يقدم "إبراهام غازار بوغوص" نفسه كأنموذج للفنان العاشق للفلكلور في مدينة "القامشلي" التي تشتهر بالتنوع الفسيفسائي، يلتف حوله الأصدقاء بشكل يومي، ويتوافد إليه الزوّار في محله المتواضع، يغني لهم أعذب أغاني الفلكلور، لينثر الفرح في قلوبهم، ويعزف في نفوسهم الراحة والسكينة، فأغانيه من الماضي الجميل والبعيد حسب كلامه.

عاشق الفلكلور

يعد "بوغوص" من أكثر الشخصيات الفنية والاجتماعية مكانة وحباً لدى سكان وأبناء المنطقة بمختلف أعراقهم، وقد شكّل حالة فنية أجمع كثيرون على فرادتها.

من يجلس عنده ليسمع أداءه الفني، يطلب اسمه، ليقدم أغنية خاصة به، وهذا الأمر يعطي لأدائه قيمة مضافة، يشعرك بنشوة كبيرة

يقول "بوغوص" في حديثه لـ"مدوّنة وطن": «صحيح أنني من المكون الأرمني، لكنني أتحدث وأغني بلغتي ولغات أبناء المنطقة، العربية والكردية والسريانية، ومن شدّة تعلقي واهتمامي باللغات، فإنني أتقن الإنكليزية أيضاً».

مسجلته لا مثيل لها في المنطقة حاليا

وعن بداية علاقته بالفن والغناء يقول "بوغوص": لديّ عشق للفن وخاصة للفلكلور الكردي، فهو يحظى بتاريخ عريق، وقصص مهمّة وغنيّة، وتعد ألحانه وكلماته من أعذب وأهم الألحان، لذلك ومنذ طفولتي وجهتُ اهتمامي واعتبرت هوايتي هي الغناء، وقد أشاد بأدائي نخبة من الفنانين المهمين في المنطقة، ودارت الأيام ومضت السنون، وحتّى اللحظة أغني الفلكلور الذي نال رضا الجميع، يزورني في محلي ضيوف من مختلف أطياف المجتمع ليستمعوا إلى الأغاني القديمة، وأحياناً أغني لساعات طويلة وذلك لتلبية طلبات الزوار الكثر، لا أملُّ ولا أتعب من طلبهم، بل ألبي طلباتهم بكل شغف وسعادة».

استديو خاص

يملك "بوغوص" في محله الترابي، آلاف الكاسيتات، يستمع لها ولا يمكن أن تفارقه، مؤكداً أن وجوده على هذه الأرض باقٍ ومتأصل، رغم كل ما قدم له من عروض السفر والهجرة، فما يقدمه من إرث ويحافظ على التراث -كما يقول- أهم من إغراءات السفر.

لا يفارق مسجلته

وعن مهنته الأساسية يقول: «مهنتي هي تصليح كهرباء السيارات، لا أهتم بأي شيء، إذا جاء من يبحث عن أغنية قديمة، لابدّ من تلبية مطلبه، علماً أنني أجريت عدّة عمليات جراحيّة، وفي القلب تحديداً، مع ذلك مستمر في الغناء لمن جاء باحثاً عن الهدوء والراحة، واسترجاع الذكريات، لديّ أكثر من 2000 كاسيت للأغاني، أغلبها في التراث الكردي، أملك مسجلة قديمة جداً، لا مثيل لها في المنطقة، اشتريتها قبل عشرات السنين، بـ65 ليرة، وحتى اللحظة أسمع الكاسيتات القديمة عبر هذه المسجلة».

ملتقى الجميع

يقدم الفنان حسب قول كثير من أبناء المنطقة، أداءً رائعاً خلال غنائه الفلكلور الكردي، فهو يملك قدرة كبيرة على الغناء لفترة طويلة، ويركز في جانب واسع من أغانيه على القصص الغنائيّة القديمة.

ويقول الفنان "نضال زينو" من أبناء المنطقة: «من يجلس عنده ليسمع أداءه الفني، يطلب اسمه، ليقدم أغنية خاصة به، وهذا الأمر يعطي لأدائه قيمة مضافة، يشعرك بنشوة كبيرة».

بدوره يقول "عبد الجليل إبراهيم": «جئت من قرية "صافي" من ريف "القامشلي" للاستمتاع بعظيم أدائه الفني، طلبتُ منه غناء الفلكلور الكردي، علماً أنني من المكون العربي، بعد زيارتي له والحديث عنه، طلب عدد من الأشخاص والأصدقاء من مناطق مختلفة، زيارته والاستمتاع بحضوره الفني الراقي».

"إبراهام غازار بوغوص" من مواليد 1971 "القامشلي".