كثيراً ما ارتبطت أسماء أدوات الحراثة قديماً مع الحياة اليومية وخاصة في المجتمع الزراعي، مثل "الفدان، والنير، والكابوسة، والوصلة، والسكة، والبرك، والذكر، والكردانة، والقلادة"، وهي أدوات تستخدم في أعمال الفلاح، ولكن قل من يعرف عنها شيئاً وكيف تستخدم وأغراض استخدامها.

تراث موثق

من بين الأدوات الزراعية القديمة "المساس"، هذه الأداة التي وقتها كثير من الأغاني الشعب التي كانت تردد حينها، فكثير ما كان يلقى المزارعون قديماً حتفهم في الحقول، فما كان من بعض أفراد المجتمع إلا أن ينقل اللحظة ويوثقها كأن يقولوا وهم يحملون نعشه على الأكتاف نحو المكان المسجى فيه، مرددين "مات والمساس بايدو والبقر يجعر عليه.. يا ما كربل ياما غربل ياما هال التبن عليه"، وهي دلالة أن الفلاح ارتبط بأرضه من خلال تلك الأدوات وغيرها.

يذكر الباحث التراثي "سلمان البدعيش" لـ"مدونة وطن eSyria" أن المحراث أو العود نوعان، الأول مصمم ليجره حيوانان، ويصل بينهما النير هو القسم المشترك، والثاني مفصّل لدابة واحدة حيث تكون بين وصلتي العود.

الباحث سلمان البدعيش

أما المحراث فهو أداة لحراثة الأرض وقلب التربة وقلع الأعشاب، تجره الحيوانات، فقد يجره زوج من البقر، أو زوج من الحمير، وعندها يدعى (فدان)؛ وقد تجره دابّة واحدة (حمار واحد، أو حصان)، وقد كان الناس قديماً يصنعونه من الخشب، ثم أصبح معدنياً، وما زال المحراث موجوداً حتى يومنا هذا، ويطلق عليه أيضاً اسم "العود".

الأجزاء وملحقاتها

ويبين الباحث التراثي "البدعيش" أن من الآلات الزراعية هناك "النير" الذي يستخدم عندما تستخدم أكثر من دابة في الحراثة، وهو عبارة عن قطعة غليظة من الخشب قطرها 15سم وطولها متر ونصف، ينبعث من كلا طرفيها ثقبان، يثبت فيهما عودان غليظان بسمك 4-5 سم، يسمى كل واحد منها زغلولة، يستخدما لتثبيت النير في عنق الدابتين، حيث يحيطان برقبة الدابة من الأعلى، و يستندان على كتفي الدابة على مخدة من الجلد والخيش محشوة بالقش، وبها تجر الدابتان عود الحراث.

الباحث محمد طربيه.

أما "السكة" فهي قطعة من الحديد ثقيلة الوزن حادة الرأس، ولها جناحان، وهي التي تقوم بحراثة الأرض معتمدة بذلك على وزنها ووحدة رأسها وميله، وضغط الفلاح على الكابوسة، وقوة الدواب، و"الكابوسة" وهي مقبض علوي مثبت باتجاه أفقي، تساعد الفلاح على ضغط المحراث في الأرض.

أوصاف ووظائف

بدوره يشير الباحث "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب إلى أن من أنواع الآلات الزراعية في العمل "الوصلة" التي هي عبارة عن قطعة خشب توصل بين النير والمحراث وكلاهما من الخشب القوي، وأيضاً "إرياح" وهو عبارة عن حبلين يصلان بين الكرْدانةِ والمحراثِ البلدي، يمتدان على جانبي الدابة، وبهما يجر عود الحراث، أما "البرك" وهو لوح خشبي مقدمته مربوطة بالوصلة بطوق حديدي بواسطة برغيين، له فتحة في مؤخرته بطول 10 سم وعرض 3 سم، و"الذكر" يدخل بالبرك من خلال الفتحة المذكورة أعلاه، الجزء الأعلى منه عبارة عن فتحة سماكتها 3 سم، والجزء الأسفل منه أسطواني قطره 10 سم واسمه "الفحلة"، وهناك "الكردانة" وهي عبارة عن قطعة خشبية توضع على رقبة الدابة، لكي تساعدها على جر المحراث اليدوي لحراثة الأرض، وهي عبارة عن خشبة سميكة ذات ضلعين على شكل رقم ثمانية، تصنع من خشب البلوط أو السنديان، ويثبت على جانبيها من اليمين واليسار حلقتان معدنيتان.

الكدانة

ويضيف "طربيه": «عند الحراثة توضع الكردانة على رقبة الدابة لجر المحراث، وتستند على كتفي الدابة على مخدة اسطوانية غليظة مصنوعة من الجلد والقش تسمى "القلادة"، وهي عبارة عن طوق أسطواني من الجلد المحشو بالقش يوضع على رقبة الحيوان، ويلبّس الجزء الخارجي منه بقطعة من الجلد، والجزء الداخلي يلبس بقطعة من الخيش، وهي التي تلامس رقبة الحيوان الذي يجر المحراث البلدي، وتحميه من احتكاك الكردانة برقبة الحيوان، وهناك الطوق الذي يتم لفه حول رقبة الحيوان، ويضم طرفاه إلى بعضهما أسفل رقبة الحيوان ويتم ربطهما، وهناك "المساس" وهو قضيب ثخين طويل في أعلاه مسمار حاد يحث به الفلاح الدابة على الحركة، وفي مؤخرته قطعة حديد مسطحة حادة لإزالة الطين إذا علق بالسكة.