على بعد 15 كم إلى الشرق من مدينة "سلمية" تقع بلدة "بري الشرقي"، تلك البلدة التي كانت من أوائل البلدات التي كان لها نصيب وافر من التعليم، حيث شهدت إنشاء أول مدرسة فيها قبل ما يقارب 80 عاماً.

حرص أهالي البلدة على تعليم أبنائهم، فكانوا يقصدون الشيخ "إسماعيل زينو" لتعلم قراءة القرآن الكريم، وبعدها تكفل إمام الطائفة الإسماعيلية الإمام "سلطان محمد شاه" وعلى نفقته الخاصة ببناء أكثر من 14 مدرسة في "سلمية" وريفها، فكانت مدرسة "بري الشرقي" إحداها والتي بنيت بالعمل الشعبي، ولا تزال قائمة حتى اليوم بعدما تحولت مع الوقت إلى مدرسة للفنون النسوية.

بالتوصيف

يقول الأستاذ "حسين زينو" 1950، وهو المدير السابق لمدرسة الفنون النسوية في "بري الشرقي" : <<تقع المدرسة في الجنوب الغربي من البلدة ولكن بعد التوسع العمراني والنمو السكاني صارت تتوسطها، وهي تتألف من ست شعب صفية بما فيهم الإدارة، ومن دون سور، مع ملحق حمامات، وعمرها الآن يقارب الثمانين عاماً، كانت ولا تزال تستوعب طلاباً من كل القرى المجاورة لها>>.

المدرس المتقاعد ظافر الضمان

ويضيف "زينو" : <<بدأ التعليم في المدرسة من الصف الأول وحتى الخامس، وفي عام 1964 أُحدث فيها مرحلتا الصف السادس والسابع ولمدة سنة واحدة فقط، وفي عام 1965 تم بناء مدرسة أخرى للمرحلة الإعدادية، وفي عام 1990 تم استعمال المدرسة الابتدائية كمدرسة مهنية متعددة للذكور ثم نُقل طلابها إلى "سلمية" عام (1994، 1995)، وكان مديرها آنذاك الأستاذ المتقاعد "حاتم الحلاق"، حيث كان الطالب يدرس فيها لمدة سنتين ويحصل بعدها على شهادة خبرة، وفي عام 1996 تسلمت إدارة المدرسة حيث أصبحت ثانوية مهنية نسوية، يتم التدريس فيها لثلاثة صفوف أول وثاني وثالث ثانوي نسوي، وما زالت قائمة ومفعلة حتى الآن وقد خرّجت الكثير من الطالبات اللواتي أتممن دراساتهن بالمعاهد والجامعات>>.

في الذاكرة

"ظافر الضمان" المولود في "بري الشرقي" 1943 وهو مدرس متقاعد، وحاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة "دمشق" 1973 يتحدث للمدونة عن ذكريات دراسته المرحلة الابتدائية في المدرسة ويقول: <<كنت في الصف الأول عام 1951 وكانت مدرسة "بري" تستقبل طلاباً من قرية "أم ميل" وهي بعيدة 2 كيلو متر، و"بري الغربي" والخفية" و"فريتان" وسلام الغربي" و"الحردانة" و"أبو حبيلات"، وكان أستاذنا في الصف الأول، والثالث الأستاذ "سليم دندش"، والثاني الأستاذ "منجد الشعار" وكيلاً، والرابع الأستاذ "يوسف النجار"، والخامس "علي حسن القطريب"، وكانت آخر دورة لشهادة السادس عام 1955 - 1956 ومن طلاب تلك الفترة الطبيب "نجيب المير سليم" ومن الأساتذة: "سليمان موسى"، "حاتم الحلاق" و"أنعام الحلاق" والمحاميان "أحمد أدريس" و"عيسى الحلاق"، ويعدُّ كل من ("حاتم زيدان وهاشم زيدان وممدوح الضمان وحسن إبراهيم الشعار ومنجد الشعار ومحمد حسون ومحمد علي حيدر وفوزي ونوس") من الذين تلقوا بداية تعليمهم عند الشيخ "إسماعيل زينو" في قرية "المفكر"، ولكن خضعوا للسبر وأكملوا تعليمهم في المدرسة في الصف الرابع أو الخامس ونالوا شهادة السرتفيكا، وأما الفتيات فقد تبرع السيد "حسن" بثلاث غرف صفية لتعليم الفتيات وكانت تأتي المعلمات من "حماة" لتعليمهن ومن أوائل المعلمات "ظافرة الضمان وأمينة زينو">>.

المعلمة ظافرة الضمان

شريط الذكريات

المدير السابق الأستاذ حسين زينو

بدوره يقول "غسان الضمان" وهو موظف متقاعد مواليد "بري الشرقي" 1951: <<في عام 1957 كنت في الصف الأول في المدرسة تلقيت فيها التعليم في المرحلة الابتدائية، وكان مديرها المعلم الراحل "مصطفى هرموش"، ومن الأساتذة "ناظم القدسي" و"فاروق عروان"، ومن الموجهين "محمد الحموي"، وما زال حياً يرزق، فضلاً عن الموجه الراحل "حسن موسى"، والمستخدم "عبد العزيز شربا"، ومن زملائي "علي نصر شتيان"، محمد حسن حديد"، والمعلم المتقاعد نافع الضمان، والمتقاعد "موريس زيدان"، وأستاذ الفيزياء المتقاعد "فاكر حسون"، ومن الزميلات المعلمة المتقاعدة "حياة خدوج"، والمتقاعدة "يسرى زيدان">>.

فيما تشير المعلمة "ظافرة الضمان" 1961 إلى أن أجمل ما كان يميز المرحلة الابتدائية هي لباس الصدرية البيج.. كان الدوام نصفياً صباحاً وهناك حصص بعد الظهر بسبب أعداد الطلاب الذي يفوق استيعابها، وفي عام 1967 بدأت المرحلة الابتدائية، وكانت معلمتي الراحلة "سعاد عيسى"، وفي الصف الثالث المعلمة الراحلة "نافلة مجر"، وفي الصف الرابع والخامس والسادس الأستاذ الراحل "محمد عوض مرة"، ومن زميلاتي المعلمة "فداء حديد"، والمعلمة الراحلة "مجدلين عبود" بعد دراستهم أهلية التعليم الابتدائي، وزميلي "محمد خضر مرة"، الذي أصبح أستاذاً جامعياً في العلوم الطبيعية، وبعده تخرج العديد من الأجيال الذين أكملوا تعليمهم من أمثال الدكتور "منهل حبيب" والدكتور الصيدلي "غطفان حيدر"، الدكتورة الصيدلانية "صوفيا عيسى"، والكثير من الضباط وصف الضباط الذين خدموا الوطن، والمعلمين والمعلمات الذين أدوا رسالة التعليم بكل عطاء ومحبة وما زالت المدرسة تلبي حاجة المجتمع المحلي في التعليم.

أجري اللقاء في 1 أيلول 2022.