بريشتهم وألوانهم وأفكارهم، اختارَ عشراتُ الفنانين التشكيليين في "حِمص" دعم المتضررين جرّاءَ الزلزال، على طريقتهم الخاصة وذلك من خلال إقامة معرضٍ يعود ريع لوحاته لدعم الأهالي في المناطق المنكوبة.

مبادرة فنية

في حديثه عن هذه المبادرة، يقول رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين، "إميل فرحة"، لـ"مدونة وطن": «المعرض جاء تلبية لنداء الإنسانية، وفي مضمونه رسالة نوجهها لإخوتنا أننا نقف إلى جانبهم في هذه الكارثة.. المعرض ضم ما يقارب 35 لوحة فنية، وبمشاركة 25 فناناً من مختلف المدارس التشكيلية، لبوا نداء فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في "حمص" ضمن المبادرات الإنسانية للوقوف بجانب المتضررين من الزلزال، فكانت مبادرتنا التي تُرجمت من خلال إقامة المعرض في صالة "صبحي شعيب للفنون التشكيلية"».

ندعو الله أن يخفف آلام المتضررين في كل المحافظات، ونأمل أن تصل رسالة هذا العمل الإنساني كعربون محبة وتضامن معهم

ويضيف: «رسالتنا وهدفنا من المشاركة هي تسخير الفن في خدمة قضايا الإنسان، فالفن جزء من القضايا الراهنة، وأملنا أن يوفق المعرض بإنقاذ جريح أو متضرر من الزلزال، ولن يقف الأمر عند هذا المعرض، هناك المزيد من الخطوات التالية التي ننوي إقامتها وسيتم الإعلان عنها لاحقاً، وستشمل مبادرات إغاثية متنوعة لمساعدة المتضررين».

الفنان اميل رحمة

مشاركة واسعة

الفنان محمد الطيب

بدوره يشير الفنان التشكيلي "محمد طيب حمام" في حديثه لـ"مدونة وطن" إلى أن هذه المشاركة جاءت لأجل الإنسان ومساعدة المتضررين، نحن نستطيع من خلال الفن الوقوف مع أهلنا، فالفن كان دوماً يتميز بتصويره ونقله لكافة القيم المجتمعية النبيلة.

ويتابع الفنان التشكيلي بالقول: «ندعو الله أن يخفف آلام المتضررين في كل المحافظات، ونأمل أن تصل رسالة هذا العمل الإنساني كعربون محبة وتضامن معهم».

المهندسة مشيرة

وشهد المعرض مشاركات واسعة من الفنانين، فمن مدينة" الرقة"، جاء رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين "محمد رفيع"، ليشارك في المبادرة، واصفاً إياها باللفتة الجميلة والنبيلة، ومعرباً عن أمله بأن تتعافى "سورية" وتنهض بهمة أبنائها الذين توحدهم المصاعب وتزيدهم تصميماً على تجاوزها، واللافت وجود كافة شرائح المجتمع في الاستجابة لهذه الكارثة كل حسب عمله وتخصصه، مضيفاً إنه تحمس للمشاركة في المبادرة أسوة بالجميع فالكارثة وطنية وأثرت على كل المناطق القريبة والبعيدة.

إرادة حياة

وتنوعت اللوحات المعروضة في الصالة، من حيث معانيها ودلالاتها وطرق التعبير عن الكارثة وتداعياتها الكبيرة، إلا أنها نالت رضا جميع الزائرين الذين أعربوا عن تقديرهم لوقفة الفنانين التشكيليين بـ"حمص"، واندفاعهم لمساعدة المنكوبين، حسب استطاعتهم كما يقول أحد زوّار المعرض، مؤكداً أن هذا النشاط يعبر عن إرادة الحياة لدى أبناء الوطن رغم حجم الكارثة.

فيما أشادت إحدى زائرات المعرض (مهندسة) بالمعرض، وبكل من خطط ونفذ وساعد في إقامته، مضيفة: «من واجبنا جميعاً، كل في موقعه، أن يساعد قدر الإمكان، لأننا أبناء الوطن الواحد، وعلينا أن نكون السند لبعضنا أوقات الصعاب، والفن لا ينفصل عن الواقع بل يرتبط به ويعكسه بكل صدق وواقعية وهناك بعض اللوحات مؤثرة بما مثلته من مواقف إنسانية».