أدى زلزال السادس من شباط إلى تضرر العديد من المبان التاريخية في محافظة "حماة"، ما أدى إلى سقوط أجزاء من بعض الواجهات لهذه المباني، وحدوث تشققات وتصدعات في واجهات وجدران مبان أخرى منها مسجد "الإمام اسماعيل" في "سلمية".

في التاريخ

لم يكن زلزال 6 شباط 2023 الذي ضرب شمال "سورية" هو الأول الذي يضرب المسجد في "سلمية"، بل تاريخياً تعرض المسجد لأضرار متلاحقة نتيجة الزلازل المتلاحقة التي ضربت بلاد الشام في فترات تاريخية، بحسب الباحث التاريخي "أمين قداحة" الذي تحدث لـ"مدونة وطن" عن مسجد الإمام "إسماعيل" تاريخياً، والأضرار التي لحقت به.

اقتصرت الأضرار على زاوية المقام من الجهة الشرقية نتيجة سقوط الهلال، وقسم تزييني من المئذنة، ولكن المئذنة كجسم هي سليمة حيث قمنا بفحص الشاقولي على مشعل بالبلدية في الجامع، ولأن سقفه مغطى ببلاطات مسبقة الصنع من آخر ترميم قامت به بعثة هندية عام 1993 فقد تضررت أكثر من بلاطة بالسقف خصوصاً تحت المئذنة، وعدد من البلاطات من الجهة الجنوبية

يقول "قداحة": «المسجد بالأصل كان كنيسة يونانية تحولت لمسجد المحاريب السبعة، وقد تم ترميم المسجد إبان العصر الفاطمي، وعرف عندئذ بمسجد المحاريب السبعة، بعد أن كان قد أضيف له سابقاً مدفن الإمام الملاصق له من جهة الغرب، والمشهور بقبته المطلية بالذهب الخالص، وكان ذلك بأمر الخليفة الفاطمي "العزيز بالله"، على يد الأمير "خلف بن ملاعب" أمير "حمص"، ويؤكد ذلك ما جاء في النقش الموجود على عتبة الضريح والمكتوب بالخط الكوفي والمرفق بتاريخ 481 هجرية، 1088 ميلادي، وجاء في النقش السطر الأول: (بسم الله الرحمن الرحيم عمل هذا المشهد.. المباركة.. العابد الأجل "أبو الحسن علي بن حرمل"..) وفي السطر الثاني:(صانعه الأمير الأجل.. الملك "سيف الدولة "خلف بن ملاعب" أدام الله علوه في سنة إحدى وثمانين وأربعمئة)، ورمم المسجد مرة أخرى وتم إعادة بناء القبة المهدمة بعد اجتياح "تيمور لنك" التتري للشام ومنها "سلمية" عام 802 هجري، 1400 للميلاد، وتم ترميم القبر الذي يحمل اسم الإمام الفاطمي "رضي الدين عبد الله" وجدد بناؤه عام 1993».

تداعيات الزلزال

بدورها تقول رئيسة شعبة آثار السلمية المهندسة المعمارية "رانيا الخطيب": «بعد حدوث الزلزال تبين تعرض المقام للضرر، فتوجهنا فوراً لتقييم الأضرار مع لجنة من المهندسين من مجلس المدينة والدفاع المدني، وبادرنا بتنظيف المكان من الحجارة المتساقطة والخطرة من المئذنة على سطح الجامع على الجدار الحامل للقبة، حيث حدث التهدم وتخلل حجارة القوس، وأرسلت المديرية للوقوف على تقرير توصيف الأضرار، وكشف أولي لرصد ميزانية للترميم، وحالياً نقوم بدارسة ذلك، بعد موافقة شعبة الآثار للأوقاف بالترميم».

حجم الأضرار

وعن تفاصيل الأضرار يؤكد المهندس المدني "حيان الجر عتلي" من اللجنة المشكلة لتقييم الأضرار في مجلس المدينة في تقريره: «اقتصرت الأضرار على زاوية المقام من الجهة الشرقية نتيجة سقوط الهلال، وقسم تزييني من المئذنة، ولكن المئذنة كجسم هي سليمة حيث قمنا بفحص الشاقولي على مشعل بالبلدية في الجامع، ولأن سقفه مغطى ببلاطات مسبقة الصنع من آخر ترميم قامت به بعثة هندية عام 1993 فقد تضررت أكثر من بلاطة بالسقف خصوصاً تحت المئذنة، وعدد من البلاطات من الجهة الجنوبية».

"منذر دلا" البالغ من العمر ستين عاماً "مستخدم المسجد" يقول: «منذ أربعة أعوام وأنا في خدمة المسجد، وفي ذلك اليوم الماطر والعاصف في صبيحة 6 شباط، صلى المصلون الساعة 6 صباحاً برغم ما أصاب المسجد من تخريب نتيجة الزلزال، وبعدها نظفنا المكان من الحجارة المتساقطة من الجدار والسقف نتيجة سقوط هلال المئذنة، وسارع الدفاع المدني ولجنة المهندسين من مجلس البلدية، وحضر مجموعة من "طائفة البهرة" لتقييم الأضرار، ثم أغلق حتى يتم ترميمه من جديد».