ملف فيديو:

ملف صوت:

مقال مهم: منذ أن دخل عالم الالكترونيات والكهربائيات، في مرحلة مبكرة من حياته، اشتغل "صالح محمد الحسين" من منطقة "القامشلي"، على نفسه وطوّر أدوات عمله وإمكانياته، حتّى وصل إلى مرحلة الابتكارات، وبات يعد أحد أبرز العاملين في هذا المجال، وأهم ما صنعه اختراعه في مجال التبريد.

هناك أسر كثيرة تحتاجه ولا تملك ثمنه، وأجد ذلك ضرورة لمنازلهم، طبعاً لا أحصل إلا على قيمة المواد، فأنا اعتبر ذلك زكاة عملي، هذا العنوان في حياتي وفي كل أعمالي ضمن مجال الكهرباء والالكترونيات، أي شخص يحتاج خبرتي ومساعدتي أقدمها دون مقابل، أغلب الأحيان أنجز الأعطال عبر شبكة الهاتف إذا كان العطل في منطقة بعيدة

تكييف وتبريد

تصدى "الحسين" هذا الصيف إلى إنجاز ما يخدم الأهالي، خاصة أبناء الريف، فعمل على اختراع مكيف يعمل على البطارية والطاقة الشمسيّة، يقول عن اختراعه في حديثه مع مدونة وطن: «بحثت عن عمل يحتاجه الناس، فوجدت أن التكييف والتبريد مهم في هذا الصيف الحارق، وهي فكرة راودتني منذ فترة، وبعد جمعي للمواد الضرورية، قمت بتطبيق أكثر من نموذج، في النهاية اعتمدت نموذجاً يشتغل على الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تشغيله على بطارية صغيرة تشتغل مدة ست ساعات، وهذا المكيف خفيف لا يتجاوز وزنه 3 كغ، يكون متنقلاً ومفيداً لمرضى الربو، بحيث يشتغل دون إطفائه، ويمنع إدخال الأتربة عند العواصف الترابية التي تضرب المنطقة كثيراً في الصيف».

هدفه ابتكار ما يحتاجه الناس كهربائياً

المكيف الذي صنعه "الحسين" مُجرّب وعملي، وله عدة أحجام، وبهذه الطريقة التي تشتغل خاصة على الطاقة الشمسية غير مسبوق الإنجاز، فكل عشرة مكيفات تحتاج 1 أمبير فقط.

ويبقى الجاني الإنساني والاجتماعي هو الأهم ويضيف: «هناك أسر كثيرة تحتاجه ولا تملك ثمنه، وأجد ذلك ضرورة لمنازلهم، طبعاً لا أحصل إلا على قيمة المواد، فأنا اعتبر ذلك زكاة عملي، هذا العنوان في حياتي وفي كل أعمالي ضمن مجال الكهرباء والالكترونيات، أي شخص يحتاج خبرتي ومساعدتي أقدمها دون مقابل، أغلب الأحيان أنجز الأعطال عبر شبكة الهاتف إذا كان العطل في منطقة بعيدة».

مكيفات تعمل على الطاقة الشمسية

أنسنة العمل

اختراع المكيف كان واحداً من اختراعات كثيرة سبقته، فقد ابتكر غطاس ماء يعمل على البطارية يستطيع رفع المياه حتى ثمانية أمتار، وحالياً يقوم بالتجريب ليصل إلى الطابق الرابع، وقبل عدّة سنوات قدم مشروعاً الكترونياً مهماً إلى وزارة التربية، ويعمل حالياً على إنجاز تشغيل الطباخات الليزرية على البطارية، والمنزل على لوحين فقط من ألواح الطاقة، إلى جانب عمله على تصنيع مدافئ توفيرية.

يتحدث "صالح" عن الجانب الإنساني في مجال عمله: « هذا الأمر يومي، ليس مع أسر منطقتي فقط، هناك أسر كثيرة تتواصل معي من المخيمات، أرسل لهم طريقة التبريد عبر مقاطع الفيديو، فهم يشكون من درجة الحرارة المرتفعة، تواصلوا معي من مدن "حماة، دمشق"، يستفسرون عن طريقة تصنيع مكيف التبريد على الطاقة، قدمت لهم الطريقة بالتفصيل، والمساعدة والتعاون حتّى وصلت الفكرة بدقة، وغيرها من الأفكار والمساعدة تصل لأي شخص كان، دون مقابل، هدفي خدمة أبناء بلدي مهما يكن موقعه ومسكنه، مشروعي للناس».

مزايا

ذاع صيت الاختراعات التي قدمها "الحسين" في المنطقة حتى بات مقصداً لأبنائها ومنهم "عباس حمندي" الذي جاء من قريته الريفية التابعة لمدينة "القامشلي"، إلى مكان عمل "صالح الحسين" بهدف الاستفادة من مشروعه الخاص بالتبريد.

يقول "حمندي" : «بعض قرى الريف تعاني من نقص في الكهرباء، وهذا المكيف قيمته وأهميته كبيرة جداً، له مزايا كثيرة، خفيف ويُحمل بيد واحدة، سعره مناسب وأقل من السوق، يمكن وضع المكيف ونقله من مكان لآخر بسهولة.. والأهم هذا الجانب الخيّر والإنساني في شخصية "صالح"، تواصلنا معه بشكل دائم، فهو يبحث دوماً عن أعمال كهربائية والكترونية تخدم المنطقة وأهلها».

"صالح الحسين" من مواليد "القامشلي" 1977.