نبتت البذرة الأولى لفريق "فضاء حمص الثقافي"، قبل الحرب على "سورية" وتحديداً عام 2010، لكن الفريق سرعان ما توقف بشكل قسري خلال الأحداث، ثم ما لبث أن عاد للحياة مجدداً بعد استقرار الأوضاع، ونهض بقوة وقدم العديد من المبادرات بوجود العديد من الكفاءات سواء في المسرح أو الموسيقا والأدب، وعمل خلال السنوات الماضية على تنظيم العديد من الأنشطة والمبادرات الثقافية والتطوعية، التي ساهمت في إعادة الحياة لكثير من أحياء وحدائق المدينة.

حدائق حمص العدية

الممثل والمخرج المسرحي "سامر إبراهيم أبو ليلى" يضيء في حديثة للمدوّنة على انطلاقة الفريق ومحطات العمل ويقول: «أسست الفريق في عام 2010، مع مجموعة من أصدقائي، وكان مُحتضناً من قبل "الأمانة السورية للتنمية"، لكن عمل الفريق توقف عام2011 بسبب الحرب على "سورية"، حيث حاولت في عام 2015 -بعد توقف الأحداث- أن أبعث الحياة فيه من خلال القيام بالعديد من المبادرات والمشاريع الثقافية والمسرحية وتلك المتعلقة بالشأن المجتمعي، ومن المبادرات التي قمنا بها: "ريبرتوار حمص المسرحي"، الذي تضمن نقاش نصوص مسرحية وتقديم مشاهد، بالتعاون مع مديرية الثقافة، واستمرت المبادرة مدة عام واحد، أيضاً وفي عام 2015 قمنا بمبادرة بعنوان "حدائق حمص العدية"، الغاية منها تحويل منطقة مهملة، ومكب للنفايات، لحديقة مهمة في حي ضاحية "الوليد"، وهذه المبادرة تطورت وكان لها أكثر من تحديث، ثم عدنا للتعاون مع بعض الجمعيات والمنظمات، وأقمنا فيها احتفالية بمناسبة عيد "الطفل العالمي"، ولاحقاً أقمنا مع شركة "mtn" فعالية زرعنا فيها الأشجار والنباتات، ونتج عنها أيضاً منحوتة للأطفال، ومقاعد للأهالي».

تطوعت في مشروع " فضاء حمص الثقافي"، حيث يتمحور عملنا حول فكرة ضرورة التعاون بيننا، لإيصال فكرنا وثقافتنا، وفكرة العمل في الحديقة مميزة..

في الهواء الطلق

ويتابع "أبو ليلى" حديثه بالقول: «توّجَ الفريق مبادراته بمبادرة بعنوان "حمص يا دار السلام"، وهي قيد التنفيذ برعاية مجلس المدينة، وذلك بتحويل جزء من الحديقة، لمسرح في الهواء الطلق، وتم فيها إنشاء منصة للأعمال الفنية، وسور تجميلي مع لوحات جدارية، وسيتم افتتاح المسرح بعد حوالي الشهر، والغاية منها زرع قيمة المحبة والجمال لدى هذا الجيل وتعزيز روح المواطنة».

الممثل المخرج سامر إبراهيم أبو ليلى خلال عمله

وتتألف إدارة الفريق حسب قوله، من ستة أشخاص من اختصاصات متنوعة، مسرحيين وموسيقيين وخريجين جامعيين من كلية حقوق والأدب الإنكليزي، وجميعهم من المهتمين بالأدب والثقافة والفن، إضافة إلى 40 متطوعاً من فئة الشباب في الفريق، يشاركون في العمل، من كل أحياء "حمص"، أغلبهم طلابٌ جامعيون، وعادةً ما تكون المبادرات برعاية مديرية ثقافة "حمص"، أو مجلس المدينة، أو المحافظة.

متطوعون

بدورها تشير خريجة الأدب الإنكليزي والممثلة المسرحية "سلام خضر" ، إلى أنها بدأت مشروعها الفني المسرحي مع المخرج "سامر إبراهيم" في عام 2003، حيث كانت لا تزال طالبة في الجامعة، قام "إبراهيم" بتطوير أدواتها كممثلة عاماً بعد عام، لتزداد خبرتها ومهاراتها.

الممثلة المسرحية سلام خضر أثناء أحد الأدوار

تقول "سلام": «تطوعت في مشروع " فضاء حمص الثقافي"، حيث يتمحور عملنا حول فكرة ضرورة التعاون بيننا، لإيصال فكرنا وثقافتنا، وفكرة العمل في الحديقة مميزة..».

أما مهندس "البترول" والممثل "حسن الرضوان" المتطوع في "فضاء حمص الثقافي" فتحدث عن دوره، قائلاً: «بدأت بدخول العمل المسرحي من خلال دورات إعداد ممثل بإشراف المخرج "أبو ليلى"، في معهد الثقافة الشعبية، وقد شاركت بأكثر من عرض مسرحي منها "يوم المسرح العالمي"، وجلسات الثقافة الأسبوعية.. وأنا آتي دائماً إلى هنا لأنني أشعر بأن المسرح يحتاج لمساحة خاصة في حياتنا، لنحقق ذاتنا، لنقوم بعمل مهم، وأن نرى العالم بعيون أخرى، وأن يرانا العالم بطريقة مختلفة، وقد عزز الفريق لدي روح الجماعة، وأعطاني ثقة بنفسي، وأضاف لي الكثير نفسياً واجتماعياً، لأتلمس دربي حيث لم يلزمني عملي أن أبقى بين الجدران، بل زادني عمقاً ومعرفة كيف أتعامل مع العالم الخارجي».

الممثل المسرحي حسن الرضوان