منذ تأسيسها عام 2006، أخذت جمعية التنمية والتطوير للخير GDCA على عاتقها، الاهتمام بالفئات الهشّة في المجتمع، وفي مقدمتها الأيتام وعائلاتهم، إضافةً إلى المحتاجين وطلاب العلم والمرضى، ولم يكن ذلك بتأمين مُستلزمات المعيشة فحسب، بل بمحاولة تحفيز الطاقات للدراسة والعمل والإنتاج.

حقوق اليتيم

من هنا كانت نشاطاتها المُوزّعة بين مَقَريها في شارع بغداد ومنطقة ببيلا، كجهةٍ خيريةٍ أهلية غير ربحية، مُستهدفة حوالي (300 أسرة فقيرة، 570 يتيماً، 325 أسرة يتيم وأمّاً مُعيلة.

تحرص الجمعية على تقديم خدمات إغاثية لليتيم وأسرته، بدءاً من الثياب الشتوية والصيفية وكسوة العيد، إلى جانب السلل الغذائية وما يتوفر على مدار العام، كما تقدّم له راتباً شهرياً، وتتكفل بمصاريف دراسته، حسبما يقول المدير التنفيذي فيها محمد يحيى سويركي، مُضيفاً في حديث إلى "مُدوّنة وطن": "نحن نرى أن لليتيم وعائلته حقوقاً عندنا، ونسعى لترميم وتعويض أي نقص يشعر به، اجتماعياً ونفسياً وعاطفياً، لذلك نوفر له ولوالدته فرص التعليم والعمل، عبر الالتحاق بصفوف تعليمية ودورات للشهادات، أو تعلّم مهنة عن طريق الدورات وورشات العمل، وهي مجانية بالكامل، بحيث يستطيعان الاعتماد على نفسيهما، اقتداءً بالحكمة المعروفة، لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد، مع الإشارة إلى أن الجمعية تُلزم نفسها بالكفالة، حتى زواج الفتاة اليتيمة وتأمين فرصة عمل للشاب اليتيم".

دورة الخط العربي

نشاطات ترفيهية

دورة إعداد مدرسين لمدرسة الوليد بن عبد الملك

أيضاً، تقوم الجمعية بنشطات ترفيهية غايتها أن يختلط اليتيم بالآخرين، بعيداً عن عزلته وحزنه، وما يختبره من ظروف صعبة، منها فعالية "فرح" التي أقامتها مؤخراً في مجمع لحن الحياة لرعاية الطفولة، في ضاحية قدسيا، بالتعاون مع بعض الشركات الراعية، استهدفت نحو 600 يتيم، و125 أمّاً معيلة، يتحدث عنها سويركي: "نريد إبعاد الأيتام عن الخجل والأنانية، وتعليمهم العطاء وليس الأخذ فقط، عبر ألعاب تفاعلية، جمعتهم مع الضيوف والحضور الذين اصطحبوا أطفالهم، وعندما طلبنا منهم كتابة انطباعاتهم، كانت الكلمات جميلة جداً، تُوازي الفرحة الظاهرة على الوجوه، بعضهم قال أنه لم يضحك منذ زمن، ونستعد لزيارة دار السعادة للمسنين قريباً، ليقدم لهم أطفالنا بعض الهدايا".

مشاريع وخدمات

أيضاً، تمتلك الجمعية أرضاً في منطقة الدريج، تسعى لإقامة عدة مشاريع استثمارية عليها، حتى لا يكون الداعم الوحيد لها هو التاجر أو الفئات المتبرعة، يقول سويركي: "في الخطة بناء مجمع لرعاية المسنين مع خدمات طبية وترفيهية، وربما نذهب إلى نشاطات مختلفة، والهدف تغذية الجمعية بمشروعها الخاص، والذي يمكن أن يساهم إنتاجه في مساعدة فئات كثيرة وتشغيلهم، والحفاظ على كرامتهم، على أمل أن يُوّلد المشروع، مشاريع أخرى".

تضم الجمعية عدة أقسام، منها القسم الطبي، تقول عنه بدور شحرور للمدوّنة: "لدينا عيادة أسنان "مركز بسمتي" الاستثماري، يقدم خدماته "جراحة، تقويم، لبية"، مجاناً للأيتام والمسجلين في الجمعية، وبشكل مأجور لبقية الزوار، بحيث يعود ريعه لدعم الجمعية، وهو ما ينسحب على بقية أشكال الطبابة "عمليات جراحية، أدوية، تحاليل"، ونتعاون عبر موقع "أهل الجود" مع جهات أخرى، لتغطية تكاليف العمليات الجراحية الكبيرة".

كذلك اهتمت الجمعية بتعليم عدد من الصم حتى دخولهم الى الجامعة، مع رعايتهم ثقافياً واجتماعياً، وكانت لها مساهمات في فحص قاصري السمع وتركيب سماعات لهم، وزراعة حلزون للمصابين بالصمم وضعف السمع.

دورات ومحاضرات

وعن قسم الدورات، تشرح رنا حريري: "جزءٌ من الدورات تعليمي، للمتابعة الدراسية خلال العام مع دورات للشهادات، وعندنا الكثير من قصص النجاح لأمهات أيتام في أعمار متقدمة، حصلن على الشهادة الثانوية والتحقن مع أبنائهن بالجامعة، ولمن ترغب بتعلّم مهنة وفرنا دورات حلاقة وخياطة وتطريز، ونوجّه الشباب لجمعيات أخرى لتعليم بعض المهن اليدوية"، أما الجزء الثاني "فغايته التنمية وتعليم الأيتام وغيرهم من الشرائح، ما يلزم للحصول على فرصة عمل في اتجاهات مختلفة، من ذلك دورات التصميم الإعلاني، التصوير الفوتوغرافي، الحساب الذهني، اللغات، الخط العربي، محو أمية الكمبيوتر".

يُقيم قسم الدورات محاضرات توعوية للأمهات، منها للدكتور محمد هاني الشعال عن التمييز بين الأبناء وغرس القيم الأخلاقية فيهم، وفي رصيد الجمعية محاضرات عن "الإسعافات الأولية، حقوق الأطفال والأمهات بعد وفاة الزوج، الإرث والقانون"، تقول حريري: "نحاول البحث عما تحتاجه الأمهات في تربية الأطفال، وأحياناً نطلب منهن اقتراح عناوين ومواضيع، يرغبن في معرفة المزيد عنها"، كما وقّعت الجمعية مذكرة تفاهم مع وزارة التربية، أقامت بموجبها دورة إعداد مدرسين لمدرسة الوليد بن عبد الملك، تضمنت عدة محاور منها بناء علاقة صحية داعمة بين المعلم والتلميذ، وعملت على ترميم مدرستين في شارع بغداد، مع تأمين بطاريات ولوازمها للإضاءة.

صلة وصل

في القسم الإعلامي، سعيٌّ لتوثيق ونشر نشاطات الجمعية، بحيث يكون صلة وصل بين المُستفيد والمتبرع، تشرح مديرته لميس ناعمة للمدوّنة: "لدينا استديو مصغر لتصوير الفيديوهات، التي نرفدها بكتابة محتوى مناسب، في صفحاتنا في فيسبوك، ليتعرف الناس علينا، مع الحرص على ابتكار تصاميم خاصة بفعالياتنا، كما حوّلنا قصة نجاح حقيقية لأم وابنتها، تعلّمن في الجمعية ودخلن الجامعة معاً، إلى فيلم بعنوان "القلعة" أخرجه هاني طيفور، والغاية تشجيع الجميع ممن يعيشون ظروفاً قاهرة، على التغلب عليها، والعودة إلى الدراسة، ومحاولة تأمين فرصة عمل".

وعلى ما تقوله ناعمة، يسعى القسم الإعلامي لتطوير إمكانياته، وتلبية الطلبات الخارجية كشركة إعلانية، بما يعود بالنفع على الجمعية.