طوّرت الفنانة التشكيلية "ميرفت الخوري" موهبتها بالرسم، وحققت حضوراً لافتاً في المشهد التشكيلي السوري بموهبتها وأسلوبها الانطباعي الذي تعبر من خلاله عن المشاعر الإنسانية بأنواعها، وامتازت لوحاتها بالبساطةوالاختزال.

مقال مهم:

الملخص: طوّرت الفنانة التشكيلية "ميرفت الخوري" موهبتها بالرسم، وحققت حضوراً لافتاً في المشهد التشكيلي السوري بموهبتها وأسلوبها الانطباعي الذي تعبر من خلاله عن المشاعر الإنسانية بأنواعها، وامتازت لوحاتها بالبساطةوالاختزال.

الطبيعة والمرأة متشابهتان لأن كليهما تعطي من دون توقف، كان لي عمل أخير شاركت فيه في المعرض السنوي الأخير الذي أقامته مديرية الفنون بالتعاون مع وزارة الثقافة في قلعة "دمشق"، بعنوان "نساء" يعبرن عن رفضهن لارتداء ثوب واحد وهو ثوب الألم والحزن والعادات الاجتماعية البالية

عمل دؤوب

"مدونة وطن" تواصلت مع الفنانة التشكيلية "الخوري" التي تحدثت عن موهبتها بقولها: «اكتشفت موهبتي منذ الطفولة في مراحل الدراسة الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية، كنت أرسم وأحب الأشغال اليدوية، إلى أن انتسبت بعد المرحلة الثانوية إلى مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، وعملت بشكل دؤوب على تطوير وصقل موهبتي من خلال عمل استمر ثماني سنوات، ثلاث منها في معهد "أدهم إسماعيل"، وخمس سنوات في المركز الثقافي الروسي في التسعينيات، وبفضل تلك المثابرة انتسبت لنقابة الفنانين التشكيليين في "سورية"، وقدمت حوالي عشرة أعمال على مرحلتين، مرحلة منتسب متمرن ومرحلة أصيل».

من افتتاح أحد معارضها

انقطعت الفنانة "الخوري" عن المجال التشكيلي لفترة دامت حوالي خمسة عشر عاماً، بسبب الالتزامات العائلية كما أشارت، إلى أن قررت العودة في عام 2018، وهي تواصل العمل إلى اليوم مدفوعةً بشغفها للرسم والألوان، حيث يشكل الفن بالنسبة لها فرصة للابتعاد عن هموم الحياة واللجوء للوحة والتعبير عن مخزون كبير من المشاعر والأحاسيس.

مشاركات عديدة

للفنانة عدة مشاركات في معارض جماعية، منها مشاركة في معرض جماعي لطلاب مركز "أدهم إسماعيل" عام 1994 بعنوان "لمسة وفاء لروح الباسل" في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة، ومشاركات في عدة معارض جماعية في المركز الثقافي الروسي، وفي عدة معارض جماعية تكريمية للعديد من الفنانين والمبدعين "فاتح المدرس" عام 1999 في صالة "الخانجي" في "حلب"، "محمد الماغوط" عام 1998 في قاعات الصليب، ومعارض تكريمية للفنان "نذير نبعة"، "نزار قباني"، "الرحابنة" و"فيروز"، ومشاركة في معرض ثلاثي في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة مع الفنانتين "رزان بحصاص" و"رباب عبود" عام 2003.

نقل الواقع "الطبيعة"

وحول آخر المشاركات تقول "الخوري": «شاركت في معرض مرسم "APD" بإشراف التشكيلي "عدنان حميدة" في مدينة "السويداء" عام 2018، وفي معرض الخريف السنوي في "خان أسعاد باشا" لعامي 2019 و2020، ومشاركة في معرض الشباب في المركز "الوطني للفنون البصرية" عام 2020، ومشاركة في المعرض السنوي لجمعية "شموع السلام" عام 2021.. مشاركات في عام 2022 وهي: معرض "الشباب الأول" في صالة "البيت الأزرق"، مشاركة في المعرض السنوي الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية" في صالة "الرواق العربي"، وفي المعرض السنوي الذي أقيم مؤخراً في قاعة "العرش" في قلعة "دمشق" عام 2022».

اللوحة الصغيرة

فيما يتعلق بمعرضها الفردي "اللوحة الصغيرة" تقول "الخوري": «أغلب اللوحات صغيرة لا تتجاوز 30×40 سم، وأكبر لوحة 40×80 سم، حاولت من خلالها إيصال رسالة فرح وسلام وأردت أن تكون لوحاتي نابضة بالحياة، سخّرت فيها كل أحاسيسي في كل موضوع رسمته بشكل خاص من الطبيعة، وعكست فيها نظرتي الخاصة لكل مشهد أراه، كما أنني تقصدت في بعض اللوحات إبقاء مساحة شبه فارغة بحيث تضفي مساحة تنفسية للموضوع تشعر المتلقي بالراحة والقبول، وبلغ عدد اللوحات ثلاثة وأربعين عملاً فنياً انطباعياً».

طبيعة صامتة

وحول المدرسة الفنية التي تفضل اتباعها في رسوماتها تقول: «تأثرت جداً مؤخراً بالمدرسة الانطباعية، وجدت أن هذه المدرسة تشبهني إلى حد كبير، هي مدرسة تعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة، فيها يخرج الفنانون الانطباعيون من المراسم إلى الهواء الطلق، تعتمد على ما يراه الرسام باللحظة نفسها التي يرسم فيها في نفس الزمان والمكان، فيلتقط الفنان الانطباعي التأثيرات اللحظية المؤقتة لضوء الشمس فيرسم المؤثرات البصرية ككل بدلاً من التفاصيل، ما يستدعي الإسراع في إنهاء العمل الفني، ومن أهم الفنانين الرواد العالميين لهذه المدرسة: "كلود مونيه"، "بيسارو" و"مانيه"، "رينوار" و"فان كوخ" والمحليين "ميشيل كرشه" و"نصير شورى" وهي المدرسة الأقرب إلى شخصيتي».

صعوبات

تبين "الخوري" أن هناك تخطيطاً للعمل الفني حسب الموضوع، لكن بالوقت نفسه لا بد من العفوية في العمل والانفعال الصادق في إضفاء مشاعرها على العمل الفني الذي تعتبره تجسيداً لكافة المشاعر من الفرح والحزن والألم، وهو بالنسبة لها عمل مفرح مبهج يبث الأمل عبر الألوان المشرقة.

وترى أن الفنان التشكيلي السوري يواجه صعوبات في تسويق الأعمال المنجزة رغم غزارة الإنتاج الفني السوري، باعتبار "سورية" كانت ولا تزال ولّادة للمواهب، بالإضافة إلى صعوبات في إيجاد فرص عمل لكافة الفنانين الشباب الخريجين، إذ لا بد أن يكون لهم دور بنّاء وفعال في إضفاء الجمال على بلدنا "سورية" وإعادة إعماره وتزيين الساحات والحدائق والأبنية وألوانها.

تتناول "الخوري" في لوحاتها بشكل عام الطبيعة ومواضيع تعبيرية أخرى تعبر عن الألم الإنساني فتقول: «الطبيعة والمرأة متشابهتان لأن كليهما تعطي من دون توقف، كان لي عمل أخير شاركت فيه في المعرض السنوي الأخير الذي أقامته مديرية الفنون بالتعاون مع وزارة الثقافة في قلعة "دمشق"، بعنوان "نساء" يعبرن عن رفضهن لارتداء ثوب واحد وهو ثوب الألم والحزن والعادات الاجتماعية البالية».

صقل وتطور

لم تدرس "ميرفت الخوري" الفن أكاديمياً، لكنه كان بالنسبة لها هواية وغواية، هكذا يتحدث عنها الفنان التشكيلي والناقد "غازي عانا" فيقول: «سعت باجتهاد إلى تنمية تلك الموهبة وصقلها، فتعلّمت على يدّ أساتذة متخصصين، فتطوّرت تجربتها بسرعة، ونجاحها كان بسبب الصدق في الأداء والرغبة في التجريب بتقنيات الرسم، تميزت بعد فترة قصيرة وبعد عدة مشاركات لها في معارض متفرقة والمعرض السنوي، تعرّفت عليها كفنانة ممارسة ومبتدئة ولديها كل الرغبة لمعرفة رأيي بلوحاتها، وكنت دائماً أؤجل الموضوع والكتابة حول تجربتها، حتى أقامت معرضها مؤخّراً في صالة "لؤي كيالي" بالرواق العربي بدمشق وكان مميّزاً».

جرأة وبساطة

ويرى الناقد "عانا" أن لوحات "الخوري" تمتاز بالجرأة والاختزال وتبسيط الأداء الذي يبدو غير متكلّف، وخاصةً بموضوع المنظر الطبيعي وأحياناً في الطبيعة الصامتة، تفرش ألوانها مكتفية بطبقة شفيفة، أو هكذا تبدو للوهلة الأولى، مستفيدة من تناغمات بعض المجاورات على نفس السطح الغني بتنويعاته وغزارة الضوء المنبعث من داخل اللوحة باتجاهنا.

"ميرفت الخوري" -حسب "عانا"- فنانة مبتدئة لكنها مجتهدة على ذاتها الفنية، أثبتت جدارة وحضوراً طيباً، في المشهد التشكيلي السوري خلال فترة قصيرة نسبياً وتجربتها تستحق التقدير والاهتمام.

نشير إلى أن الفنانة التشكيلية "ميرفت الخوري" من مواليد "دمشق" عام 1974، حاصلة على عدة شهادات مشاركة من اتحاد الفنانين التشكيليين، وأخرى من جمعية "شموع السلام" عام 2021، تعمل في مجال التصميم الغرافيكي منذ عام 2000 صممت العديد من البوسترات وأغلفة الكتب وتصاميم متعلقة بزيارة قداسة البابا "يوحنا بولس الثاني" لسورية في أيار عام 2002 وبوسترات لوزارة السياحة وغيرها.. وجرت اللقاءات بتاريخ 24 تشرين الأول 2022.