خدمات مجانية

وصل "علي أحمد سليمان" برفقة زوجته "ليلى كريم" إلى المشفى الوطني قادماً من قريته "تل سطيح" في ريف "القامشلي"، بهدف الاستفادة من خدمة تقديم الأطراف الصناعية، مُؤكّداً أنّ خبر افتتاح المركز هو الأهم له ويقول: «زوجتي تحتاج طرفاً صناعياً منذ فترة، لم تكن لدي القدرة على تركيبه في المراكز الخاصة، ليكون الحصول عليه هنا وبشكل مجاني قراراً حكيماً من المعنيين، يسهم في مساعدة أصحاب الدخل المحدود، فضلاً عم أن الإجراءات الإدارية والطبية ميسّرة ومن دون تعقيدات، فقد زرت المركز بتاريخ 2 حزيران، وخلال 72 ساعة سيتم تركيب الطرف».

تم ترميم مركز المعالجة الفيزيائية وتدريب كادره، لحاجة مركز الأطراف الصناعية إلى المعالجة الفيزيائية ولكافة المرضى، خاصة أن الضغط كبير على المشفى كونه الوحيد في المنطقة يقدم خدماته الطبية المجانية وبدعم من وزارة الصحة، وهناك 50 إلى 60 ألف مراجع بشكل شهري للمشفى

الشاب "دلخاز تمّو" 18 سنة، وهو أوّل من تمّ تركيب طرف صناعي لقدمه اليمنى، يقول: «قبل 8 سنوات تعرضتُ لانفجار لغم، أجريت لي عدّة عمليات جراحيّة، بعدها أكد الأطباء حاجتي لتركيب طرف صناعي، لم تكن لديّ القدرة المالية لتركيبه، أو السفر للعاصمة من أجل ذلك، حتّى علمت عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن افتاح مركز للأطراف في مشفى "القامشلي"، وخلال فترة قصيرة لم تتعدَّ الأيام، تمّ الانتهاء من الترتيبات الإدارية والفحص وحتّى تركيب الطرف، واليوم بتاريخ 2 حزيران أنا في مراجعة ومن أجل إجراء أول جلسة معالجة فيزيائيّة أيضاً».

الدكتور عمر العاكوب

جهود كبيرة

عبد السلام الجدوع

يتحدث "عبد السلام الجدوع" مشرف مركز الأطراف الصناعيّة، لمدوّنة وطن عن تفاصيل عمل المركز: «مع إعلان افتتاح المركز مؤخراً، راجعنا الكثير من المواطنين بشكل مباشر، منهم من فئة مبتوري تحت الركبة وفوقها، تتم لهؤلاء عمليات الفحص السريري، ثم تجرى لهم عمليات الفحص الطبي الشامل للتأكد من عدم وجود ورم عصبي، بعدها نأخذ الطبعة للمريض، لصناعة الطرف الصناعي المناسب لوضعه، حيث تتم صناعة الطرف في المشفى، فالطرف تحت الركبة ينجز خلال مدّة 48 ساعة، وطرف فوق الركبة خلال مدّة 72 ساعة، بعدها نحدد نظام جلسات فيزيائيّة للمريض الذي حصل على طرف صناعي ويوجد لدينا في المركز ثلاثة موظفين».

جهود كبيرة تم بذلها أثمرت افتتاح هذا المركز المهم، الذي يضاف إلى عديد الأقسام والمراكز الطبيّة في المشفى الوطني بمدينة "القامشلي"، كونه المشفى الوحيد على مستوى المنطقة، الذي استمر في العطاء وتقديم خدماته، بحسب ما بيّنه مدير المشفى الوطني الدكتور "عمر العاكوب" والذي أشار إلى بعض التفاصيل التي تتعلق بمركز الأطراف الصناعيّة، حيث يقول: «استمر تحضير وتجهيز المركز لمدّة شهرين، وقبل أسبوع تم مباشرة العمل فيه، وهو تعاون مشرك بين وزارة الصحة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري، الهدف من هذا المركز تلبية احتياجات المنطقة الشرقية، كون المشفى الوطني كان يخدم جميع المحافظات الشرقية خلال فترة الحرب، وكان هناك هناك حاجة ماسة لهذا القسم، نتيجة ما خلفه الإرهاب ونتيجة الإصابة بالألغام والتفجيرات من العسكريين والمدنيين، لذلك وضعت وزارة الصحة ضمن خططها التخفيف عن المواطنين المتضررين مادياً ومعنوياً جراء نقلهم للعاصمة، وقد خضع الكادر لعدة دورات تدريبية اكتسب خلالها خبرة جيدة، وباشرنا بإنجاز وصناعة الأطراف الصناعية في المشفى وتركيبها».

غرفة تجهيز الأطراف

كوادر خبيرة

تستمر الهيئة العامة لمستشفى "القامشلي" الوطني في تقديم الخدمات الطبيّة، بالتزامن مع ترميم وتجهيز قسم العناية المشددة، وقسم الكلية، وتخديم المشفى بجهاز الرنين المغناطيسي، بحسب "العاكوب" الذي أكد أن المشفى يعتمد على كوادره العاملة في متابعة عمل وصيانة الأجهزة ما يوفر مبالغ مالية كبيرة.

وعن المعالجة الفيزيائية يقول الدكتور "عمر العاكوب": «تم ترميم مركز المعالجة الفيزيائية وتدريب كادره، لحاجة مركز الأطراف الصناعية إلى المعالجة الفيزيائية ولكافة المرضى، خاصة أن الضغط كبير على المشفى كونه الوحيد في المنطقة يقدم خدماته الطبية المجانية وبدعم من وزارة الصحة، وهناك 50 إلى 60 ألف مراجع بشكل شهري للمشفى».

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 4 حزيران 2023 زارت المشفى وأجرت اللقاءات السابقة.