تُوصف لعبة "المواي تاي" بأنها لعبة الفكر والاهتمام باللياقة الذهنية، إلى جانب اللياقة العضلية التي تساعد اللاعب على تحديد الهدف والتوازن والثقة بالنفس وتحمل قسوة التدريب للوصول إلى نتائج متميزة، ويعد اللاعب "تمام علاء الدين" واحداً من أبرز لاعبي "المواي تاي" فقد لمع اسمه في "لبنان والأردن" بعد بطولات كان فيها منافساً على الميدالية الذهبية ونالها بجهود كبيرة ومسيرة تدريبية طويلة ومتعبة.

مسيرة التّحدي

يقول "علاء الدين" في حديثه لـ"المدونة": «بدأت هذه الرياضة منذ طفولتي كون مدربي هو والدي فقد رافقني ورعاني في كل المراحل، وتشاركنا الحلم الذي نعمل لتحقيقه بجلّد وصبر.. كانت أول مشاركة لي في بطولة الجمهورية في "اللاذقية" عام 2016، وحصلت فيها على المركز الأول، وكانت ثقة والدي كبيرة بمستواي الرياضي واللياقة العالية والقوة العضلية والأهم الناحية الفكرية، بمعنى أن يكون اللاعب أو المقاتل أثناء المباراة واعياً لكل ما يدور حوله وهذا الشي يتحقق بفضل بالتدريب المتواصل».

تمام أجاد اللعبة تبعاً للياقة التي امتلكها وللذكاء الذي يميزه، وفي كل المنافسات استطاع النجاح بفضل ذلك، أتوقع أن تكون أمامه خطوات كبيرة في هذا المجال لأنه مجد ومثابر لإيصال رسالته في هذه الرياضة التي أحبها وانتشرت بشكل كبير في المنطقة بكل ما فيها من قيم جميلة يحتاجها الشباب

يضيف "علاء الدين": «يعرف كل من عشق الكيك "بوكسينغ" و"المواي تاي"، أن نيل الألقاب والبطولات ليس بالأمر السهل، لكنني كلاعب أجد في الإخلاص للهدف نقطة البداية ومحور العمل، وبعد محاولات كانت أولها على المستوى الخارجي، أقصد هنا بطولة العرب عام 2017 التي أقيمت في "لبنان"، وحصلت فيها على المركز الثالث والميدالية البرونزية، ورغم أنها نتيجة جيدة نسبياً لكنها حملت آثاراً نفسية كبيرة بوصفها تجربة ومواجهة خارجية صعبة، ثم راجعت التجربة للوقوف على الأخطاء وتجاوزها بالتوازي مع خطط التدريب والعصف الفكري.. اللعبة تعتمد على رؤى فكرية دقيقة وهادئة منتظمة ومدروسة، ولأنها كانت تجربتي الأولى وأول مشاركة خارجية، فقد اكتسبت منها خبرة كبيرة وجعلت فترة العمل بعدها مختلفة عن ما سبقها، وقد كللت بالنجاح في بطولة "الأردن" بفوزي باللقب».

البطل تمام علاء الدين

حصاد الألقاب

تمام مع رئيس الاتحاد الرياضي فراس معلا ووالده ومدربه علاء علاء الدين

توج "علاء الدين" وهو أيضاً لاعب منتخب "سورية" لـ"الكيك بوكسينغ" بلقب بطولة العالم للمحترفين لـ"المواي تاي" التي أقيمت في العاصمة الأردنية "عمان"، عندما شارك مع أبطال هذه اللعبة من عدة دول عربية وأجنبية، واستطاع بجدارة أن يؤكد تطور مهاراته وقدراته على الاستمرار وتحقيق الأفضل، وهو طالب الهندسة المدنية الذي طوّر موهبته بمرافقة مستمرة واهتمام دائم من والده المدرب "علاء علاء الدين" الذي تقاسم معه ساعات التدريب والعمل والانتصار في المحافل المحلية والعربية.

يشير "علاء الدين" والذي فاز على اللاعب الأردني "موسى محمد" ليحرز المركز الأول بمنافسات وزن 67 كغ، أن أي بطولة داخلية وخارجية منافسة لا يمكن أن تحسم إلا للاعب الجسور، وقد تمكن في الجولة الرابعة للبطولة من أصل خمس جولات من حسم النتيجة لصالحه ولصالح منتخب "سورية"، حيث وضع قائمة من الأهداف ليمثل الرياضة السورية في المحافل الدولية وتصميم كبير على النجاح.

مع زميله أمجد حشمة

مشاركات

حصل اللاعب في العام 2016 على بطولة الجمهورية، وفي العام الذي يليه نال المركز الأول ببطولة الجمهورية وانتقاء المنتخب وتأهل من خلالها لبطولة الوطن العربي في "لبنان"، وبعد العودة حافظ على لقب بطولة الجمهورية وشارك ببطولة الجمهورية للعام 2020، وحصل على المركز الأول أيضاً في العام الذي يليه، وشارك في الشهر التاسع من هذا العام الماضي في بطولة العرب بـ"الكيك بوكسينغ"، وحصل على مركز ثانٍ وميدالية فضية، وفي الشهر العاشر شارك ببطولة العالم الاحترافية في "الأردن" وحصل على الحزام الذهبي ولقب بطولة العالم بعد الانتصار على اللاعب الأردني بطل العالم السابق.

"تمام" يؤكد أن فرصة الاحتراف غير متوافرة تبعاً لعدة ظروف، أهمها عدم توفر معسكرات خارجية والحاجة لمعسكرات تخصصية مع لاعبين محترفين من خارج "سورية"، فيما يبين أن أهم الصعوبات التي تواجههم كلاعبين وعشاق للعبة في محافظة "السويداء"، تتمثل بنقص المعدات اللازمة وعدم وجود صالات عامة مزودة بالتجهيزات، فكل الصالات المجهزة هي صالات خاصة وهذا بالطبع مكلف للاعب الذي يحتاج لتدريب متواصل على حد قوله.

الطُّموح والمثابرة

من جهته يؤكد "علاء علاء الدين" والده ومدربه أن "تمام" لاعب محب للرياضة التي يمارسها، ولديه ثقة كبيرة بإخلاصه لمشروعه في هذه اللعبة، دافعه الطموح، وقد تابع الخطط التدريبية بانتظام ولم يتأخر رغم ارتباطه بدراسة الهندسة المدنية وهي من الاختصاصات الصعبة، لكنه دائماً قادر على التنسيق بينها وبين طموحه في "المواي تاي" اللعبة القتالية والكيك بوكسينغ التي تعلق بها بسبب متابعة تفاصيل اللعبة وتدريباتها ليكون بطلاً فيها.

ويضيف: «تمام أجاد اللعبة تبعاً للياقة التي امتلكها وللذكاء الذي يميزه، وفي كل المنافسات استطاع النجاح بفضل ذلك، أتوقع أن تكون أمامه خطوات كبيرة في هذا المجال لأنه مجد ومثابر لإيصال رسالته في هذه الرياضة التي أحبها وانتشرت بشكل كبير في المنطقة بكل ما فيها من قيم جميلة يحتاجها الشباب».

اللاعب "أمجد حشمة" لاعب "المواي تاي" زميل "تمام" يعتبره بطلاً واعداً وتشارك معه المعسكرات التدريبية، وهو بطل في بداية الطريق قدم أداء مشرفاً والمستقبل أمامه مع استمرارية عمله وتدريبه ليقدم إنجازات متميزة لسورية ولـ"الكيك بوكسينغ" و"المواي تاي".

ويقول: «"تمام" مميز كلاعب لقدرته على الاستجابة للتكنيكيات المتطورة والمتقدمة، وقدرته على تطبيقها على الأرض والقتال، وهذا شيء قلة من اللاعبين يتميزون به إلى جانب القدرة على تحويل مسار أي مباراة لصالحه مع الاستماع للتوجيهات في المباراة، هو لاعب يتمكن من السيطرة بأداء ولعب ممتاز وضمن المعسكرات يعرف الجميع عنه أنه لاعب ملتزم جداً بالتدريبات ويحترم الحصة التدريبية، ويثابر على تنمية قدراته بشكل مستمر ما أهله للنجاح ونيل احترام كل من تعامل معه والثقة بأنه سيحقق نتائج رائعة لرياضتنا في المحافل الدولية».

أخيراً "تمام" من مواليد "السويداء" عام 2001، وهو طالب سنة ثالثة في كلية الهندسة المدنية جامعة "دمشق".