بعد مرور عام على انطلاقته، تواظب إدارة المعهد العالي للفنون السينمائية على تطوير آلية العمل والتعليم فيه ضمن الإمكانيات المتاحة لها وذلك بدعم من وزارة الثقافة، كما تسعى لاستقطاب مزيد من الخبرات المحلية والعالمية في هذا المجال لرفد الطلاب بالخبرة والممارسة العلمية والعلمي لفنون وعوالم السينما الواسعة.

على الطريق

تم إنشاء المعهد بناء على المطالب الملحة من قبل المهتمين بموضوع الإخراج والسينما، يقول المخرج وعميد المعهد العالي للفنون السينمائية "باسل الخطيب": "يمتلك جيل من الشباب حقيقةً كل المقومات اللازمة كي يتعلموا فنون السينما بشكل أكاديمي، وأُنشئ المعهد تلبية لهذه الاحتياجات وهذا الطموح ولتأمين مكان يصقل فيه الطالب خبراته وتجاربه الأكاديمية ولتأهيله كمخرج أو كاتب سيناريو في المستقبل، المعهد عمره سنة، يوجد فيه قسمان للدراسة "الإخراج السينمائي، والسيناريو والنقد السينمائي"، وحالياً كإدارة نعمل ضمن الامكانيات المتواضعة على افتتاح بقية فروع المعهد التي لها علاقة بالتصوير والمونتاج والإضاءة وغيرها وهذه خطوة مهمة".

دعم الطلاب

ويضيف "الخطيب" : "بدأنا من الصفر، فالبناء يحتاج لكثير من التجهيزات والتقنيات المتطورة ناهيك بالعمل على خطة تعليمية لأربع سنوات لتعليم الطلاب كل ما يخص الإخراج والنقد والسيناريو السينمائي، حيث يتم عمل هذه المواضيع بالدعم والتنسيق مع وزارة الثقافة التي تابعت خطوة بخطوة لتذليل كل الصعوبات، وليبدأ المعهد رحلة إبداعية وجديدة مع الطلاب، تمكن المعهد خلال هذا العام من الحصول على دعم من الدولة لتمويل الأفلام التي يقدمها الطلاب في العام القادم حتى لا يضطر الطالب لدفع تكاليف المشروع التعليمي أو الفيلم، لأنه من المفروض كل عام تقديم فيلم من عمل الطلاب فالافلام مكلفة بحيث استطعنا تأمين جزء من هذه الموازنة، وقد اجتاز الطلاب الاختبار الكتابي والمقابلة وباعتقادي أن الطلاب الذين تم اختيارهم من قبل لجنة الاختبار لديهم الموهبة والكفاءة، وهم يجمعهم الشغف والحب للسينما والرغبة في زيادة معارفهم وصقلها بشكل أكاديمي، والمعهد بحاجة لمزيد من الخبرات التي تدرس هذه التخصصات لذلك تحاول عمادة المعهد استقطاب الكوادر لتقديم إضافة قيّمة للطلاب ونأمل استقدام خبرات من خارج "سورية" لتقديم ورشات عمل لمدة أسبوع أو عشرة أيام، بهدف الاستفادة والاطلاع على التجارب الخارجية، ورغم قلة الكفاءات المحلية في تدريس فنون السينما الا أنها سند بالنسبة لنا ونعتمد عليها بدرجة كبيرة".

عميد المعهد المخرج "باسل الخطيب"

وعن الخطة يشير إلى أن إدارة المعهد قدمت الاختبارات لقسمين السيناريو والإخراج خلال الفترة القصيرة الماضية، وهناك عدد من الطلاب نجحوا فيها، وسيتم تقديمهم للمقابلة الشفهية لتحديد الدفعة الجديدة للمعهد، بالإضافة لوضع جدول تدريسي حتى يتمكن الطلاب من المعرفة والاطلاع على كل ما يهمهم والالتزام بالواجبات المفروضة عليهم.

ما بعد التخرج

نجاح الطالب لا يعني أنه أصبح مخرجاً، يتابع عميد المعهد بالقول: "المعهد يقدم كل ما بوسعه من خبرات ومعارف وتجارب، لكن اذا لم يعمل الطالب على تطوير ذاته وتنمية مهاراته لا يمكن أن يصنع النجاح ورسم طريق التميز، هنالك مخرجون كثر تمرسوا مهنة الإخراج وأصبح لهم اسمهم لأنهم قدموا للمهنة كل شغفهم وحبهم وحياتهم وغير ذلك لا يمكن تحقيق أي شيء فيها، صحيح أن الشهادة المهنية مهمة، لكن الأهم هو اجتهاد الطالب على نفسه".

الدكتورة ميسون علي

سيناريو ونقد

فاتن القتال

تولت الدكتورة "ميسون علي" رئاسة قسم السيناريو والنقد السينمائي في المعهد وتضيف: "أعدُّ هذه المهمة تجربة جديدة وغنية، فالعمل يتم على تأمين كل المستلزمات الأكاديمية والكوادر التدريسية للطلاب، لتجاور كل الصعوبات، كما يسعى المعهد باختصاصاته ليكون مركزاً فنياً وثقافياً على كل المستويات وتأهيل الطلاب بمستوى عالٍ من المعرفة والمهارات، بما يواكب مسيرة الفن السينمائي في المحيطين العربي والعالمي، وتخريج كوادر قادرة على تقديم الجديد والمبتكر تساهم بشكل فاعل ومؤثر في الحياة الثقافية والفنية".

وتتابع بالقول: "ينشط في المعهد قسمان: (الإخراج) و(السيناريو والنقد السينمائي)، والقسمان يتكاملان لأن السيناريو هو اللبنة الأساسية للفيلم ويكتمل من خلال الإخراج وكل العمليات الفنية والرؤية الإبداعية للمخرج، فيما يهدف قسم (السيناريو والنقد السينمائي) إلى إعداد مختصين قادرين على خوض مجال الكتابة الدرامية والنقد السينمائي من خلال مناهج خاصة، والعمل على تطوير القدرات الذهنية والفنية والنقدية للطلاب وتزويدهم بالمعارف النظرية بالتوازي مع التجربة العملية، أي تزويد الطالب بالتجربة الأكاديمية والتطبيقات العملية التي ستساعده على خلق حياة مهنية في مجالي "كتابة السيناريو" و"النقد السينمائي".

بداية موفقة

أنجز المعهد سنة دراسية مميزة عبر قبول نحو 30 طالب إخراج سينمائي و14 طالب سيناريو ونقد سينمائي للدراسة فيه، تقول أمينة المعهد "فاتن قتال": "كان العمل والمتابعة مع الطلاب طيلة السنة ممتعان جداً ونتيجتهما أكثر من رائعة وبدا ذلك منذ الأيام الاولى من الافتتاح، بحضور كادر تعليمي وإداري على قدر عالٍ من المعرفة والكفاءة، أذكر منهم "حسن م يوسف، عبد الغني بلاط، أسامة الخطيب، وضاح الروماني" وغيرهم، وهؤلاء استفاد الطلاب من خبراتهم العميقة ومن نظرتهم العلمية والعملية في عالم صناعة الفيلم".

عملية جماعية

"دخلت المعهد حتى أطور نفسي أكاديمياً واكتساب معارف جديدة" تقول "رند شاكر" من طلاب قسم الإخراج السينمائي في المعهد وتضيف: "اكتشفت من خلال تعاوني مع زملائي الطلاب أن المخرج هو قائد الفريق الجماعي للعمل السينمائي، ولمست مدى أهمية تعاون الطلاب مع بعضهم من خلال المشاريع المقدمة في المعهد حيث كان تبادل الخبرات بين الطلاب على أعلى مستوى واهتمام، سواء من ناحية السيناريو والإضاءة والتصوير وغيرها، أما جانب التواصل مع الكادر التدريسي والإدارة كان مريحاً ومباشراً وقائماً على الود والاحترام لحل أي مشكلة تواجهنا كطلاب، فأساتذة المعهد يمتلكون الخبرة الكافية لنستفيد منها في أي وقت، وفي المشاريع العملية التي قدمناها كان تقييمهم ممتازاً، مع إبداء بعض النصائح لتطوير العمل وللمضي قدماً والمثابرة وإعطاء مزيد من الأفكار والإبداعات المتجددة في الأيام القادمة".