منذ تأسيسه عام 1965 كنادٍ تراثي اجتماعي ثقافي غير ربحي أسسته مجموعة من السيدات،  سعى نادي "فتيات فلسطين" بشكل حثيث إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية التي تحمل ذكرى الأرض والوطن، وصيانة التراث الفلسطيني وحمايته من الاندثار في ظل فريق عمل ملتزم ومتعاون بادارة "عبير الحفناوي"

حماية التراث

تستعرض مسؤولة قسم الإعلام في النادي "نسرين عباس" في حديثها للمدونة التي زارت مقر النادي في منطقة "المزرعة"، أبرز أهداف النادي وأنشطته وما يقدمه لمنتسباته وتقول: « الحفاظ على التراث الفلسطيني وحمايته من الاندثار، هو شكل من أشكال النضال لنشر التراث خارج "فلسطين"، يقيم النادي دورات تدريبية لتعليم تطريز القطبة الفلسطينية بشكل دوري من أجل تمكين المرأة وتأمين فرص العمل، حيث بلغ عدد السيدات اللواتي يعملن في منازلهن 350 سيدة، ويبلغ عدد فريق العمل في النادي حوالي 20 من السيدات بين أقسام التطريز، الخياطة، الإدارة، المحاسبة والإعلام، والنادي غير ربحي يعود ريعه للأسر الفقيرة والأرامل والأيتام، حيث يتم بيع منتجاته من خلال المشاركة في البازارات منها بازار "الشيراتون"، "داما روز"، "غولدن مزة"، "فورسيزن"، وعبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال المعارض التي يقيمها النادي، ومنها معرض دوري يقام كل عام بمناسبة يوم التراث الفلسطيني في 7 تشرين الأول لنشر التراث في "سورية" وخارجها، والمشاركة في معارض عديدة كمعرض "دمشق" الدولي ومعرض "حلب"».

للثوب الفلسطيني خصوصيته ودلالته، فكل منطقة فلسطينية تتميز بأثوابها الخاصة من ناحية نوع القماش وألوان الخيوط، مثلاً ثوب "القدس" نستخدم فيه قماش "الصايا" ويتم تطريزه بالقطبة التصليبة أو بالآيات القرآنية، إلى جانب تصنيع الثوب التقليدي الفلسطيني نقوم بخياطة الثوب المحدث، وهو الأكثر طلباً في "سورية" والذي حاولنا تطويره ليلائم العصر من ناحية اللون، التصميم، وطريقة قص القماش، وتتوافر المواد الأولية للعمل في الأسواق لكن أحياناً تواجهنا بعض الصعوبات المتعلقة بإيجاد الخيط الأساسي "دي إم سيه"

منتجات متنوعة

في كل زاوية من النادي يمكن مشاهدة قطع مطرزة بالقطبة الفلسطينية بألوان مختلفة، وهنا تشير "عباس" إلى أن السيدات في النادي يحاولن تطوير التراث مع الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال إضافة التطريزة الفلسطينية إلى المنتجات المتنوعة كالحقائب بأحجام متعددة، ومنها محفظة النقود، المرايا المطرزة يدوياً من الخارج، صواني الضيافة، لوحات التطريز وغيرها، والتي يمكن لأي شخص اقتناءها لصغر حجمها، فضلاً عن انها تعبر عن التراث وتواكب العصر في الوقت نفسه حيث تباع القطع بسعر الكلفة.

"أسماء مصطفى" قسم التطريز

وبحسب "عباس" قام النادي بالكثير من المبادرات منها خلال شهر رمضان المبارك لتوزيع سلل غذائية منها حملات "رمضان الخير"، و "هو خيراً وأعظم أجراً"، وأخرى بمناسبة الأعياد لتوزيع ألبسة العيد للأطفال بمبادرة "للعيد فرحة"، إلى جانب حملة توزيع ملابس شتوية بمبادرة "لمسة دفا" في فصل الشتاء، إلى جانب تقديمه الدعم لأكثر من 100 طالب جامعي من أجل مواصلة تحصيلهم الدراسي.

الثوب الفلسطيني

بدورها توضح "أسماء مصطفى" من قسم التطريز حيثيات العمل في النادي ومراحله وتقول: «أعمل في النادي منذ عام 2009، ينقسم عملنا إلى ثلاث أقسام فهناك القطع الصغيرة، والشالات المستطيلة والمثلثة وأغطية المخدات، والأثواب والجواكيت، إلى جانب تلبية طلبات قطع خاصة للزبائن، وتبدأ مراحل عمل القطعة بعد حياكتها في قسم الخياطة فيقوم قسم التطريز بتجهيز الماركة التي توضع على القماش، وبعد تركيب "الكنفا" نحدد الرسمة والألوان المناسبة، وتساعدنا السيدات اللواتي تعملن من المنازل لتطريزه يدوياً حيث نقدم لهن كل ما يلزم، وعندما تتم إعادته لقسم الخياطة تضاف عليه اللمسات الأخيرة ليصبح جاهزاً للبيع».      

" حنان النصر" قسم الخياطة والتصميم

وحول خصوصية الأثواب تقول: «للثوب الفلسطيني خصوصيته ودلالته، فكل منطقة فلسطينية تتميز بأثوابها الخاصة من ناحية نوع القماش وألوان الخيوط، مثلاً ثوب "القدس" نستخدم فيه قماش "الصايا" ويتم تطريزه بالقطبة التصليبة أو بالآيات القرآنية، إلى جانب تصنيع الثوب التقليدي الفلسطيني نقوم بخياطة الثوب المحدث، وهو الأكثر طلباً في "سورية" والذي حاولنا تطويره ليلائم العصر من ناحية اللون، التصميم، وطريقة قص القماش، وتتوافر المواد الأولية للعمل في الأسواق لكن أحياناً تواجهنا بعض الصعوبات المتعلقة بإيجاد الخيط الأساسي "دي إم سيه"».

من جيل لآخر

من قسم التصميم والخياطة التقينا "حنان النصر" التي تعمل في النادي منذ عام 2010 وتقول: «تعلمت المهنة منذ الطفولة ونحاول نقلها من جيل إلى آخر لحمايتها من الاندثار فهي رمز وطني نحاول إيصاله لكل العالم، وبما يخص مراحل العمل نقوم بقص القماش الخام وبعد تطريزه في قسم التطريز نقوم بتطبيقه بحسب الموديل، إلى جانب القطع الأخرى التي نحافظ فيها على وحدات التطريز الأساسية لكن نطورها لإرضاء الزبائن من فئات عمرية مختلفة، وهناك الأثواب التقليدية الأساسية التي نحافظ فيها على نوع القماش ولون الخيط الأساسي لإنتاج الثوب التراثي القديم لضمان استمراريته والحفاظ عليه كجزء من التراث، حيث تتنوع رموز التطريز الفلسطينية بين نباتية "السروات"، زخرفية، أشكال الطيور والحيوانات، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، وبشكل عام لا يقتصر الثوب على التطريز الأحمر كما يعتقد كثيرون بل هناك ألوان أخرى كالأزرق والبرتقالي والأخضر».

فرقة "نداء الأرض"

نداء الأرض

تتبع للنادي فرقة شعبية تاسست عام 2004 وهي تهدف إلى نشر التراث الفلسطيني الشعبي الراقص، والحفاظ على اللباس الفلسطيني الشعبي، وتسمى "نداء الأرض".

تقول "هدى الحسن" من أعضاء الفرقة: «انتسبت للفرقة التي تقدم لوحات رقص شعبي وغنائي عام 2011، وشاركت في عدة فعاليات معها في (معرض دمشق الدولي ويوم التراث، يوم اللاجئ)، ويبلغ عدد أفراد الفرقة حوالي 10 راقصين وراقصات، ترافق العروض أغانٍ وطنية وتراثية، وتسعى الفرقة للحفاظ على اللباس الشعبي والرقصات التراثية الفلسطينية ونشرها في العالم ونقلها للأجيال، حيث استطاعت الفرقة عبر عروضها "عرس التحدي"، "رسائل سريعة"، "الموروث"، "الوصية"، "عرس الزيتون"، أن تمثل فلسطين من خلال مشاركات في "سورية"، "بلغاريا"، "رومانيا"، "بولونيا"، "هنغاريا"، "الجزائر"، "قطر"، "الإمارات" وغيرها».

نشير إلى أن اللقاءات أجريت بتاريخ 18 أيلول 2023، ويتبع "نادي فتيات فلسطين" لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في منظمة التحرير الفلسطينية، كان مقره في السابق بمخيم اليرموك ثم انتقل بسبب الأزمة إلى المزة وحالياً مقره في منطقة المزرعة، ويتضمن صالة عرض للمنتجات التراثية.