في مشهد لافت يصطف أفراد فريق "كنا وسنبقى" التطوعي في جمعية "مجال" على الرصيف في منطقة المزة لتحميل المساعدات الإغاثية، يناول فيه أحدهم الآخر صناديق الأغذية وأكياس الألبسة لنقلها إلى الشاحنة ليتم إيصالها إلى المتضررين جراء الزلزال في المحافظات السورية.

روح الفريق

"مدونة وطن" زارت مقر الفريق والتقت "عبد الرحمن الحمصي" نائب رئيس جمعية "مجال" ونائب رئيس مجلس إدارة فريق "كنا وسنبقى" التطوعي الذي يقول: «نحن نلبي أي نداء ونحاول أن نكون السباقين لتحقيق أهداف الجمعية في مجالات الإغاثة، التنمية والتعليم.. كان لابد من تقسيم أفراد فريق العمل بين من يعملون في مكان الحدث وقسم آخر يقوم بتجهيز العمل المطلوب، حيث يبلغ عديد الفريق حوالي 1500 إلى 2000 متطوع في الجمعية والفريق معاً، ويتم تقسيم أوقات العمل بين صباحي ومسائي، تضم الدفعة الأولى التي توجهت لمدينة "جبلة" عشرة أفراد مع شاحنتين محملتين بالمواد الإغاثية نصفها غذائي ونصفها الآخر ألبسة، والدفعة الثانية تم إرسالها إلى "حلب" بتاريخ 10 شباط تتضمن أغذية، ألبسة، وأدوية وحليب وحفاضات الأطفال ويتم تجهيز قوافل أخرى من المساعدات».

تطوعت مع الفريق منذ أربع سنوات، واستجابة لكارثة الزلزال نقوم بتصنيف الألبسة التي يتبرع بها الأفراد وتصلنا بشكل متتابع إلى (نسائي، رجالي، ولادي) على شكل حصص، ثم يتم تحميلها بالشاحنات ليتم توزيعها على العائلات بأسهل طريقة ممكنة

خطة العمل

من المتطوعين في الفريق الإداري التقينا "سيدرا الأحمد" التي تقول: «تطوعت للعمل مع الفريق منذ ثلاث سنوات، أساعد بالشؤون المالية والإدارية، وضعنا خطة عمل لتسليم المساعدات باليد للمتضررين منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال، قمنا بكتابة منشور على "فيسبوك" حصلنا من خلاله على تبرعات كثيرة ثم بدأنا العمل مع تصنيف الألبسة إلى نسائي، رجالي، أطفال، وتقسيمها إلى حصص لكل عائلة، ثم تجهيز الأغذية الجاهزة كالمعلبات بأنواعها "مرتديلا، مسبحة، سردين، تونا"، وعلى سبيل المثال تضمنت الشاحنة الأولى 68 طرد مرتديلا، 190 علبة حليب أطفال، 25 أكياس حجم كبير "شوال" ألبسة لأعمار مختلفة، حوالي 200 بطانية، وقمنا بفرزها حسب أعمار الأطفال وتم تقسيمها إلى حصص ونقلها إلى الشاحنة الأولى التي وصلت إلى "جبلة"، وتم التوزيع حسب الحاجة وعدد العائلات الموجودة في مراكز الإيواء».

تصنيف الأدوية في مقر الفريق

من المتطوعات في غرفة تصنيف الألبسة التقينا "ريم سعود" التي تقول: «تطوعت مع الفريق منذ أربع سنوات، واستجابة لكارثة الزلزال نقوم بتصنيف الألبسة التي يتبرع بها الأفراد وتصلنا بشكل متتابع إلى (نسائي، رجالي، ولادي) على شكل حصص، ثم يتم تحميلها بالشاحنات ليتم توزيعها على العائلات بأسهل طريقة ممكنة».

تنسيق وتعاون

بحسب "حسين بدر" متطوع في الفريق التنظيمي منذ ثلاث سنوات تشكل جمعية "مجال" وفريق "كنا وسنبقى التطوعي" وجهين لعملة واحدة وحول الاستجابة الطارئة للكارثة يقول: «وصلت الدفعة الأولى من المساعدات ليل الأربعاء والقافلة الثانية يوم الجمعة، ونحضر لقوافل أخرى، تتضمن كل سلة "بدلين"، على صعيد الألبسة والأغذية وكبقية الفرق التطوعية في "سورية" نتعامل بها مع هذه الحالة الطارئة للمرة الأولى، ونحاول تلبية الاحتياجات بشكل تدريجي، سبق وعملنا لسنوات في "ريف دمشق" لكن هذه المرة الأولى التي نتجه فيها للمحافظات الأخرى، وبالتالي يتم التشبيك من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ونبذل أقصى جهدنا ليتم توزيع المساعدات باليد للمتضررين بالتنسيق مع "الأمانة السورية للتنمية"، لأن عملنا كفريق يكون مباشرة مع المستفيد، كما تم التشبيك إعلامياً مع صفحة "يوميات قذيفة هاون" التي ترافقنا وتعمل إلى جانب فريقنا الإعلامي على التوثيق، ويتم تزويدنا بالمساعدات من الشركات والأفراد من "دمشق" و"ريف دمشق" هدفنا واحد هو مساعدة المنكوبين في هذه الكارثة».

"سيدرا الأحمد" من الفريق الإداري

مساعدات طبية

"حسين بدر" من الفريق التنظيمي

من فريق "خستخانة" الطبي التابع لفريق "كنا وسنبقى" وجمعية "مجال" الذي يضم أطباء وصيادلة متطوعين التقينا "أيمن كيوان" الذي يقول: «وصلتنا بالأمس كمية جيدة من الأدوية كتبرعات من شركات أدوية نقوم بفرزها حسب الأمراض التي تعالجها إلى زمر (ضغط، سكر، مضادات التهاب، ومضادات حساسية)، بالإضافة إلى حفاضات، حليب وأغذية الأطفال، نقوم بتصنيفها حسب العمر لشحنها إلى المحافظات المتضررة مع الشحنة الثانية للفريق».

نشير إلى أن زيارة مقر الجمعية واللقاءات تمت بتاريخ 9 شباط 2023، كما تأسس فريق "كنا وسنبقى" التطوعي عام 2012 في بداية الأزمة، لديه حالياً مركز في منطقة "الحسينية" لمتابعة أطفال صعوبات التعلم، وتم ترخيص جمعية "مجال" عام 2020.