في معرضها الفردي الأول (ألوان الحياة) أرادت الفنانة "هدى الزغبي"، أن توجه تحيةً لشهداء الوطن وللجيش العربي السوري، محاولةً من خلال لوحاتها التعبير عن فخرها بالانتماء للوطن وتقديرها لتضحيات أم الشهيد.

"الملوِنة"

تتحدث الفنانة "الزغبي" والتي التقتها المدونة خلال افتتاح معرضها الأول، عن بدايات موهبتها بالرسم وتقول: «بدأت ميولي الفنية منذ الطفولة، كنت أرسم دائرة وأضيف لها الجسم والأيدي والأرجل لأجسد من خلالها أفراد أسرتي والأشخاص الذين أحبهم، وتعززت بالدراسة الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق"، والتي درست فيها على أيدي مجموعة من الفنانين ومنهم الفنان الراحل "علي السرميني" الذي كان يناديني بلقب (الملوِنة) لأنني أصمم اللون وأمزجه بيدي، فاللون هو المعبر الأساسي عن ذاتي، بالإضافة إلى تشجيع كل من الفنانين "محمد العلبي"، "عبد الرزاق السمان"، "صفوان داحول"، "إحسان العر"، وغيرهم ممن كانوا بمثابة آباء وأخوة بالنسبة لي».

خططت لهذا المعرض الذي يضم 25 لوحةً بأحجام تنوعت بين كبيرة، صغيرة ومتوسطة بعنوان "ألوان الحياة"، لأنني أريد أن أعبر من خلاله عن الحياة في "سورية" الصامدة القوية التي تشبه الشمس في إشراقتها الجديدة كل صباح، وتأكيداً على أنها ستنهض من جديد

ألوان الحياة

وحول معرض "ألوان الحياة" تقول "الزغبي": «خططت لهذا المعرض الذي يضم 25 لوحةً بأحجام تنوعت بين كبيرة، صغيرة ومتوسطة بعنوان "ألوان الحياة"، لأنني أريد أن أعبر من خلاله عن الحياة في "سورية" الصامدة القوية التي تشبه الشمس في إشراقتها الجديدة كل صباح، وتأكيداً على أنها ستنهض من جديد».

من المعرض

قد يعتقد البعض أن اللوحة جامدة -تضيف "الزغبي"- لكنها برأيي متحركة، مشجعة ومعبرة عن المشاعر الإنسانية وفي لوحات المعرض جذوري الريفية من مدينة "سرغايا"، فيها اللون الأخضر لون الطبيعة الذي ظهر جلياً في لوحة "عروبتي".

وتتابع بالقول: «عبرت من خلال الألوان عن مواضيع كثيرة، فرغم أن اللون الأحمر هو لون ناري يحمل الطاقة والفرح لكنه بالوقت نفسه يعبر عن دم الشهيد، كل لوحة من لوحات المعرض تحمل اسمها الخاص، مثلاً لوحة "أهزوجة" تدل على المرأة والجذور، أم الشهيد والمعلمة الأولى ومدرسة الحياة، وفي لوحة "من التراث" أردت أن أشير إلى عراقة التراث الإنساني الراقي الذي يعلو ويرتفع باستمرار طالما أن له منبت وطني عريق، استخدمت الألوان الحارة ودوماً أعتمد على الألوان الثلاثة الأساسية الأحمر والأزرق والأصفر، أميل إلى المدرسة التعبيرية التجريدية وأحب أن أعبر عن ذاتي من خلال اللوحات والألوان».

التشكيلي "محمد العلبي"

تشعر الفنانة "الزغبي" بالانتماء لكل من بلدتها "سرغايا" التي أخذت منها الخضرة والجو اللطيف، وإلى "دمشق" لاسيما منطقة "دمر" التي عاشت فيها طفولتها وتركت بصمة في روحها، وتشير إلى أنها تعاني فقط من بعد المسافة التي تحد من إقامتها للمعارض، ولولا ذلك لأقامت أكثر من ثلاثة معارض خلال العام الواحد.

عائلة لونية

من الحضور في المعرض يقول الفنان التشكيلي "محمد العلبي": «تتجلى في المعرض أصول التصوير الزيتي الذي تعلمته الفنانة "الزغبي" في كلية الفنون الجميلة، ونلاحظ في معرضها الإخلاص والصدق للريفية التي تظهر في لوحاتها، تنقلت بين عدة مدارس بين التعبيرية والتجريدية إلى الرمزية للتعبير عن أفكار معينة، في المعرض عائلة لونية واحدة أعطت روحاً موحدة لكل اللوحات إلى جانب التنوع، فالفنان مطالب بالابتعاد عن التكرار.. تتميز "الزغبي" بأنها تصنع اللون بيديها وبالتالي تتفاعل معه أكثر، ولفت انتباهي في هذا المعرض الأفكار والألوان والأجواء التي تعيشها في الريف ويمتاز المعرض بالصدق والمحلية، استطاعت من خلاله التعبير عن عدة موضوعات مزجت فيها بين الزخم الفني المخزون لديها والزخم الروحي، وأعتقد أنها تميل في أعمالها القادمة للتجريد أكثر، هي صادقة مع نفسها وتتصف بالوفاء لأساتذتها، وليس هناك أجمل من وفاء الإنسان لأخيه الإنسان، لوطنه ولأمه فهو جزء أساسي في حياتنا».

"ابراهيم محمد سعيد" مدير ثقافة ريف دمشق

من جهته "إبراهيم محمد سعيد" مدير ثقافة ريف دمشق يقول: «شاركت الفنانة "الزغبي" في معرض أقيم العام الماضي في المركز الثقافي في "بلودان"، قدمت فيه لوحات رائعة تمثل طبيعة المنطقة التي تعيش فيها بجمالها، تاريخها وألقها، وأحببت اليوم مشاركتها في معرضها الفردي الأول في المركز الثقافي بأبو رمانة الذي تحاول من خلاله إيصال رسالة عن العرفان بالجميل للشهداء وذويهم على ما قدموه من أجل تحرير الوطن».

نشير إلى أن الفنانة "هدى الزغبي" من مواليد "سرغايا" 1969 تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 2004 بتقدير جيد جداً، لها العديد من المشاركات منها معرض في مكتبة الأسد، وآخر في صالة أنجيلو، ومشاركة أخرى في معرض أقامه المكتب التنفيذي لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومشاركة في معرض الربيع السنوي، ومشاركتان في المركز العربي في الميدان حصلت فيها على شهادة شكر وتقدير، ومعارض في المراكز الثقافية في بلودان وسرغايا حصلت فيها على شهادات مشاركة.