لم تمنعه ظروف الحرب الصعبة التي عاش تفاصيلها، من مواصلة تقديم المبادرات التربويّة المجانيّة، فقد استمر المدرّس "عمر عبد الكريم عبد الله" بإعطاء الدروس تطوعاً وحبّاً في كل المدارس التي علّم فيها وتنقل بينها في عدد من المحافظات.

بدأ "عبد الله" مسيرته التربوية عام 1999 معلماً نشيطاً، لا يعرف الملل، اعتاد المثابرة وروح المبادرة، صنع لنفسه اسماً بين المتميزين، نال الكثير من الثناءات، أجاد فن الإدارة عند استلامها، ويتقن الأسلوب المثالي في قيادة الشعبة الصفيّة.

الأستاذ "عمر عبد الله" مدرس رافق طلابه أكثر من مرة إلى المركز الثقافي للاطلاع على أقسامه ونشاطاته، وفي الآونة الأخيرة شكل نادياً ثقافياً للقراءة والمطالعة، حيث يرتاد وطلابه قاعة المطالعة في زيارات دورية للقراءة والمناقشة، يعد مثابراً ومجتهداً ومحباً للعلم والعلوم

المعلم والمدير

اهتم "عبد الله" بالمشاركات المختلفة في دُور التربية في زمن مبكر من دراسته بالمرحلة الابتدائية، تدرّج بها طوال مراحل الدراسة: «كنتُ أشارك بمختلف الأنشطة الفنية والأدبية، بدءاً من دراستي الابتدائيّة، وقفتُ على خشبة المسرح كممثل، شاركتُ في معسكرات ومخيمات ثقافية ضمن المحافظات السوريّة، بدءاً من تلك المرحلة حصلتُ على ثناءات وشهادات تقدير من المؤسسات التربوية والمنظمات، كما كنتُ منشطاً موسيقياً في عديد المعسكرات أثناء دراستي، طبعاً بالتزامن التزمت بدراستي وأشاد مدرسيّ باجتهادي وتميزي».

مع طلابه في المركز الثقافي

كان تلميذاً وطالباً ولم يتردد بتقديم المساعدة لزملائه في الدروس، بل أن منزله كان مقصداً لكل من يبحث عن العلم، ويضيف: «شبهوا منزلنا ببيت تعليمي مجاني، أنا وأخواتي المعلمات كنا نستقبل طلاب الجيران لمساعدتهم في أي مادة تعليمية يجدون فيها صعوبة، علماً أنني كنت طالباً حينها، بعد تخرجي من أهلية التعليم، تنقلت في المدارس كمعلم ومدير أو معاون، حصلتُ على أربع بطاقات شكر من مديرية تربية "حلب"، لتميزي في مجال النشاط التربوي، وبطاقة من نقابة معلمي "حلب"، فقد أعدت إحياء الحقل الزراعي بالمدارس، وصنعت في كل مدرسة حديقة، مزينة بزراعة الورود والعشب الصناعي ومختلف الأشجار، تسقى وتزرع بأيدي الطلاب، نتيجة ذلك افتتحنا معرضاً للزهور، وأعدت التعليم الريفي في مدرسة "عين العرب" الريفية، قمتُ بتعاون جميل مع مجالس البلديات وروابط الفلاحين، بتأمين الأغراس والتراب والمياه، نتيجة ذلك كانت بطاقات الشكر».

محطات وتكريم

من الثناءات التي حصل عليها "عبد الله" من تربية "حلب" عندما غامر باصطحاب طلابه في الشهادتين من منطقة "عين العرب" لتقديم الامتحانات في مدينة "حلب" عام 2014، حقق للطلاب حلمهم بالمتابعة والتحدي، بالتزامن كان يتابع تعليمه الجامعي، بنيل الإجازة في اللغة العربية عام 2012.

مكرم من قبل مديرة تربية الحسكة

خلال عام نزح لأكثر من محافظة، عانى ما عاناه، ويقول : «نزحتُ من "عين "العرب" إلى مدينة "حلب" ومنها إلى "اللاذقية"، بعدها إلى العاصمة، ثم كانت لي وقفة في مدينة "دير الزور"، قدمت مبادراتي التعليمية المجانية لأبناء المعلمين وذوي الشهداء، رغم الحصار الخانق، وفي عام 2015 كانت رحلتي إلى مدينة "القامشلي" حيث بقيت إلى هذه اللحظة، أساهم بإنجاز الأنشطة المختلفة والإشراف عليها، دورات تعليمية مجانية، خاصة قبيل امتحانات الشهادتين، واختبارات مدارس المتفوقين، أكرّم بشكل تطوعي الطلاب المتفوقين والمتميزين، وأشرف على إنجاز المسابقات الثقافية والتربوية، عام 2020 أعلنت عن مبادرة اسمها تعليم أبناء سورية عبر شبكة الواتس آب لتعليمهم اللغة العربية، نتيجة انتشار وباء كورونا، وكانت الفائدة للمئات».

كُرّم المدرس "عمر عبد الله" من قبل مديرة تربية "الحسكة" عام 2021 لأنشطته ومبادراته، كما كُرّم من قبل إدارة مدرسة "السلام" الخاصة في "القامشلي"، وجرى تكريمه من قبل مؤسسات تعليمية خاصة ومواقع إلكترونية تعليمية، شارك في مخيمات شبابية بين "سورية ولبنان" وكان مشرفاً في الملتقى الثقافي العربي الذي أقيم في "اللاذقية"، وكان منشطاً في معسكرات الطلائع والشبيبة لأعوام عديدة، واتبع عدّة دورات تربوية.

نادٍ ثقافي

أسس المدرس مؤخراً نادياً ثقافياً للتشجيع على القراءة، بالتنسيق مع المركز الثقافي في "القامشلي"، لمختلف الفئات العمرية، بمرافقة طلابه لمكتبة المركز.

وتقول مديرة المركز "فائزة القادري": «الأستاذ "عمر عبد الله" مدرس رافق طلابه أكثر من مرة إلى المركز الثقافي للاطلاع على أقسامه ونشاطاته، وفي الآونة الأخيرة شكل نادياً ثقافياً للقراءة والمطالعة، حيث يرتاد وطلابه قاعة المطالعة في زيارات دورية للقراءة والمناقشة، يعد مثابراً ومجتهداً ومحباً للعلم والعلوم».

"عمر عبد الله" من مواليد "عين العرب" 1979، وقد أجرت مدونة وطن اللقاء معه بتاريخ 27 أب 2022.