يكتسب الحديث عن "جمعية العلوم النفسية والتربوية" أهمية متنامية وذلك بالنظر إلى الدور الذي باتت تضطلع به في المجتمع، باعتبارها جمعية علمية ثقافية لكل المتخصصين بالعلوم النفسية التربوية تستهدف كافة فئات المجتمع، والعاملين في مجالات العلوم النفسية والتربوية من أفراد ومؤسسات، وهي التي تأسست عام 1996 بموجب قرار الإشهار الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم 368.

أهداف ورؤية

عن أهداف الجمعية تقول الدكتورة "زينب زيود" رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية وعميد كلية التربية في جامعة "دمشق": «تسعى الجمعية لتحقيق عدة أهداف منها تعميم الوعي بالأهمية الإنتاجية للعلوم النفسية والتربوية وبخدماتها النوعية على المجتمع بكافة فئاته والانفعالية الصحية، وبناء الاتجاهات الموضوعية حول قيمة ودور مؤسسات الصحة النفسية، إلى جانب رفع مستوى الكفاءات والمهارات المهنية النظرية والتطبيقية للعاملين في ميادين العلوم النفسية والتربوية عن طريق دورات متخصصة تقيمها الجمعية، وتشجيع البحث العلمي والدراسات في ميادين علم النفس والتربية والصحة النفسية على المستويات النمائية والوقائية والعلاجية، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات لتحصيل المعلومات الحديثة».

ساهمت الجمعية منذ اللحظة الأولى في الاستجابة للكارثة حيث تم التواصل مع أعضاء الجمعية المتخصصين وتشكيل فريق توجه لمناطق تواجد الأسر المنكوبة بالزلزال ساهم في تقديم جلسات العلاج والدعم النفسي للمتضررين

وتضيف "زيود": «نسعى بالتعاون مع الجهات المعينية لحصر تقديم الخدمات النفسية والتربوية من قبل متخصصين تم إعدادهم أكاديمياً خاصاً لهذه الغاية، فضلاً عن إقامة مراكز إرشاد وعلاج نفسي ملحقة بالجمعية تعنى بتقديم الخدمات النفسية لكافة فئات المجتمع، والتعاون والتنسيق مع الجهات والمنظمات ذات الأهداف والنشاطات المتشابهة، والتعاون أيضاً مع الجهات التربوية والتعليمية والعمل على تطوير مناهج تدريس العلوم النفسية والتربوية، إضافةً إلى العمل على توصيف مهن المساعدة النفسية (إرشاد ـ علاج نفسي ـ إرشاد مهني ـ.... الخ) والتدخل لدى الجهات المختصة لتنظيم منح تراخيص مزاولة المهنة للمختصين المؤهلين».

إلى اليمين الدكتورة "زيود" رئيس مجلس إدارة الجمعية

انطلاقة جديدة

المدربة د. "منال الشيخ"

حسب "زيود"، توقف نشاط الجمعية من عام 2009 وحتى 2021 نظراً لتراجع دورها في تحقيق أهدافها التي قامت عليها فكان قرار وزارة الشؤون الاجتماعية بتجميد نشاطها.

وتعتبر رئيسة مجلس إدارة الجمعية أن عام 2021 يعد انطلاقة جديدة وإعادة إحياء لدور الجمعية وتصحيح المسار وضخ دماء جديدة مؤمنة بتحقيق رسالة وأهداف الجمعية بالإضافة لأعضاء الجمعية السابقين الراغبين بذلك.

المتدربين أثناء توزيع الشهادات

وحول تفاصيل العمل تقول: «تقوم الجمعية بالتشبيك مع مؤسسات المجتمع الأهلي أصحاب التوجه والأهداف المشتركة لإقامة فعاليات ونشاطات تهدف لتحقيق أهداف الجمعية الواردة في نظامها الداخلي من خلال إقامة نشاطات دعم اجتماعي ونشاطات علمية (ورشات عمل، ندوات، وغيرها) حيث يتم منح المتدربين وثيقة حضور تدريب معتمدة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتعمل الجمعية على تأهيل الطلاب للدخول إلى سوق العمل من خلال التدريب على تطبيقات عملية إضافة لتعميق المعلومات النظرية للمتدربين في المجالات النفسية والتربوية».

تدريب وتأهيل

وحول الفئات المستهدفة تقول "زيود" : «تقيم الجمعية دورات تدريبية برسوم مخفضة تغطي نفقات التدريبات، يقدمها مدربون مؤهلون ومتخصصون أكاديميون على مستوى متقدم لديهم خبرة واسعة في المجالات النفسية والتربوية، مستهدفة من خلال عملها عدة فئات منها طلبة كلية التربية بكافة التخصصات وطلبة قسم علم الاجتماع وجميع العاملين والمهتمين الراغبين بتعميق خبراتهم النظرية والعملية في المجالات النفسية والتربوية».

تحتاج الجمعية بحسب "زيود" إلى الدعم المادي لتأهيل المقر وتغطية نفقات نشاطاتها وحول استجابتها لكارثة الزلزال تقول: «ساهمت الجمعية منذ اللحظة الأولى في الاستجابة للكارثة حيث تم التواصل مع أعضاء الجمعية المتخصصين وتشكيل فريق توجه لمناطق تواجد الأسر المنكوبة بالزلزال ساهم في تقديم جلسات العلاج والدعم النفسي للمتضررين».

أولويات

من المدربين في الجمعية تتحدث الدكتورة "منال الشيخ" أحد أعضاء الجمعية والتي بدأت العمل فيها عام 2023، وتقول: «دفعني الهدف العام للجمعية وهو تأهيل كوادر لتقديم الرعاية النفسية إلى العمل كمدربة فيها، قدمت عدة دورات أحدها بعنوان (حقيبة الاستشاري النفسي)، وتتضمن عدة دورات وتدريبات أولها كان المقابلة العيادية وتعدد شخصية المرشد، والدورة الثانية كانت بالعلاج المعرفي والذي يتضمن ثلاثة كورسات، والآن أحضر لدورة (اضطراب الشدة ما بعد الصدمة عند الأطفال)، نواجه بعض الصعوبات اللوجستية المتعلقة بالمكان ونعمل على تجاوزها من خلال تأهيل المكان بشكل مناسب، ونستهدف في عملنا طلاب كلية التربية باختصاصاتها المتعددة لاسيما الإرشاد النفسي وعلم النفس، وكل من يهتم بالمجال الإنساني، وللجمعية أهمية متنامية، لأنها تعنى بتأهيل الكوادر ليتمكنوا من تقديم الخدمات النفسية».

أنشطة ودورات

من المستفيدين من خدمات الجمعية تواصلنا مع "ريبال خزعل" وهي خريجة علم نفس حاصلة على ماجستير إدارة تربوية والتي تقول: «شهدت الجمعية في العامين الأخيرين نشاطاً مكثفاً في تقديم مادة علمية وتربوية، وقد اتبعت فيها عدة دورات منها (تدبير اضطرابات القلق- القلق المعمم) بالمستوى الأول والثاني، ودورة علاج اضطرابات القلق الشائعة عام 2022، اضطراب الشدة ما بعد الرض عام 2023، إعداد حقيبة استشاري نفسي المقابلة العيادية لدى د. "منال الشيخ"، حيث تقدم الجمعية شهادات حضور معتمدة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل».

وتتابع: «حققت لي الدورات فائدة على صعيدين الشخصي والعملي لأنني أعمل رئيسة قسم شؤون الامتحانات ومسؤولة بنك الأسئلة في كلية التربية، وعلاقتي مباشرة مع الطلاب والمحاضرين، من هذه الفوائد تمكنت من فهم نفسي بشكل أفضل ومعرفة نقاط القوة والضعف مما ساهم في تقوية مهارات الاتصال لدي، والتحفيز والنظرة الإيجابية لنفسي وللمحيطين بي، كما تحسنت قدرتي على التعامل مع الأشخاص الذين يواجهون مشكلات نفسية وبناء الثقة والألفة بينهم، وساهمت الجمعية باطلاعي على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي وأهم الفنيات العلاجية المستخدمة نظرياً وعملياً، حيث تسعى الجمعية إلى أن يصبح المتدرب قادراً على التعامل مع الآخرين في جو يسوده العدل والمساواة، وإكسابه خبرات التعامل مع المتضررين من الصدمات وتحقيق التوازن عند حدوثها، والعمل على دعمهم نفسياً».

جرت اللقاءات بتاريخ 27 نيسان 2023 وتقع الجمعية السورية للعلوم النفسية والاجتماعية في منطقة "البرامكة".