تحظى نبعة "كيشكة" بالكثير من الميزات الجميلة، فالنبعة كريمة بعطاياها، رائعة بمنظرها وإطلالتها من قرى مجاورة لقرية "كيشكة" حتّى تصل إليها، وهي التي تنثر على جنباتها الخضرة والجمال فتصل قرية "كيشكة" لتجمع أهلها على المحبة والخير والبركة، وقد منحت القرية لقب ملكة جمال القرى، فباتت متنزهاً يقصده الكثير من الأهالي ومن شتى المناطق والبلدات.

لوحة جمالية

أصبحت نبعة "كيشكة" فسحة للتنزه والترفيه والسيران وعلى مدار السنة، يصلها زوّار ومحبو الطبيعة من شتى بقاع محافظة "الحسكة".

عن رحلته إليها يقول "معمو محمود" من أهالي مدينة الحسكة": "سمعتُ عن القرية روايات كثيرة، تتحدث عن سحر وجمال طبيعتها وذوق ناسها الذين يخصصون مساحة من وقتهم حول نبعتها.. عندما نسمع عن ذلك الجمال الطبيعي وطيب المعاملة يكون القرار بزيارتها من دون تردد، حتى لو كانت المسافة تبعد عنّا أكثر من 150 كم، وخلال زيارة إليها وجدنا لوحة فنية وإبداعاً ربانياً، والأهم أن للأهالي بصمة في إضفاء مزايا جمالية إضافية على قريتهم، والاهتمام بالنبعة بحيث تبقى نظيفة ومنظمة وتحافظ على رونقها الذي يجذب الزوار والضيوف، فالنبعة بحد ذاتها قصّة من الإبداع، تدفق النبع على امتداد مساحة جيدة ضمن القرية وخارجها، ومن حولها العشب الأخضر والأشجار، تعطي سعادة هائلة للقلب والجسد، وتمنح راحة كبيرة للنفس وهو ما كان لنا خلال تلك الزيارة، التي ستتكرر بشكل دائم".

امتداد النبعة

ملتقى الأصدقاء

المختار على جنبات النبعة

تعتبر "كيشكة" وجهة للزوار بشكل يومي، وأكثر ما يجذبهم النبعة التي تسرد أجمل الحكايا، لمجرد أن تنظر إليها، بهذا الكلام يصفها "خليل محمود" من أهالي قرية "معبدة" والذي يضيف: "بلدتي ومكان إقامتي لا تبعد عن مكان القرية والنبعة تحديداً إلا مسافة قصيرة، مع ذلك هي وجهتنا، وربما بشكل شبه يومي، وأغلب الأحيان عند العصر للتوجه إلى النبعة مباشرة، فالجلوس عند أطرافها مع الأصدقاء والأهل وقضاء أوقات جميلة على مائدة الشاي لايقدر بأي ثمن، هذه الفسحة وهذا المكان الجميل يعجر عن تصميمه خيرة المبعدين والمصممين، هو أكثر مكان يتجه إليه مختلف فئات وطبقات المجتمع، هو ملتقى للكبار والصغار وللشباب والنساء، هنا يقضي الشباب وقتهم عند النبعة حتى ساعات الفجر الأولى، إنها مساحة للهدوء والأمان والراحة النفسية بعيداً عن ضجيج العمل وتعقيدات الحياة اليومية".

نبعة الخير

يحرص أهالي القرية للحفاظ على مزايا النبعة، وبقائها جميلة ونظيفة، من خلالها يقدمون رسالتهم الراقية والمثالية، فهم يعتبرون قريتهم ونبعتهم منتجعاً سياحياً وساحة للمحبة والتآخي والسلام، فعندما يقصدهم الزوار من شتى البقاع، فهم بذلك ينثرون رسالة عظيمة حسب ما قاله "عايد عبدي".

جمال النبعة

"عايد" من أهالي القرية، يشعر بالفخر بأنه ينتمي إلى قرية مثالية، فيها نبعة استثنائية، ويقول: "نبعتنا بكل ما تحمله من مزايا الجمال تعد مقصداً للكثيرين، فالحرص من كل أبناء القرية لبقائها نظيفة ونقيّة، خاصة وأن كثير من الأهالي خاصة النساء يتوافدون لجني النباتات الطبيعية من حولها، نحرص لتكون تلك المنطقة برمتها نظيفة، وطبعاً هناك الزراعات النظيفة التي تنتشر حول النبعة وهي مصدر خير وفائدة للأهالي".

يشيد مختار القرية "عبد الكريم مرعي" بروح المحبة والتعاون بين أهالي القرية، للحفاظ على كل نقاء الطبيعة دون تشويه بما في ذلك النبعة التي يمتد عمرها إلى عمر القرية لما يقارب القرن، ويصل طول النبع أكثر من 7 كم، مصدرها الأساسي قرى حول قريتنا، وتصل إلينا ينابيع من مناطق مختلفة، تمتزج مع ينابيع قريتنا، لتشكل مجتمعة النبعة الأجمل والأهم، تعطي الراحة والسكون ويستفاد منها في السقاية، ما يسهم في الحفاظ على الغطاء الأخضر الطبيعي كما تسهم في تلطيف جو الصيف الحار وتوفر البيئة المناسبة لزراعة بعض المحاصيل الزراعية.

مدوّنة وطن "eSyria" زارت نبعة قرية "كيشكة" بتاريخ 14 أيار 2023 وجاءت باللقاءات السابقة.