بهدف تأمين مساحة آمنة وجعلها ملاذاً للنساء والفتيات، افتتحت جمعية البر والخدمات الاجتماعية في "القامشلي"، دورات تعليمية مجانيّة في اختصاصات مختلفة، بهدف تمكين النساء من إدارة أنفسهن وجعلهن مستقلات مادياً وقادرات على مجابهة ومواجهة تحديات الحياة، والأهم لتثبت المرأة أنها جزء مهم في هذا المجتمع.

قصص نجاح

المشروع ذو فائدة كبيرة للنساء المحتاجات، خاصة ممن تعيل أسرتها، كما هي الحال مع "نعمت حج إبراهيم" فتعليمها مهنة الخياطة في المشروع، خفف عنها أعباء الأسرة، ومكنها من إعالة أسرتها حسب كلامها.

بالنسبة لدورات التدريب المهني هناك الحلاقة النسائية، والخياطة، أما دورات التقوية فتشمل مهارات قيادة الحاسوب ICDL، بالإضافة إلى دورة الإسعاف الأولي والتمريض وإعادة تدوير الألبسة، بالإضافة إلى أنشطة ترافق تعليم الدورات، فقد خصص نادٍ رياضي للنساء خاص باللياقة البدنية والتنحيف، مع جلسات ترفيهية ومسابقات وجوائز، وجميع الخدمات مقدمة مجاناً

"نعمت إبراهيم" عانت مرارة الحرب مضاعفة، وكانت بحاجة ماسة لعمل قريب منها، تقول عن ذلك: «سمعتُ عن المركز والمشروع صدفة، اتجهتُ إليه مباشرة، وكان السبب في إنقاذي وتخفيف حدة وضعي المادي الصعب، فأنا المعيلة الوحيدة في المنزل، خضعتُ لدورة الخياطة في المشروع، وبعد نهاية الدورة أتقنت كل التفاصيل، وتطور أدائي على ماكينة الخياطة، وأصبحت أعمل في المنزل لأساعد أسرتي بتأمين لقمة العيش، طبعاً مع الحفاظ على جودة العمل، وإرضاء الزبائن، فمن الضروري تطوير الإمكانات حتى مع نهاية الدورة والتخرج، فالمهن تحتاج دوماً لأن يطور الشخص نفسه».

دورات الحاسوب

ثمة شبه بين ظروف "ناريمان حسين" وزميلتها "نعمت"، خاصة من ناحية النزوح والمعاناة المادية، فكان قرارها أيضاً التعلم في جمعية البر والخدمات الاجتماعية، واختيار مهنة من مهنها المختلفة.

"ناريمان عبد الله حسين" ابنة الـ32 عاماً، فرضت عليها الحرب أن تنزح هي وأسرتها من بلدة "رأس العين" باتجاه مدينة "القامشلي"، وقد وجدت ما يناسبها لتساعد أسرتها في المشروع المذكور.

دورات مختلفة

تقول "ناريمان" : «بالإضافة إلى النزوح لدي طفل مريض، كنت بحاجة لعمل ما، وجدتُ على صفحات التواصل الاجتماعي خبراً عن دورات تعليمية مهنية مجانية في الجمعية، تم اختياري لمهنة الحلاقة النسائية، وهذه مهنة كانت حلمي منذ الصغر، تابعت الدورة لستين يوماً، رفقة أطفالي حيث توفر الجمعية روضة خاصة بالأطفال لمن لا يمكنها الاستغناء عن أطفالها في المنزل، وهذا الأمر في غاية الأهمية أيضاً».

مساحات آمنة

تخضع العديد من النساء والفتيات لدورات تعليمية بمهن مختلفة، ضمن جمعية البر والخدمات الاجتماعية في القامشلي، كانت الفائدة منها مهمّة وذات قيمة كبيرة لتلك النسوة، خاصة وأن بعضهن تخرجن وخرجن للحياة للعملية حسب كلام "هبة الخالدي" مديرة المشروع التي تحدثت عن تفاصيله خلال حديثها مع المدوّنة بالقول: «مشروع مساحات آمنة وصديقة للنساء والفتيات ينفذ بتعاون مشترك بين جمعية البر والخدمات الاجتماعية وصندوق "سورية الإنساني"، نهدف من المشروع لتمكين المرأة من خلال حصولها على استقلالية اقتصادية، من خلال المهن التي تمّ اختيارها، ويمكن لها بعد ذلك الاعتماد على نفسها في إدارة شؤون أسرتها، وبالتزامن مع الدورات المهنية، هناك دعم نفسي لها من خلال مختصين في المجال النفسي، إلى جانب أنشطة ترفيهية».

صالة رياضية

بالأرقام

تتضمن الدورات حسب كلام مديرة المشروع، مختلف المهن التي تحتاجها المرأة، وتناسب واقعها في المجتمع، وتضيف "الخالدي": «بالنسبة لدورات التدريب المهني هناك الحلاقة النسائية، والخياطة، أما دورات التقوية فتشمل مهارات قيادة الحاسوب ICDL، بالإضافة إلى دورة الإسعاف الأولي والتمريض وإعادة تدوير الألبسة، بالإضافة إلى أنشطة ترافق تعليم الدورات، فقد خصص نادٍ رياضي للنساء خاص باللياقة البدنية والتنحيف، مع جلسات ترفيهية ومسابقات وجوائز، وجميع الخدمات مقدمة مجاناً».

وتشير "الخالدي" إلى أن مئات النسوة استفدن من تلك الدورات، هناك أرقام خاصة بهن، فمنذ بداية العام وحتى نهاية شهر حزيران استفادت 480 فتاة وامرأة من دورات الخياطة، و341 متدربة استفادت من الحلاقة النسائية، أما مهارات الحاسوب فالمستفيدات 496 متدربة، ومستفيدات التدبير المنزلي 269 متدربة، و398 متدربة استفدن من الإسعاف الأولي، و427 مستفيدة في صالة النادي الرياضي.

زارت مدونة وطن "eSyria" المشروع في مقر جمعية البر والخدمات الاجتماعية، واجرت اللقاءات بتاريخ 8 آب 2022.