تمتاز قرية "حليق" بطبيعتها الخلابة ووديانها وينابيعها، كما تشتهر بمحاصيلها الصيفيّة والشتوية، وقد صُنفت كإحدى أجمل القرية في منطقة "الجواديّة"، حتّى باتت وجهة دائمة الكثيرين للتنزه والترفيه.

قرية سياحية

لا تكل القرية عن استقبال مُحبيها وعاشقيها، وقد حباها الخالق مزايا جمالية طبيعية يقصدها الناس من المناطق القريبة والبعيدة، بالإضافة إلى تميزها بعناوين الجمال الكثيرة، فأهلها يرسمون معاني الكرم والسخاء والمحبة، كما أشار إلى ذلك زوّار القرية.

من الزوّار الذين يقصدون القرية بشكل دوري "مصطفى الأحمد" والذي يؤكد على كرم وشهامة أبناء القرية، مضيفاً في حديثه: "لديّ زيارات متواصلة للقرية، أقطع مسافة طويلة بينها وبين مدينتي "القامشلي" تصل إلى 70 كم، لكن راحة البال والهدوء شجعاني أنا وأسرتي لزيارتها والاسترخاء في أحضانها، ولعل المميز في القرية أن أهلها يتعاونون في إضفاء جانب النظافة عليها بشكل يومي، ورغم كثرة الزوار المرتادين للقرية، إلا أنهم يستقبلوننا برحابة صدر وقلب دافئ وابتسامة طيبة، فالخضرة والوديان والأشجار والينابيع والأحجار المتراكمة فوق بعضها، وحُسن الأهل والمكان وجمالية الطريق الممتد إليها، كلها دوافع لزيارتها".

منتجع رياضي في ربوع القرية

جمال وحضارة

جمال ينابيعها

يعود عمر القرية إلى عشرات من السنين خلت، وقد وُلدت جميلة وحولها عناوين التميز الكثيرة، وكان لأهلها دور كبير في الحفاظ على حُسنها وبهائها، وقد وُصفت بلوحة من الجمال، ما رشحها لتكون مكاناً مناسباً لإحياء احتفالات "النوروز" فيها في كل عام، يحضرها الآلاف من شتى المناطق والقرى والبلدات في المنطقة.

وتعدّ القرية من القرى القديمة على مستوى المنطقة، حسب ما يقول ابن القرية الستيني "سعدون عبدو سليمان" خلال حديثه مع مدوّنة وطن: "عمر القرية يتجاوز مئة عام، وصل عدد الأسر فيها إلى 100 أسرة، جمعتهم المحبة والأخوة والمصاهرة، ويعمل الأهالي في مختلف المهن والأعمال، ونسبة كبيرة تعمل في مجال الزراعة، والمحاصيل الشتوية أو الصيفيّة ناجحة جداً في قريتنا، وتتم زراعة محاصيل القمح، الكزبرة، الشعير والعدس، طبعاً تُزرع بعلاً وسقياً، وسابقاً كان الأهالي يزرعون القطن وكانت زراعته كانت ناجحة جداً، لكن مع سنوات الحرب تخلى عنه غالبية المزارعين، بالإضافة إلى ذلك اتّجه بعضهم مؤخراً لزراعة الذرة، لتكون التجربة الأولى وحققت التجربة نجاحاً، فالتربة وجو المنطقة الرطب والقرية بشكل خاص، تساهم في نجاح المحاصيل الزراعيّة، وهناك من يهتم بتربية الأنعام والطيور أيضاً، فالطبيعة الخلابة أهم عوامل نجاح الزراعة وتربية المواشي والطيور".

أرض خصبة للأنعام

تعليم ومبادرات

نالت القرية نصيباً وافراً من حظها في التعليم وقد أقيمت فيها المدارس وبرز اهتمام الأهالي بتعليم أبنائهم.

ويبين المحامي "رمضان رمو": "ضمن القرية شهادات علميّة عديدة وفي شتى التخصصات، فالاهتمام ملموس بالدراسة والتعليم، مع سعي الأبناء خاصة فئة الشباب بمواهبهم وإبداعاتهم، لذلك خصص الأهالي ملعباً ترابياً جميلاً ضمن القرية، يمارس فيه الشباب الألعاب الجماعية، وكثير من أبناء القرية أطلق مبادرات لدعم العمل المجتمعي، فقد تصدى أحد أبنائها لإنشاء منتجع رياضي شامل، كلّفه مبالغ مالية كبيرة، لكن المنشأة فريدة ونادرة على مستوى المنطقة، وتشهد حضور المئات من أهالي القرى المجاورة، لمتابعة الأنشطة والفعاليات".

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 حزيران 2023 زارت القرية وأجرت اللقاءات السابقة.