تدرج الفنان "حمود شباط" بمواهبه الفنية المتعددة بداية من رقص الباليه والتمثيل، مروراً بتصميم الرقصات، وليس انتهاءً بالإخراج المسرحي، وكلها مواهب وصلت به إلى مرحلة النجومية، ليؤسس فرقة "أنيما" للمسرح الراقص عام 2017 التي قدمت مؤخراً عرض "إيف" على مسرح دار الأوبرا.

الموهبة والتّحدي

يتوقف الفنان "شباط" في حديثه لـ"مدونة وطن" عند محطات اعتبرها مفصلية في حياته الفنية، والتي انطلقت من الهواية حتى وصلت لمرحلة الاحتراف، ويقول: «بدأت كراقص محترف وواجهت الانتقادات من العائلة، ورغم ذلك عملت على تطوير موهبتي من خلال الدراسة والمشاركات المتعددة فأصبحت والدتي هي الداعم الأول لي، بدأت كراقص للدبكة مع فرقة "جلنار" للفنون الشعبية، وقدمنا العديد من العروض المهمة، ثم تلقيت دروساً خاصة لدى خبراء روس، وشاركت مع فرقة "إنانا" كعضو مؤسس في عروض "جوليا دومنا" و"صقر قريش"، وزرت معها عدة دول منها "الولايات المتحدة الأميركية"، "كندا"، "ألمانيا"، "إيطاليا"، وتعززت موهبتي بالدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرجت فيه بإجازة في الفنون المسرحية قسم الرقص عام 2010».

بعد التخرج حصلت على منحة بقيمة 50% من المركز الثقافي الفرنسي وسافرت إلى "فرنسا"، وبالإضافة إلى الباليه الكلاسيكي تعلمت أنواعاً أخرى من الرقص منها الجاز والرقص المعاصر، وتعززت خبرتي في مجال الحركة المسرحية وهذا باعتقادي ما يميزني عن غيري في هذا المجال، إذ أدرك كيفية تحرك الممثل خلف وأمام الكاميرا، وكيفية الوقوف على المسرح وتحقيق التوازن بين الممثلين، وطبقت العديد من هذه الجوانب في "سورية"

الجانب الأكاديمي

فيما يتعلق بالخبرات المكتسبة من الدراسة في "فرنسا" يقول: «بعد التخرج حصلت على منحة بقيمة 50% من المركز الثقافي الفرنسي وسافرت إلى "فرنسا"، وبالإضافة إلى الباليه الكلاسيكي تعلمت أنواعاً أخرى من الرقص منها الجاز والرقص المعاصر، وتعززت خبرتي في مجال الحركة المسرحية وهذا باعتقادي ما يميزني عن غيري في هذا المجال، إذ أدرك كيفية تحرك الممثل خلف وأمام الكاميرا، وكيفية الوقوف على المسرح وتحقيق التوازن بين الممثلين، وطبقت العديد من هذه الجوانب في "سورية"».

مع المخرجة "رشا شربتجي"

مخرج مسرحيّ

من عرض مسرحي

فيما يتعلق بعمله كمخرج مسرحي يقول: «بدأت كمخرج للأعمال المسرحية في مسرح الطفل، وعملت مدرساً في المدرسة الوطنية السورية منذ عام 2016 وحتى 2018، ثم قدمت عرض "أكيد فينا"، وعملت مصمم حركة مسرحية مع الفنان "غسان مسعود" في مسرحية "كأنو مسرح" عام 2018، وقدمت عرض "ظل" بطريقة خيال الظل مع إضافة موسيقا حية بقيادة المايسترو "عدنان فتح الله" مع الرقص خلف الشاشة، وهي أول مشاركة لفرقة "أنيما" التي تتكون من أكاديميين سوريي الجنسية، وعددهم عشرون فرداً، وتطورت التجربة مع عرض "تحول" بإضافة تقنيات غرافيك وفيديو بالتعاون مع مخرج العرض "أدهم سفر"، وتم تقديم العرض أمام الشاشة بشكل مختلف عن تجربة "ظل"، وعملت مخرجاً مسرحياً وقمت بتصميم حفل افتتاح الدورة الأولى دورة ألعاب "جريح الوطن" مع المخرج نجدت أنزور عام 2021، وآخر عرض مسرحي راقص قدمته فرقة "أنيما" بعنوان "إيف" من إنتاج "دار الأوبرا" ويتحدث عن المرأة ومشاكلها، ونسعى لتقديمه في عدة دول عربية وأجنبية».

مشاركات عالمية

"شباط" هو عضو مؤسس في فرقة "سمه" التي تأسست عام 2003 وقدمت عروضها في المعهد العالي للفنون المسرحية وشارك كراقص بعروض الفرقة التي تضم راقصين من جنسيات مختلفة، وشارك كعضو لجنة تحكيم في مهرجان "تانغو، إسطنبول"، وفي مهرجانات عديدة في "لبنان"، "العراق"، "قرطاج"، "بابل"، جرش"، "نيودلهي" وغيرها.

الإخراج المسرحي

وتم اختياره كأول مدرب ومصمم رقص عربي وممثلاً لـ"سورية" لتقديم عرض في "الكرملين" مع فرقة "أنيما" بمناسبة مرور مئة عام على تشكيل الجيش الروسي عام 2018، وشارك كمدرب وراقص في افتتاح كأس العرب في الدوحة "قطر" عام 2021، وشارك في ختام معرض "اكسبو" "دبي" عام 2020.

تجربة التّدريس

يعمل "شباط" مدرساً في المعهد العالي، قسمي الرقص والتمثيل منذ عام 2012، وحول نظرة المجتمع لهذا المجال يقول: «علاقتي مع الطلاب جيدة، أتعامل معهم كأخ كبير يقدم لهم خبراته، أساعدهم في الوصول إلى المعلومة، حيث عملت كمدرب ومصمم لعروض المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية لأكثر من عشرة أعوام منها عروض التخرج، "مختبر التصميم" و"غسق" عام 2012، وأعتقد أن المسرح في "سورية" ينقصه الدعم المادي والقدرة الحقيقية لدى الراقصين على تقديم أنفسهم رغم الرفض المجتمعي الذي يزول ويتحول إلى دعم واهتمام عند تقديم فن لائق على مستوى رفيع».

تدريب وتمثيل

عمل "شباط" ممثلاً ومدرباً خاصاً للرقص، فقد عمل في مسلسلات عديدة منها مسلسل "قناديل العشاق" مع الفنانة "سيرين عبد النور" وحول ذلك يقول: «شاركت مع المخرجة "رشا شربتجي" في مشروع "دراما رود" لتطوير المواهب، ثم أصبحت مدرباً ومحاضراً فيه منذ عام 2019 وحتى اليوم بما يتعلق بتدريبهم على الحركة والوقوف أمام الكاميرا، هي تجربة لطيفة أساعدهم فيها على الوقوف أمام الكاميرا من خلال تمارين التنفس والاسترخاء، وأهمية حركة العين في التعبير عن المشهد، فالوقوف أمام الكاميرا يحتاج إلى حركات أخف من تلك المطلوبة على المسرح، لأن الكاميرا هي التي تلاحق الممثل على اختلاف العمل المسرحي، وشاركت كممثل في عدة مسلسلات منها "مذنبون أبرياء"، "أحمر"، "خريف العشاق" وأفلام منها "ليليت السورية"، "رجل وثلاثة أيام"، "الاعتراف"، ومسرحيات "دون كيشوت"، "عطيل"، "العرض الأخير"، مسرحية "جبران خليل جبران" مع المخرج اللبناني "جو مكرزل" عام 2010 ، ومسرحية "المنديل" في مهرجان الأردن المسرحي عام 2021».

تجاوز الصّعوبات

من جهته "أدهم سفر" مخرج ومصمم إضاءة تعاون مع "شباط" في عدة عروض مسرحية يقول: «أعرف "شباط" منذ مرحلة الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، أتابع أعماله باستمرار وهو كذلك يتابع ما أقدمه، تعاونا معاً في عروض "تحول"، "أكيد فينا"، "جريح الوطن" عام 2021 حيث يسود جو من التفاهم والمتعة أثناء العمل لأن كلاً منا يعرف قدرات الآخر.. "شباط" راقص محترف له نمط شبابي مختلف ومعاصر ويتميز بآلية تفكيره المختلفة عن السائد في هذا المجال، له بصمة ابتكارية بارزة في كل ما يقدمه من عروض، واستخدم في عرض "إيف" التعبير بلغة الجسد والتي يحتاج تقديمها لذكاء كبير لإيصال الفكرة إلى المشاهد، واستخدمنا لأول مرة تقنية "آرت فيديو" في عرض "تحول" عام 2017، واجهتنا الصعوبات كونها المرة الأولى التي يقدم بها هذا النمط في "سورية" لكن تخطيناها معاً».

نشير إلى أن "حمود شباط" من مواليد "دمشق" عام 1984، حاصل على ماجستير في الحركة المسرحية من "كان" فرنسا عام 2011، مشارك في العديد من الدورات التدريبية في "روسيا"، "ألمانيا"، "إيطاليا" وحائز إجازة في إدارة الأعمال من كلية الاقتصاد جامعة "دمشق" وعضو في نقابة الفنانين منذ عام 2013.