شكلت مؤسسة "أليسار" ومنذ انطلاقتها أنموذجاً في العمل الإنساني والطبي، ومشروعاً اجتماعياً حضارياً، وذلك من خلال عمل المؤسسة بعقلية الانفتاح لخدمة المجتمع خاصةً الأطفال المصابين بالسرطان، وتقديم العلاج المجاني والدعم النفسي عبر عدة نشاطات ترفيهية، اجتماعية، علمية وثقافية.
التأسيس والهدف
في حديثها للمدونة تشرح "باسمة صافيا" أمين سر المؤسسة أهداف "أليسار" وبدايات تأسيسها بالقول: «هي مؤسسة خاصة غير ربحية ذات شخصية اعتبارية مستقلة تأسست وفقاً لأحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة رقم 93 لعام 1958، أشهرت بتاريخ 25 آذار 2020 برقم 1397 في محافظة "ريف دمشق"، أسسها كل من د. "علي دياب" رئيس مجلس الإدارة ود. "محمد سمير بركات" نائب رئيس مجلس الإدارة، "باسمة صافيا" أمين سر المؤسسة، بالإضافة إلى الأساتذة: "حسن فارس"، "عمر جديد"، د. "نديم طراف"، "أنور جمال الدين"، "أحمد فلفل"، "مجد دياب"، "طلال حوري"، "مالك شوكة"، "آصف عمور"، ويتناول نشاطها كافة الأراضي السورية، ولها في سبيل ذلك افتتاح فروع ومكاتب بناء على اقتراح مجلس الأمناء وموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع مراعاة أحكام وقوانين الأنظمة النافذة».
أطلقنا عليها هذا الاسم تيمناً بأليسار ملكة "قرطاج" ابنة ملك "صور" التي نقلت الحضارة السورية من شواطئ "سورية" إلى "تونس"، وأسست مملكتها وواجهت عبر مسيرتها ظروفاً صعبة وتغلبت عليها، وبالتالي تشير هذه الرمزية إلى أن كل طفل مصاب بالسرطان قادر أن يتحدى ويتجاوز الصعوبات ويشفى بالإرادة والإيمان والشجاعة
أهداف المؤسسة تتمثل حسب "صافيا" بتقديم العلاج وتأمين الأدوية والمساعدة المجانية للفقراء بكافة الوسائل المتاحة، عبر مراكز متخصصة، وذلك بالتشبيك مع المشافي والمراكز الطبية لتحقيق ذلك، والكشف المبكر عن أمراض الدم والسرطان لدى الأطفال بالتحاليل الدورية المنتظمة، بالإضافة إلى نشر الوعي البيئي والصحي للاهتمام بالطفل من خلال خلق وتشكيل سلوك وعادات صحية سليمة عند الأهل للاهتمام به، والاهتمام ببرامج لقاحات الأطفال، ونشر الوعي البيئي بما يتعلق بمكافحة السرطان، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي والتعليمي بما في ذلك إنشاء مراكز تعليمية ومراكز خاصة والترفيهي للأطفال خلال فترة معالجته.
إرادة الحياة
يقوم أفراد من فريق العمل في المؤسسة بزيارة الأطفال في المشفى أثناء العلاج وتقديم الدعم النفسي خلال الجرعات وزيارة ومتابعة الأطفال داخل بيوتهم، وحول سبب تسمية المؤسسة تقول "صافيا": «أطلقنا عليها هذا الاسم تيمناً بأليسار ملكة "قرطاج" ابنة ملك "صور" التي نقلت الحضارة السورية من شواطئ "سورية" إلى "تونس"، وأسست مملكتها وواجهت عبر مسيرتها ظروفاً صعبة وتغلبت عليها، وبالتالي تشير هذه الرمزية إلى أن كل طفل مصاب بالسرطان قادر أن يتحدى ويتجاوز الصعوبات ويشفى بالإرادة والإيمان والشجاعة».
يقع مقر الجمعية في منطقة "باب بريد" خلف "قصر العظم" وتضم المؤسسة مجلس الإدارة ومجلس الأمناء والفريق التطوعي، وضمن مجلس الإدارة هناك من يعنى بالشأن الطبي، وهناك من يعنى بالدعم النفسي، وآخرين بالشأن الإداري ويتألف مجلس الإدارة من 5 أفراد، ومجلس الأمناء من 12 فرداً، والفريق التطوعي يتكون من 13 متطوعاً وبالتالي يتكون فريق العمل في المؤسسة من 30 شخصاً.
هزيمة السرطان
قامت المؤسسة بحسب "صافيا" منذ تأسيسها حتى اليوم بعدة فعاليات منها فعالية "شكراً من القلب"، بالتنسيق مع المركز الثقافي الروسي التي تم من خلالها تكريم شخصيات عديدة داعمة لعمل المؤسسة، إقامة "ماراثون سوا معك رح نهزم السرطان" عام 2021 لدعم أطفال مرضى السرطان على أوتوستراد المزة، وفعالية المؤتمر الدولي الافتراضي الأول لمرض سرطان الأطفال الذي استضافته جامعة "الشام" الخاصة عام 2021، والذي دعت من خلاله المؤسسة مجموعة من الأطباء لمناقشة آخر ما توصل إليه البحث العلمي في مجال السرطان، وإقامة ورشات عمل داخل "الأمانة السورية للتنمية"، "منارة باب شرقي المجتمعية"، تقديم عروض ومسابقات بالتعاون مع الكنيسة الانجيلية، وعروض مسرحيات للأطفال بالتعاون مع منظمة "طلائع البعث".
وحول التشبيك وتنسيق العمل تقول "صافيا": «أحياناً نتعاون مع جمعية "نور" للإغاثة وصندوق العافية لتقديم أدوية للأطفال، ومع مبادرة "أهل الشام" التي قامت بعدة تسهيلات، وهناك تنسيق مع مشفى "البيروني" ومشفى الأطفال من أجل متابعة علاج الأطفال وتسكين آلامهم، وبحكم عملي كعضو مجلس محافظة "دمشق" إلى جانب عملي في المؤسسة كأمينة سر مجلس إدارة، أحاول باستمرار طرح مواضيع تدفع باتجاه إيجاد حلول لعلاج أطفال مرضى السرطان بكل ما أتينا من وسائل داعمة لهذا الموضوع».
دعم الأطفال أولاً
يبلغ عدد الأطفال المستفيدين من خدمات المؤسسة حالياً 20 طفلاً وبإمكان المؤسسة زيادة العدد في حال توفر الدعم أو "سبونسر".
ومن أهالي الأطفال تواصلنا مع "سميرة داود" والدة الطفل "عبد الإله داود" والتي تقول: «تقدم المؤسسة الدعم المعنوي لأطفالنا ويحاول أفرادها إدخال الفرح والسرور على قلوبهم من خلال دعوتنا إلى نشاطات ترفيهية تتضمن فقرات مسلية عديدة ويقدمون لهم الهدايا، ويبذلون جهدهم لتقديم المساعدات المادية للأطفال عند الحاجة إلى التصوير الشعاعي أو التحاليل
المخبرية، كما تقدم لنا المؤسسة سللاً غذائية حسب المتوفر، ويزور فريق عمل المؤسسة الأطفال في المستشفى عدة مرات ويتابعون حالتهم الصحية باستمرار».
من جهتها الدكتورة "غنى نجاتي" حاصلة على دكتوراه في الصحة النفسية ومعالجة نفسية عيادية في العلاج المعرفي السلوكي وهي عضو مجلس أمناء ومدير برنامج الدعم النفسي للأطفال المصابين بالسرطان في مؤسسة "أليسار" تقول: «يقوم برنامج الدعم النفسي بالمؤسسة على العلاج المعرفي السلوكي، من خلال أنشطة ترفيهية ومسابقات وألعاب مبرمجة سيكولوجياً، ويهدف البرنامج إلى دمج الطفل بالمجتمع وإعادة بناء ثقته بنفسه وإمكاناته الذاتية والسيكولوجية ومساعدته على النمو المعرفي والنفسي السوي، إلى جانب تفريغ الانفعالات السلبية لدى الأهل لأن هذا المرض يشكل إنهاكاً اقتصادياً وتوقف الحياة للشخص المرافق للطفل بالمشفى، وتعمل المؤسسة إلى جانب الطفل وأهله كأسرة واحدة، نحتفل بنجاحات الأطفال في ممارسة الهوايات والتحصيل الدراسي، ونلتقط الصور حيث يفرح الأطفال بمشاركتها على صفحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل نوع من كسر العزلة التي يسببها المرض، كما أن المسابقات تخلق روح المنافسة وتشعر الطفل بقدرته على الإنجاز ونحاول ترسيخ فكرة مفادها أن هذا المرض مؤقت مهما طال».
وتتابع "نجاتي" قائلةً: « استطاعت المؤسسة تأمين الشعر للمصابات من خلال تضافر الجهود من قبل عدة جهات ما يساعد الطفلات على عيش حياة طبيعية، بالإضافة إلى جلسات دعم نفسي جماعي للشخص المرافق للطفل غالباً تكون الأم أو العمة أو الجدة تساعد على تفريغ الطاقة السلبية لديهم، ونحاول التعاون والتشبيك مع عدة أطراف لتحقيق الدعم النفسي وإيصال معنى سيكولوجي عميق للطفل، ومن هذه النشاطات مسرحيات، رحلات للحدائق، زيارة حديقة الحيوان، زيارة لقصر العظم ومتحف دمشق، زيارة المنتزهات وغير ذلك».
نشير إلى أن المؤسسة وقعت اتفاقية مع د. "نيكولاي سوخوف" في المركز الثقافي الروسي، شاركت بحملة رفع العقوبات عن سورية، وأقامت حملة "دمنا واحد" للتبرع بالدم لأطفال السرطان، كما وقعت اتفاقية مع جامعة "الشام" الخاصة، وأقامت فعالية توعوية حول صحة الفم والأسنان، وورشات عمل للفريق التطوعي في الجامعة الافتراضية بالتعاون مع منظمة "الآغا خان"، وقدمت جلسات تثقيفية طبية للأهل وجلسات يوغا وعلاج جمعي، والمشاركة بتجارب أطفالها الأبطال عبر الإذاعة.