تحوز المطبوعات والكتب الموجهة للأطفال اهتماماً خاصاً من شريحة كبيرة من المجتمع، وخاصة في ظل اهتمام كبير من دور النشر المتخصصة بهذا المجال، والتي تقدم كتباً حديثة على مستوى المواضيع والأفكار وبأسلوب طباعي ملون وجذاب جعلتها الأكثر رواجاً ومبيعاً في معرض الكتاب السوري.

مقال مهم:

الملخص: تحوز المطبوعات والكتب الموجهة للأطفال اهتماماً خاصاً من شريحة كبيرة من المجتمع، وخاصة في ظل اهتمام كبير من دور النشر المتخصصة بهذا المجال، والتي تقدم كتباً حديثة على مستوى المواضيع والأفكار وبأسلوب طباعي ملون وجذاب جعلتها الأكثر رواجاً ومبيعاً في معرض الكتاب السوري.

تستهدف دور النشر الأطفال منذ الصغر وحتى سن خمسة عشر عاماً، وتتميز بالجودة والتنوع بكل أنواع الثقافة منها: الاجتماعية، الأدبية، الدينية، الحساب والرياضيات، البرمجة، الذكاء الصنعي وتنمية الذكاء عند الأطفال، ويرافق المعرض برنامج ثقافي للطفل نصيب فيه، يتضمن أغاني وموسيقا وندوات موجهة للأطفال وللأهل أيضاً

اهتمام وتشجيع

"نجلاء معتوق" أم لطفل في السادسة والتي تقول: «اخترت لابني كتاباً بعنوان "خمسمئة حقيقة ممتعة عن جسم الإنسان"، وقصصاً عن البرمجة التي تقدم المعلومة بطريقة مبسطة تجذب نظر الطفل، وأحاول تشجيع ابني على القراءة لتنمية قدراته الذهنية والفكرية، ولاحظت التنوع بالشكل والمضمون واهتماماً بالكتب المعروضة من دور النشر التي بذلت أقصى جهدها لتقدم الأفضل للأطفال من مختلف الأعمار».

"فادي غانم" مدير معرض الكتاب ومعاون مدير مكتبة الأسد ااوطنية

بدورها "دعاء شاهين" أم لطفلتين تقول: «اشتريت لابنتي ذات الثلاث سنوات ألعاباً تعليمية خشبية لتنمية مهاراتها ولمساعدتها على تعلم الحروف الأبجدية عن طريق الحواس، وساعدت ابنتي الكبرى على اقتناء قصص تساعد على زيادة حصيلتها اللغوية، واغتنم فرصة إقامة معرض الكتاب السنوي حيث أحرص على زيارته للاطلاع على عناوين وأفكار جديدة تخص الطفل وأقتني المناسب منها».

الأكثر رواجاً

تقول "رؤى شرف" من دار "بيت الحكمة" المتخصصة بطباعة كتب الأطفال لـ"مدونة وطن": «لدينا ما يقارب الـ60 عنواناً لمطبوعات موجهة للأطفال حول مواضيع عدة عن النباتات، الجغرافيا، الموسوعات العلمية، ونستهدف الأطفال من عمر الثالثة، وتحظى الموسوعات باهتمام الكبار حتى سن خمسة وعشرين عاماً، ونحاول أن تكون الكتب والقصص مناسبة للفئات العمرية المستهدفة، ومن الكتب التي تلقى رواجاً من المهتمين والقراء موسوعة "أنا أستطيع أن أكون"، التي تساعد الطفل على اكتشاف ميوله، منها المهندس المبدع، المبرمج الذكي التي تنمي موهبة الطفل بطريقة محببة، وهي الأكثر مبيعاً إلى جانب الموسوعات العلمية والمتخصصة».

"أحمد قاري" دار "المناهل"

من دار "المناهل" المتخصصة بالوسائل التعليمية للأطفال التقينا "أحمد القاري" الذي يقول: «لدينا خمسة وأربعين نوعاً من الوسائل التعليمية، قصص، لوح الكتابة اكتب وامسح، الكتب التعليمية، والتلوين وهي الأكثر طلباً، ونحاول جذب الطفل وتشجيعه للابتعاد عن الوسائل التكنولوجية من خلال وسائل تعليمية حديثة كالأحرف الخشبية المغناطيسية، الأرقام باللغتين، والأحرف بكل الأحجام، ونحرص على المشاركة بمعرض الكتاب السنوي لتقديم كل ما يلزم لتنمية مواهب الطفل ومعارفه في بيته وتحقيق التكامل مع المدرسة».

نقرأ لنرتقي

للحديث عن حضور دور النشر المتخصصة بكتب الأطفال التقينا "فادي غانم" مدير معرض الكتاب السوري لعام 2022، وهو معاون مدير عام مكتبة الأسد الوطنية، الذي تحدث عن أهمية إقامة معارض الكتب ودورها الثقافي والتعليمي للأطفال.

من الزوار "نجلاء معتوق"

يقول في تصريح خاص لـ"مدونة وطن": «يأتي معرض الكتاب السوري السنوي لسد ثغرة عدم التمكن من إقامة معرض الكتاب الدولي الذي كان يقام بشكل دائم في مكتبة الأسد الوطنية، حيث ترتبط معارض الكتب بأي دولة في العالم بالهوية الثقافية للدولة، وشعار المعرض لهذا العام "نقرأ لنرتقي" وحالة القراءة بحد ذاتها لم نقصد بها القراءة الورقية فقط بل تشمل الإلكترونية أيضاً والارتقاء بالفكر يكون بفعل القراءة سواء أكانت ورقية أم إلكترونية، ويشمل المعرض هذا العام خمسين جناحاً لدور نشر سورية ويتميز بمشاركة جيدة لدور النشر المتخصصة بكتب الأطفال من خلال 12 جناحاً».

تميز وجوائز

عام بعد آخر نلاحظ تميز دور نشر كتب الأطفال السورية بالجودة والنوعية المقدمة تحديداً بالوسائل التعليمية الحديثة، وجودة صناعة الكتاب، والدقة واستخدام الألوان ووسائل الإيضاح تتفوق على صناعة كتب الأطفال في منطقة الشرق الأوسط، كما يوضح "غانم"، مبيناً أن أحد دور النشر السورية حاصلة على جائزة على مستوى العالم بجودة صناعة القصص المصورة، حيث فازت بالمركز الثالث في مسابقة "نيوفيليكس" في "اليابان".

ويتابع "غانم" بقوله: «تستهدف دور النشر الأطفال منذ الصغر وحتى سن خمسة عشر عاماً، وتتميز بالجودة والتنوع بكل أنواع الثقافة منها: الاجتماعية، الأدبية، الدينية، الحساب والرياضيات، البرمجة، الذكاء الصنعي وتنمية الذكاء عند الأطفال، ويرافق المعرض برنامج ثقافي للطفل نصيب فيه، يتضمن أغاني وموسيقا وندوات موجهة للأطفال وللأهل أيضاً».

غنى وبساطة

"يتفاعل الطفل مع الكتاب الذي يشبهه ويحكي مشكلاته ومغامراته في شخصيات القصّة، علاقته مع الأهل والأصدقاء، وفي المدرسة"، هذا ما تحدثت عنه "ناديا داوود" كاتبة ورسامة متخصصة بقصص وكتب الأطفال فتقول: «قصص المغامرات تشدّ الأطفال بشكل كبير لأن الطّفل بطبيعته يحبّ الاكتشاف وخصوصاً إذا كانت غنيّة بتقديم المعلومة التي تدهشه ولا نستهين بذلك أبداً، فهي على بساطتها ستكون مفتاحاً للبحث والتعمّق بشكل أكبر للحصول على المعرفة.. من المهمّ الابتعاد عن القصص المباشرة التي تقدّم النّصيحة لأنه سيكون لها رد فعل عكسي تماماً بل سيسخر منها، لذا نبحث عمّا يحترم فكرة أن الطّفل مدرِك وذكي بفطرته يحلّل ويقدّم الحلول والرّأي والأفكار، ويستنبط مغزى ما يقرؤه بنفسه».

وتشير إلى أنه لابد من الاهتمام بالكتاب الذي يراعي الجانب الإنساني ولا يتحدث بمثالية فائقة، وذلك حتى نكون صادقين مع الطفل ولا نضعه في عالم غريب عنه، مع ضرورة الابتعاد عن الكماليّة واختيار الكتب التي تتطرق إلى البعد الإنساني كالفقر والجوع واليتم، لتكون قريبة من الواقع المحيط بالطفل، ويكون على معرفة بما يحدث حوله وليس منفصلاً عنه.

وتضيف "داوود": «البحث عن القصص المترجمة عن روايات عالمية خالدة لها أثرها الكبير على الطفل، وكتاب الشّعر مهم ومؤثّر جدّاً، فالقصص الشعريّة تنمّي الذّائقة اللّغوية، ويردّدها الطّفل بشكل يومي ويلحّنها، كما يجب التنوع في اختيار الكتب بين العلوم وقصص الفضاء والحضارات والتاريخ، وقصص الكوميديا التي تقدم الفكرة بشكل مضحك ومرح، فضلاً عن اختيار الكتاب الجيّد رسماً وكتابة، ما يزرع حسّ الجمال الرّوحي والفكري عند الطّفل، وينعكس بشكل كبير في مساره مدى الحياة».

نشير إلى أن اللقاءات جرت بتاريخ 19 تشرين الأول 2022 ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري التي تستمر منذ 12 وحتى 22 تشرين الأول 2022 في مكتبة الأسد الوطنية.