لم تدرس الفنانة "رضية محسن" الرسم دراسةً أكاديمية، لكنها امتلكت الكثير من الشغف وثابرت على التدريب المتواصل، حتى تمكنت من أن تحجز لنفسها مكاناً في عالم الرسم، فأبدعت لوحات تحاكي الواقع، وتميزت بفن البورتريه.

البدايات

تتحدث الفنانة "محسن" لمدونة وطن عن بداياتها وتقول: «في طفولتي قمت برسم الشخصيات الكرتونية التي كنت أشاهدها في التلفاز آنذاك، وبشكل تدريجي أخذ شغفي بالرسم يتزايد وبدأت بالعمل على تطوير هذه الموهبة، فكنت أرسم أي صورة أشاهدها بالمجلات وبالقصص، ثم بدأت بتجربة الرسم الواقعي.. في البدايات كان الرسم يمثل وسيلة تسلية بالنسبة لي، لكن التدريب المستمر ساهم بتطوير أدواتي، وربما لهذا السبب لم أواجه في البدايات صعوبات أو تحديات تُذكر، إنما الصعوبات الحقيقية واجهتها عندما قمت بتنفيذ لوحات يُطلب مني رسمها من قِبل الناس، هذا ما شكّل بالنسبة لي تحدياً كبيراً لإثبات قدراتي».

طلبت منها عدداً من الرسومات لرفاقي، فبدت اللوحات واقعية جداً، وقد رُسمت بالكثير من العناية والاهتمام بالتفاصيل بدقة عالية

بالنسبة للفنانة "رضية" فإن التشجيع والدعم من قِبل العائلة والمحيط شكل عاملاً مهماً في تطوير موهبتها، فهي ترى أنه في حالات كثيرة يكون للتشجيع أثر أكبر من أثر التعليم، فالتشجيع يخلق الرغبة داخل الشخص صاحب الموهبة لفعل شيء مميز، في حين أن التعليم المجرّد قد لا يُثمر إذا لم يمتلك الشخص أي شغف.

بورتريه

شغف البورتريه

من رسومها

الفنانة "رضية" لم تدرس فن الرسم دراسةً أكاديمية، بل اختارت تخصصاً علمياً آخر فهي حاصلة على إجازة في التجارة والاقتصاد من جامعة "تشرين"، وطالبة ماجستير في إدارة الأعمال، وبالنسبة لها فإن الرسم أو أي موهبة أخرى لا يمكن أن تتعارض مع التحصيل العلمي، بل من وجهة نظرها وجود الهواية أو الموهبة في مجال ما قد يرفع من درجة التحصيل العلمي ويسهم في توسيع الأفق والخيال وتفريغ المشاعر السلبية التي عادة قد ترافق المتعلم أثناء الدراسة.

وتضيف: «الرسم بالنسبة لي هو مهارة كأي مهارة أخرى يمكن تعلمها وإتقانها بالتدريب المستمر، لكن بشرط وجود الشغف وحب التعلم، بالإضافة إلى الكثير من الصبر، لذلك لطالما كان الرسم هوايتي وموهبتي وشغفي إلى جانب ذلك هو مهنتي التي أعيش منها».

ألوان زيتية

تفضل الفنانة "رضية" رسم البورتريه بشكل عام، وتصوير الملامح البشرية، وعن هذا الجانب تقول: «تمتلك النفس البشرية انفعالات ومشاعر متنوعة، وهذا بالتحديد ما أحب التعبير عنه في لوحاتي، وبالنسبة لرسم الوجوه فهو سبب حبي لفن الرسم بالدرجة الأولى، ويشكل رسم الوجوه وتعابيرها متعةً خاصة لا يمكنني مقاومتها على الرغم من صعوبتها، أما فيما يتعلق بالأدوات التي أستخدمها، فهي أقلام الرصاص والألوان الخشبية، كذلك أقلام أفضلها لأنها تمكنني من إضافة لمسة واقعية، وأحب أيضاً استخدام الألوان الزيتية فهي تمتاز بجمالية خاصة، على الرغم من صعوبة التعامل معها».

موهبة وفائدة

اتخذت الفنانة "رضية" من الرسم وسيلة عيش مستفيدةً من وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لأعمالها وموهبتها وعن هذا تقول: « تعد وسائل التواصل الاجتماعي وسائل تسويق سهلة ومجانية، ولقد كان لها الفضل في انتشار لوحاتي ومعرفتي من شريحة واسعة من المتابعين تخطت حدود المحافظة، فبدأت تصلني طلبات رسم كثيرة، أنفذها بمختلف الخامات وأرسلها بكل عناية واهتمام إلى مختلف المحافظات السورية».

عن موهبة "رضية" تحدثت الفنانة "سيدرا قويدر" لمدونة وطن: «أكثر ما يميزها هو أسلوبها الواقعي والاهتمام الملفت بالتفاصيل ونظافة اللوحة، كذلك تنوع الأدوات التي ترسم لوحاتها بوساطتها، كما أن لوحاتها تجمع دقة الأسلوب وإتقان العمل والاهتمام بكل جزئياته، ولها في كل ما ترسمه لمستها المتفردة وأسلوبها الخاص الذي لا يشبه غيره، فهي تضيف إلى اللوحة الروح من خلال الحب الذي تتعامل به مع الألوان والتفاصيل كافة».

بدورها تشير "بيان الصفرا" إلى دوافعها طلب لوحة بورتريه بالقول: «الملفت بلوحاتها هو تجسيدها روحياً قبل أن تجسدها بالأقلام والألوان والفحم، وللمعان العيون في لوحاتها سحره الخاص، فيشعر المشاهد لها أنه يرى إنساناً حقيقياً بمعنى الكلمة، وهذا ما دفعني لأن أطلب منها أن ترسم لي لوحة، وجاءت النتيجة رائعة عبر لوحة مليئة بالتفاصيل المبهرة».

من جانبها "ولاء نيوف" بيّنت أن "رضية" فنانة تمتلك موهبة مدهشة وأخلاقاً عالية، وتضيف: «طلبت منها عدداً من الرسومات لرفاقي، فبدت اللوحات واقعية جداً، وقد رُسمت بالكثير من العناية والاهتمام بالتفاصيل بدقة عالية».

يذكر أن الفنانة "رضية محسن" شاركت في العديد من المعارض في كل من "طرطوس ومرمريتا ومصياف واللاذقية ودمشق" وغيرها.

أجريت اللقاءات بتاريخ 13 و14 أيار 2023