منذ تاريخ افتتاح المشروع قبل 12 عاماً، لم يتوقف مشغل "أم النور" لصناعة الشموع في مدينة "القامشلي" عن الإنتاج، وذلك بالرغم من كل الصعوبات التي ذللها العاملون بالجهود المضاعفة للحفاظ على مزايا المنتجات، أهمها الجودة والسعر المناسبين، وهكذا استطاع المشغل إثبات مكانته المتميزة بالاعتماد على الإمكانات والموارد المحلية لتتجاوز سمعته جغرافيا المنطقة ولتصل منتجاته إلى كل المحافظات السورية وخارج حدود الوطن.

خبرة وتميّز

يتميز المشغل بوجود كادر فني وإداري متخصص، اكتسب خبرة كافية من خلال الدورات التدريبيّة وتميزه بالعمل الميداني، من بينهم "حنّا كوريّة عيسى" أحد المشرفين على المشغل، والذي أوضح تفاصيل العمل خلال حديثه مع "مدوّنة وطن": «تمّ افتتاح المشغل عام 2011، وهو يعدّ الأول والوحيد على مستوى المنطقة، كان التوجه لمشغل ينتج الشموع، كون المنطقة والكنائس بشكل خاص بحاجة دائمة للشموع، التي تدخل ضمن الطقوس التقليدية في الكنائس، وقبيل المباشرة بالعمل ضمن المشغل، قدمت الكنيسة في "القامشلي" خدمة كبيرة، بإرسال مندوبين عنها للخضوع لدورة تدريبيّة في بطريركية "الروم"، قدّمت الدورة كل التفاصيل المتعلقة بتعليم صناعة الشموع، ثم كانت الخطوة التالية وهي أيضاً مهمة جداً وتمثلت بتأمين مكان لصناعة الشموع، وتقديم دعم مادي ومعنوي بهدف إنجاح المشروع، وشراء أجهزة مختلفة.. وإيماناً منّا بعديد العطايا التي قدمتها الكنيسة، ولأنها تتابع دعمها وعطاياها، فقد ربطنا المشروع بالكنيسة السريانيّة والمجلس المحلي مباشرة».

المشغل مصدر اعتزاز، كونه أنجز جهاز الغطس بجهد محلي، ويقوم بتأمين الشموع لغالبية كنائس القطر، ووصل صيته ومنتجاته إلى الدول المجاورة، لذلك من الطبيعي أن يكون المشغل مرجعنا في تأمين ما يلزمنا من شموع، تتميز بأشكال متنوعة وقوالب جميلة، وأيضاً بأسعار منافسة

مشروع ريادي

ويُسجل للمشغل وكادره، تصنيع جهاز محلي الصنع يساهم في إنتاج الشموع وبكميات كبيرة تلبي الطلبات المتزايدة خلال المناسبات حسب "حنا"، والذي يضيف: «تم اختراع جهاز الغطس اليدوي، الذي يتم فيه تغطيس الشموع، ويصل إنتاجه في الساعة الواحدة إلى نحو ألفي شمعة، والجهاز مهم جداً، لأنّ غالبية الكنائس تبحث عن شموع الغطس، إلى جانب ذلك، يشغل المشروع خمس أسر من بينها ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشغل يعد الوحيد على مستوى "المحافظة"، وهو مشروع ريادي نجح بفضل تعاون وتضافر جهود كادره وتحديداً خلال فترة المناسبات الرسمية، التي تتطلب شموعاً كثيرة، وبفضل نجاح العمل وصلت شموع المشغل إلى كنائس "زحلة" و"بيروت"، بالإضافة إلى كافة المحافظات السوريّة، ودائماً نتلقى التشجيع والإشادة الكبيرة لجودة المنتجات ولسعرها المناسب، وهناك أمر مهم للغاية، فالمشروع يغطي نفقاته ذاتياً من حيث رواتب الفريق العامل، أو شراء المواد اللازمة للعملية الإنتاجية».

تجهيز الشموع

مسيرة التحدي

كبرائيل في مكان عمله

وجد "كبرائيل" فرصة عمل تناسب إعاقته في مشغل الشموع بمدينة "القامشلي"، واستطاع من خلاله تأمين ثمن أدويته، "كبرائيل ملكي شمعون" تحدى إعاقته من خلال إنجازه لعمله في المشغل بحب وسعادة، مُؤكداً أنّ العمل فيه منحه راحة ماديّة ونفسيّة، مُضيفاً: «أصبح عمري في هذا المشغل سبع سنوات، خدمني بشكل كبير، خاصة من الناحية المادية، كما منحني الثقة وحب الحياة إلى جانب متعة العمل فالمشغل ينتج شموعاً بجودة عالية وأسعار منافسة، هذا الأمر يسعدني، ولأننا في مكان ينتج مادة مميزة، تستخدم بشكل أساسي في المناسبات والاحتفالات الدينية وصلت إلى كنائس "لبنان"، ورغم وجود العديد من التحديات فالعمل مستمر والعطاء قائم، مع المحافظة على الجودة».

سرّ الثّقة

أسر كثيرة في مدينة "القامشلي" ومختلف المناطق والبلدات والقرى المجاورة تعتمد مشغل "أم النور" مرجعية وحيدة لشراء الشمع، انطلاقاً من التزامه بجودة المنتج ومراعاته للظروف المادية، هذا ما قالته "آراميا حنّا": «المشغل مصدر اعتزاز، كونه أنجز جهاز الغطس بجهد محلي، ويقوم بتأمين الشموع لغالبية كنائس القطر، ووصل صيته ومنتجاته إلى الدول المجاورة، لذلك من الطبيعي أن يكون المشغل مرجعنا في تأمين ما يلزمنا من شموع، تتميز بأشكال متنوعة وقوالب جميلة، وأيضاً بأسعار منافسة».

"مدوّنة وطن eSyria" زارت المشغل وأجرت اللقاءات بتاريخ 20 كانون الثاني 2023.