يكتسب الحديث عن المبادرات التي أطلقتها مؤسسة "سند التنموية"، أهمية متنامية بالنظر إلى اتخاذها منحى فريداً في العمل استهدف الشباب على وجه الخصوص، وذلك لجهة تأمين أجواء مناسبة لمتابعة الدروس التعليمية أو توفير ظروف مناسبة لمواصلة العمل اليومي، خصوصاً لمن تحتاج ظروف دراستهم وعملهم للكهرباء وشبكة الإنترنت.

سند الشباب

تقول "رغد تكريتي" مديرة المشروع في حديثها لمدونة وطن: إن تطبيق فكرة استقطاب الكثيرين بدأ ضمن مساحات عملية للدراسة أو للعمل ضمن مراكز "سند التنموية" التي تقدم خدمات تنموية غير ربحية بهدف ربط الشباب بسوق العمل، مشيرة إلى أن المراكز مجهزة بقاعات وأدوات من الممكن تقديمها للشباب سواء كطلاب لديهم امتحانات دراسية أو أشخاص يحتاجون كل ما يهمهم لمتابعة عملهم، وبحاجة بالفعل لمساحة عمل حقيقية تؤمن الأجواء الهادئة واحتياجاتهم من كهرباء وانترنت ضمن ساعات محددة يومياً.

وكإحصائية بسيطة يتواجد حوالي 50 شخصاً بالحد الأدنى ضمن هذه المراكز في المحافظات الثلاث "دمشق وحلب وحماة".

تقديم خدمات مهمة لكل طالب وموظف

خلال فترات الامتحانات أو بهدف إعداد مشاريع التخرج -تضيف "تكريتي"- يستمر التوافد إلينا، عدا عن تقديم كل مايلزم للأشخاص الذين يستفيدون من الخدمات الإضافية التي تقدمها المؤسسة كحضور التدريبات أو الاستفادة من المكتبة أو غيرها، ومنهم من يتواصلون معنا إن كان بالإمكان الاستفادة في فترة ما بعد التدريب لاستكمال العمل أو الدراسة، وكل من يزور المركز يتحدث معنا كإدارة بكل سهولة ويعبر لنا عن مدى استفادته من الخدمات عن طريق رسالة أو ملاحظة صغيرة ضمن المركز، أو من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمركز هو المكان المساعد لإكمال النجاح والمتابعة في ظل هذه الظروف.

وتتابع مديرة المشروع حديثها: "ردود أفعال الناس موضوع مهم يعطينا كل الثقة للاستمرار بمسيرتنا نحو تحقيق هدفنا في مساعدة الشباب بمسارهم الأكاديمي أو المهني" .

سليم ابراهيم

"ستادي زون"

رغد تكريتي

انطلقت فكرة "ستادي زون" في "حلب" عام 2012، يقول "سليم ابراهيم" مدير مركز "ستادي زون" في دمشق": "أطلقنا المشروع مع الدكتور "سفير سليم" والأستاذ "فريدي يوسف" بسبب ضعف وجود الكهرباء والإنترنت، وهما شرطان مهمان للتعلم والعمل وأساسيات الدراسة للطلاب، ما دفعهم لخلق مكان للشباب مهيأ بهذه الحاجات، ثم أصبحت الفكرة تحت رعاية "اليسوعية" في عام 2015 في "حلب"، والتي كان لها دور مهم متمثل بالوقوف إلى جانب الطلاب في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال فترة الحرب".

انطلقت الفكرة من "حلب" ومن ثم "حمص" وريفها وصولاً إلى "دمشق واللاذقية"، ليصبح عدد المراكز أكثر من 10 مراكز، متواجدة في مختلف المحافظات السورية كما نسعى لمراكز جديدة بباقي المحافظات، وبالنسبة لدمشق هنالك مركزان في "باب توما وجرمانا"

ومع الوقت أصبح المركز تحت رعاية مطرانية اللاتين في "سورية" و"رهبنة يسوع ومريم" في عام 2018.

خدمات مجانية

يتابع "إبراهيم" حديثه ويقول: "تمكنا من الحفاظ على مراكز العمل والدراسة بدعم من الكنيسة وأصدقائها في الخارج، بهدف تأمين مساحات صديقة للشباب من جميع الطوائف، ولخلق أجواء تعمل على تطوير فكرهم الدراسي، فهم بحاجة لمن يراعي وضعهم في ظل الحاجات الاقتصادية الصعبة، خاصة أن الاشتراك رمزي ودخول المكان شبه مجاني وما دفعنا كإدارة مشروع لتقديم هذه المبادرة المجانية، هو إنشاء مساحة للطلاب للدراسة في بيئة ملهمة وحاجتهم للكهرباء والانترنت وأساسيات الدراسة ضمن أربعة أقسام (social zone - quiet zone- silent zone- architecture zone)، تشترك فيما بينها في نفس صفات توفير الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء والوصول للإنترنت والتدفئة وما إلى ذلك، والشيء الوحيد الذي يختلف هو مستوى التفاعل الاجتماعي بكل قسم والمسموح به بين الطلاب لضمان تحقيق تجربة دراسية ناجحة ومناسبة لكل طالب".

خطط قادمة

أما النتائج التي تم الحصول عليها يضيف "إبراهيم" فهي تكمن من خلال مبادرة "ستادي زون" على المستوى الاجتماعي والإنساني وعبر استقبال العديد من الطلاب ومن كافة الاختصاصات والأعمار، سواء كانوا طلاب جامعة أو من هم في المرحلة الثانوية عدا عن طلاب الجامعة الافتراضية، بالإضافة على الأشخاص الذين يقدمون دروساً أو حصصاً تعليمية عن بعد أو من يريد مثلاً قراءة كتاب في مكان مريح من جميع النواحي، ويجمع مركز "ستادي زون" مختلف المجالات والاختصاصات من مختلف المحافظات السورية، ويعد مكاناً مهماً على كل الصعد لتبادل الخبرات بين الطلاب على اختلاف تخصصاتهم، و بالنسبة للخطط والمشاريع القادمة نسعى بكل الوسائل كمركز لتلبية كافة حاجات الزائرين أو الطلاب المتنوعة ونهدف للتوسع الدائم ليس في "دمشق" بل بكل المحافظات السورية.

تجارب ناجحة

يتحدث "أحمد تبليس" طالب في كلية الهندسة المعلوماتية، وهو احد روّاد المركز عن تجربته مع الفريق ويقول: "الفريق المسؤول عن مركز "سند" التنموي اشخاص متعاونون جداً هدفهم راحة الطلاب ودفعهم لإنجاز مهامهم وإعطاء تجربة وأثر جميل للأشخاص المتواجدين ضمن قاعات الدراسة، وشخصياً تمكنت من تكوين صدقات جديّة ولمست مقومات مهمة للطلاب لم أرها بكل الفرق بالأخص فيما يتعلق بالجانب التطوعي أو الخدمي، أما بالنسبة لقاعات الدراسة فهي ممتازة، فمثلاُ طلاب المعلوماتية يحتاجون للكهرباء للدراسة عن طريق الحاسوب كذلك بالنسبة للأنترنت، ولا تناسبهم حقيقةً ارتياد المقاهي ولا يمتلكون جميعهم القدرة المادية لحمل أعباء الدراسة، وغالباً لا تتوفر أجواء دراسية في تلك الأماكن، بينما القاعات الدراسية التي يوفرها مركز "سند" التنموي يحاول الجميع الاستفادة منها، ما يتوجب عليهم المحافظة على هذا المكان نظراً لأهميته البالغة لأنه الهدف واحد وهو الحرص على تحقيق الفائدة والحرص على استمرارية هذه التجربة وخلق راحة لمتابعة المثابرة والاجتهاد ليس فقط ضمن اختصاصي الجامعي وإنما لكل الاختصاصات الأخرى".