط نجاح الطالب في السنوات الدراسية، ونقيم حفلاً سنوياً للخريجيين نقدم فيه الهدايا للمتفوقين».

أدرب السيدات على حياكة الكروشيه بالسنارة من الصفر وتساعد الجمعية المتدربات من خلال تأمين الخيوط والسنارات اللازمة، حيث نبدأ مع تعليمهن حياكة قطع صغيرة وتتطور المتدربات بسرعة لأن لديهن الرغبة بالتعلم

وتضيف د."الخجا": عدد فريق العمل حوالي 50 إلى جانب 100 متطوعة يشاركن في نشاطات المؤسسة، كما يبلغ عدد المستفيدين حوالي 500 أسرة منذ عام 2019 حتى اليوم، وفيما يتعلق بدورات التعليم المهني في المؤسسة بدأت مع تدريب السيدات المسجلات في الجمعية في إطار السعي لتوسيع الفئة المستهدفة من السيدات لاحقاً.

د."هالة الخجا" رئيس مجلس الأمناء

نشاطات متنوعة

"ريما العش" نائب رئيس مجلس الأمناء

وعن أبرز نشاطات المؤسسة تشير "الخجا" إلى مهرجان "دفا" السنوي الذي يتم من خلاله توزيع (حرامات ملابس للأطفال، سجاد، وسائل التدفئة) للأسر المسجلة فيها، ومهرجان الطفل الذي يتضمن يوم مرح وألعاب ونشاطات هادفة، إلى جانب النادي الصيفي والشتوي، والفعاليات الخيرية كالفطور الخيري لدعم الجمعية مادياً.

وتعمل المؤسسة على الجانبين التعليمي والتأهيل المهني، وبهذا السياق تقول "الخجا": «منذ شهرين بدأنا دورات محو الأمية بالتعاون مع مديرية الثقافة، وهناك تطور ملحوظ لدى السيدات اللواتي تجاوزن سن الأربعين، إلى جانب دورات التأهيل المهني التي نقدم من خلالها كل مستلزمات العمل من أقمشة وأدوات، وتقديم وجبة فطور وبدل مواصلات للمتدربات».

تعليم الخياطة

من جهتها "ريما العش" نائب رئيس مجلس الأمناء تتحدث عن برامج العمل بقولها: «في النادي الصيفي تحضر الأمهات مع أطفالهن وهناك برنامج لكل منهم، مع التركيز على المواد الأساسية الأربع بما يخص الجانب التعليمي، إلى جانب دورات تدريبية في الحساب الذهني ودورة بعنوان "كيف تحافظ على مالك" بهدف تعليم الأطفال التوفير وإدارة المصروف، ودورات دعم نفسي عن طريق اللعب من قبل مختصين، حيث يتم عرض فيلم كرتوني عن قيمة أخلاقية معينة يدور النقاش حولها بهدف غرسها لدى الطفل وأنشودة ثم نشاط حركي أو يدوي، ودورات تدريبية موجهة للسيدات كالخياطة، إعادة التدوير، حياكة الصوف بالسنارة والسنارتين، وجميع الدورات المقامة في مقر المؤسسة مجانية مع تأمين بدل مواصلات للمتدربات».

وحسب "العش" تقوم لجنة الإغاثة بتقديم المساعدات العينية كل شهرين تقريباً وكذلك في بداية فصلي الصيف والشتاء وعند بداية الموسم المدرسي، من خلال تأمين اللباس المدرسي ونقدم سلل غذائية في شهر رمضان المبارك إلى جانب وجبات أسبوعية توزع في مناطق من دمشق وريفها، ومائدة رمضان التي تقدم عدة مرات خلال الشهر الكريم، ومن خلال دورات محو الأمية الموجهة للسيدات المسجلات في المؤسسة فهي تتم بالتعاون مع مديرية الثقافة التي أمنت المنهاج الدراسي الذي يتطلب ثلاثة شهور للحصول على شهادة محو الأمية.

تدريب مهني

من المتدربات التقينا "عبيدة جنح" التي تحدثنا عن تجربتها قائلةً: «لدي القليل من المعلومات حول مهنة الخياطة، وعندما التحقت بالدورة التدريبية تطورت إمكانياتي في هذا المجال حيث أطبق ما أتعلمه هنا في المنزل باستخدام الإبرة والخيط، وفي كل مرة تكلفنا المدربة بمهمة معينة لخياطة قطع مصغرة، نقوم بتفصيل جميع أنواع التنانير والكنزات واليوم نتعلم خياطة الفستان، ونحتاج إلى المزيد من الأقمشة لنظهر إبداعاتنا، وأطمح إلى تأسيس مشروعي الخاص من المنزل لأن والدتي مريضة ولا أستطيع تركها لفترات طويلة».

ومن المدربات في الجمعية التقينا "رندة كلساني" التي تعمل فيها منذ ثلاثة أشهر تقول: «أدرب السيدات على حياكة الكروشيه بالسنارة من الصفر وتساعد الجمعية المتدربات من خلال تأمين الخيوط والسنارات اللازمة، حيث نبدأ مع تعليمهن حياكة قطع صغيرة وتتطور المتدربات بسرعة لأن لديهن الرغبة بالتعلم».

أما المدربة "نزهة سرة" من قسم الخياطة تقول: «أساعد المتدربات على تعلم مبادئ التفصيل والخياطة من الألف إلى الياء، وعلى الرغم من عدم امتلاكهن خبرة سابقة في هذا المجال إلا أنهن تتطورن بسرعة وتطبقن بشكل عملي وتظهرن إبداعاتهن، وبإمكان المتدربة خياطة القطعة التي تريدها بيدها سواءً لها أو لأطفالها، وتوفر تكاليف

الأزياء الجاهزة من السوق، يساعد التدريب العملي في المؤسسة على تمكين المرأة وتأهيلها للعمل في مهنة معينة، تحقق لها دخلاَ مادياً فعند انتهاء الدورة التدريبية تتقن المتدربة مهنة الخياطة».

وعن مراحل عمل القطعة تضيف: «نعتمد على البترون الأساسي الذي يعطي صورة كاملة للجسد من الرقبة حتى أسفل القدم مع كل الموديلات، ثم القص والدرزة أي نتبع مبادئ الخياطة الحديثة التي توفر الأقمشة، ثم نستخدم آلة الخياطة المتوفرة في الجمعية لكنها تحتاج إلى مولدة للتشغيل بسبب انقطاع الكهرباء لفترة طويلة لنستطيع تحقيق نتائج أفضل».

نشير إلى أن مؤسسة "كيوان" الخير تأسست عام 1959 وتعود مصادر تمويلها لأموال الزكاة، الصدقات والكفالات الشهرية المقدمة من المتبرعين.