تميز إبداعي بروح الشباب وتكنيك عالٍ في الأداء جعل المتلقي يصفق طويلاً، هذا باختصار ما اكتنف فعاليات "مهرجان السويداء المسرحي" بدورته السادسة، الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا ومديرية الثقافة بالسويداء، والذي أقيم على مدار سبعة أيام في قصر الثقافة وتضمن سبعة عروض مسرحية.

تميز وإبداع

المخرج الأكاديمي الدكتور "أدهم الهجري" عضو لجنة تحكيم المهرجان يقول في حديثه لموقع مدونة وطن:" تميز "مهرجان السويداء المسرحي" بدورته السادسة بثلاث قضايا رئيسة، الأولى أن غالبية العروض قامت على عنصر الشباب في التأليف والإخراج والأداء إضافة للأعمال الفنية من تصميم ديكور وإضاءة وموسيقا ورقصات وغيرها، والثانية حداثة في النص، وتكنيك عالٍ في الأداء وربط الإثنين معاً في رفع ذائقة الجمهور، بجعله يتفاعل وفق طبيعة النص بحيث انتزع التصفيق انتزاعاً، وتأمل بتحليل المشهد والعمل، تاركاً في مخيلته أسئلة عديدة أهمها المسؤولية، والثالثة الإمكانيات المتواضعة التي عمل عليها القائمون على المهرجان لنجاحه بخلق تفاعل بين الجمهور والعرض المسرحي بنشرة إعلامية مواكبة للعرض خلال أيامه السبعة، وربما تكون المبادرة الأولى من نوعها وبإمكانيات جداً متواضعة، مع الاحتفاظ بالجنود المجهولين الذين قاموا بالتبرع في الطباعة".

واثق الخطوة

بدوره يسلط الكاتب والممثل والمخرج المسرحي "مشهور خيزران" عضو لجنة اختيار العروض، على ماهية الأعمال المقدمة ويضيف: "لو أخذنا مثالاً العرض المسرحي "صنع في الجحيم رقم 2"، حيث تميز المخرج الشاب "عمرو ابو سعد"، ما جعل الجمهور أمام مشهد فيه من التناقضات الكثير للوصول الى الهدف المنشود، فهو ليس مخرجاً تقليدياً ولا هو شاب مبتذل لعالم الفن المسرحي كي يدخله مستعطياً بل هو واثق الخطوة في الوصف والتعبير، وهو يدرك ما يفعل في كل خطوة من خطوات عمله، لقد استطاع هذا المخرج" عمرو ابو سعد" بعمله المسرحي "صنع في الجحيم رقم 2"، أن يقدم لنا مشهداً مختلفاً، فهو غالباً ما يهمل الإضاءة والديكور ولكنه يصب جام غضبه على نفسه في النص والإخراج ويتمرد على الواقع باختيار الأداء الذي جسده شابان مبدعان وهما "تاج نعيم وفينوس المغوش"، وقد أصر المخرج أن يجعل الدهشة تكتنف فضاء المسرح، وأن يعيش المتلقي التفكير في منمنمات العمل ليدرك الهدف والغاية".

مديرة الثقافة ليلى ابو فخر

عين الإخراج

المخرج فراس حاتم

المخرج "عمرو أبو سعد" يؤكد أن العرض يذهب باتجاه النظرية الثالثة بالمسرح، والتي تركز على حالة المرسل والمستقبل وحالة القسوة وغيرها، من منطلق حالة واقعية ضمن منهج تجريبي ينتمي للواقعية للحظات، واستخدام نظرية "بيتر بروك" علاقة الممثل بالجمهور، بحيث تناول العرض مشكلة اجتماعية واقعية نفسية من خلال بناء شخصيات خاصة بطريقة الطرح والتعمق بالمشكلة.

ويؤكد "أبو سعد" أن "السويداء" تحتاج هكذا مهرجان لإبراز طاقات إبداعية خلاقة تظهر على خشبة المسرح، تعبر عن نفسها وتخوض تجربة التعايش بغية تطوير الخبرات وتمكين الأدوات.

نقيب الفنانين بالسويداء معن دويعر

انطباعات

سبعة عروض مهمة تمت مشاهدتها خلال فعاليات المهرجان وهي "وصيفنا" من تأليف وإخراج "فراس حاتم"، و"النافذة" وهو من تأليف "إيرينوش ايريدينسكي" وإعداد "خلود المصفي وهاني الأطرش" وإخراج "هاني الأطرش"، وكذلك "ليسيلوت في أيار" وهو من تأليف "جويت بوشغاي" وترجمة واعداد "رامي الملحم" وإخراج "جراز ابو سعد" ، وعرض "نوافذ موصدة" ...وهو من تأليف وإخراج "ثائر حديفة"، وكان العمل الخامس "صنع في الجحيم رقم 2" وهو من تأليف وإخراج "عمرو ابو سعد"، وكذلك "تاء التأنيث الساخطة" وهو من تأليف وإخراج "وليد إياد العاقل"، و"عنترة وهبلة" تأليف وإخراج "حنين البعيني".

وفي هذا السياق تشير "فوز أبو ترابي" أحد حضر المهرجان إلى الأسئلة المتنوعة التي تركتها العروض أمام الجمهور، وهي عروض تستحق الاحترام والمشاهدة في النص والإخراج والأداء.

الحكم والنتيجة

عضو لجنة التحكيم، المخرج المسرحي "رفعت الهادي" رئيس دائرة المسرح القومي بالسويداء، يبين أنه بعد مشاهدة العروض السبعة، ووضع معايير تحكيم من قبل اللجنة المؤلفة من "د. ادهم الهجري، والمخرج حسام شقير"، فقد توصلت اللجنة إلى النتائج التي أعلنتها في نهاية العرض الأخير، بحيث منحت اللجنة جائزة أفضل عرض مناصفة بين: العرض المسرحي "صنع في الجحيم رقم2" من إخراج "عمرو أبو سعد"، والعرض المسرحي "ليسيلوت في أيار" من إخراج "جراز أبو سعد".

وأشادت اللجنة بتميز كل من الفنانين "فراس حاتم" لتميزه في الإخراج، و"وليد العاقل" لتميزه في التقنيات المسرحية "ديكور، إضاءة، موسيقا"، و"هاني الأطرش وسامر عزام فينوس المغوش" لتميزهم في التمثيل.