انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية عمل "مركز التميز للأعمال" على المساهمة في تعزيز ثقافة السلامة والأمن من مخاطر الطبيعة، عبر إقامة عدة دورات وورشات عمل توعوية حول مخاطر الزلازل وكيفية التعامل معها أثناء وبعد حدوثها.

الملخص: انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية عمل "مركز التميز للأعمال" على المساهمة في تعزيز ثقافة السلامة والأمن من مخاطر الطبيعة، عبر إقامة عدة دورات وورشات عمل توعوية حول مخاطر الزلازل وكيفية التعامل معها أثناء وبعد حدوثها.

إن المركز بادر ومنذ اللحظة الأولى لوقوع كارثة الزلزال، إلى تقديم التوعية والإرشاد للمواطنين، وقدم خلال الفترة القصيرة الماضية عدة محاضرات وورشات عمل تضمنت عدة محاور علمية وعملية

إرشادات علمية

تقول "إسراء حمدان" المدير العام ومؤسسة "مركز التميز للأعمال الهندسية" وهي وكيل لوكالات تدريب دولية: «إن المركز بادر ومنذ اللحظة الأولى لوقوع كارثة الزلزال، إلى تقديم التوعية والإرشاد للمواطنين، وقدم خلال الفترة القصيرة الماضية عدة محاضرات وورشات عمل تضمنت عدة محاور علمية وعملية».

تقييم الخطر الزلزالي

وتضيف: «كنا أول مركز هندسي في "دمشق" و"سورية" قدم بالتعاون مع المركز الوطني للزلزال، معلومات وإرشادات وتقييم واضح عن الخطر الزلزلي وفق معطيات وأبحاث لمختصين وباحثين بالمجال، قدموا بيانات تدريبية على استدراك كارثة الزلزال بعد حدوثها إضافة إلى عرض تقييم الخطر وطرق الاستجابة السريعة للزلزال».

وتتابع "حمدان" حديثها: «أقمنا دورة خاصة بمواصفة الآيزو 22301 الخاصة باستمرارية الأعمال بعد الأزمات، ولاقت تجاوباً كبيراً من خلال حضور عدد من المهندسين وأصحاب الشركات والطلاب على مستوى "جامعة دمشق"، وتم بثها بشكل مباشر عن طريق الإنترنت ليتمكن الجميع من متابعتها، كما سنقوم كمركز بتقديم منح مجانية وتدريبات مختلفة لطلاب المناطق المنكوبة خصيصاً وبشكل مجاني، حتى يتمكنوا من تدريب أنفسهم وزيادة قدراتهم في كل ما يخص علوم الإدارة والهندسة».

صورة توضح أن النشاط الزلزالي بتاريخ 6 شباط هذا العام يتخامد مع الزمن

قبل الكوارث

البحث عن أسباب الزلزال وإدارته من خلال إعداد مشاريع علمية واحترازية ورفع جاهزية الأفراد وخصوصاً القاطنين ضمن منطقة قريبة من مركز الزلزال، هو ما يسعى اليه المركز بحسب الدكتور "سامر زيزفون" والمختص بالتكتونيك، وذلك من خلال تقديم معلومات علمية ضمن ورشات عمل عن أسباب ونتائج الزلزال الذي ضرب "سورية"، والذي أدى لكوارث مدمرة شملت مناطق كثيرة، وليس فقط المناطق المنكوبة التي أصابها الزلزال، وذلك بمساعدة المؤسسات الحكومية التي لها دور مهم في فهم أخطار وتداعيات الزلزال لمواجهة الوضع الراهن والمستقبلي، إضافة إلى تأكيد العامل الشعبي والأهلي في تخفيف حدة الكارثة لأنه يجمع فعاليات عدة في هذا الجانب، ويمكن أن تعطي هذه الدراسات نتائج مفيدة في هذا المجال.

تقييم الخطر

من جهته يشدد المهندس "نشأت سمعان" المختص بنظم المعلومات الجغرافية، على ضرورة التحرك وتنظيم عدة ندوات ومحاضرات علمية توضح أو تفسر الأسباب التي أدت لحدوث الزلزال.

ويقول "سمعان": «قدمنا أبحاثاً مع الخبراء ومنهم الدكتور "سامر زيزفون" حول موضوع تقييم خطر الزلازل والبرامج التي وضعناها للحد والتنبيه من تبعاته على حياة الإنسان، ولفت الأنظار قبل حدوثه، ولابد من التوجه إلى الدفاع المدني والناس قبل حدوث أي طارئ وهو الجزء الأهم لمواجهة الزلزال وتداعياته أو بمعنى تخفيف الكارثة وإدارتها وفهمها واستيعابها قبل حدوثها، وذلك وفق إحصائيات وبرامج معينة، فمثلاً حركة الأرض تؤدي إلى انهيار بالتربة وتؤدي إلى خسائر مادية مباشرة وضرر بالأبنية وخسارة المرافق الحيوية، إضافة الى خسائر اقتصادية واجتماعية مباشرة كتوقف الأنشطة الاقتصادية ونزوح الأهالي وفيضانات وحرائق محتملة».

من البداية إلى النهاية

ويوضح المهندس "سمعان" في ورشة العمل التي أقامها المركز، أهمية بناء سيناريو لتقييم الخطر الزلزالي في المنطقة، وحساب مسار الزلزال انطلاقاً من "شريحة الدور المسيطر وعامل التضخيم" وشريحة "التسارع الأرضي على الصخر الأساس"، لينتج عنه التسارع الأرضي في حالة التجاوب الأعظمي والتسارع الأرضي في حالة عدم التجاوب الأعظمي، لينتج عنها خطر على المباني من التجاوب الأعظمي والخطر عليها من الأدوار الأخرى، وما يتخلل ذلك من خطر الصدوع وخطر التكهفات وخطر التميع والانزلاق، ليتم جمعها مع بعضها لينتج أخيراً الخطر الكلي والذي يمكن التعرف عليه في حالة الخطر بعد الكارثة، وممكن دراسته قبل الكارثة».

ويختم حديثه بالقول: «هذا السيناريو يمكن أن نستخدمه في تحديد الأماكن التي يمكن أن يكون فيها عامل الخطر أكبر، كما علينا أن نوجه كل الاهتمام كدولة وشعب على المنطقة المتضررة لإعادة تأسيسها على مبادئ صحية وسليمة».

يذكر أن "مركز التميز للأعمال الهندسية والإدارية" مستمر بإقامة الندوات والمحاضرات عن وضع الزلازل والكوارث الطبيعية، كما يستمر في تقديم خدماته للجميع سواء المختصين في المجال الهندسي أو رجال الأعمال أو الطلاب.