منذ تأسيسها عام 2002 عملت جمعية "أنيس سعادة الملائكية" على تخفيف معاناة أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة "مشتى الحلو"، ومن ثم توسعت لتشمل المناطق المجاورة "صافيتا والدريكيش حتى طرطوس".

مستمرة وبالمجان

يقع مقر الجمعية في قرية "كفرون سعادة"، وهي إحدى القرى التابعة لناحية "مشتى الحلو" في محافظة" طرطوس"، وكان لمدونة وطن حوار خاص مع مدير المؤسسة "جميل صباغ" الذي أشار بشكل خاص إلى اهتمام الجمعية بذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم جميع وسائل العناية الطبية والعلمية والاجتماعية لهم، من خلال تأمين أطباء للإشراف العام على وضع الطفل الصحي، وتأمين الكراسي المتحركة والأدوية وغيرها، ورفد الجمعية بسيارة إسعاف مجهزة بشكل كامل، إضافة إلى دعوة أساتذة لمعظم المواد الرئيسية لتدريس الأطفال، مبيناً ان هذه الخدمات ما زالت مستمرة وبالمجان منذ تأسيس الجمعية وحتى تاريخه.

شراكة وتشبيك

ويضيف "صباغ" بأن الجمعية وقعت اتفاقية شراكة مع منظمة اليونيسيف عام 2013، "كنا عبارة عن فريق جوال يقدم مجموعة من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ومقدمي الرعاية في منطقة "مشتى الحلو" ومحيطها، وفي عام 2014 قدمت الجمعية خدمات المعالجة الفيزيائية للمرضى في مركز العلاج الفيزيائي داخل الجمعية، حيث جرى تقديم أكثر من 12 ألف جلسة علاج منذ تأسيس المركز و حتى الآن مجاناً".

فريق مشروع أمل

ويشير "صباغ" إلى الأنشطة التي تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والتي تركز على تنمية شخصية الطفل معرفياً، وتنمية المهارات لتجاوز التحديات التي عاشها أو يعيشها في بيئة آمنة، حيث تحاول مجموعة من مدربي الجمعية تأمينها حسب تقنيات الدعم النفسي، بالإضافة إلى التوعية من العنف الاجتماعي للأطفال، كما يقدم نظام حماية الطفل برنامجاً لمقدمي الرعاية القائم على تزويد الأهالي بمجموعة من المهارات للتعامل مع الأطفال، ومهارات الرعاية الذاتية، ولدعم تحقيق الشراكة الحقيقية مع جميع أفراد المجتمع يتم الاحتفال بمجموعة من المناسبات في أيام عالمية مفتوحة.

ويعرح "صباغ" خلال حديثه على خدمات التدريب المهني، والتي تتم مع مدربين مختصين من ذوي الخبرة في مختلف المجالات المهنية التي تناسب أعمار الأطفال.

التدرب على مهارات الحياة

ويختتم رئيس الجمعية حديثه بالتأكيد على الاستمرارية في العمل والرغبة في التوسع بالنشاطات، لتشمل تطوير المركز ضمن أسس متقدمة، خاصة فيما يتعلق بالأطفال ذوي الإعاقات، بالإضافة إلى طموح تأسيس مأوى للعجزة ضمن الإمكانيات المتاحة.

رعاية ودعم

وحول المشروعين اللذين تم تنفيذهما بين جمعية "أنيس سعادة" واليونيسيف، يقول منسق برنامج نماء ومشاركة اليافعين والشباب في مشروع أمل "وسيم طيار": "المشروع الأول هو مشروع الحوالات النقدية لأسر الأطفال الأشد إعاقة، وتم تنفيذه منتصف عام 2018، واستهدف 10 إعاقات شديدة تم اختيارها من قبل اليونيسيف والجمعية ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ويعمل على تقديم الخدمات الضرورية لهم والتي تقسم إلى شقين، الأول هو الحوالات النقدية التي تصل لأسر الأطفال مباشرة من قبل اليونيسيف وبشكل شهري، و هذا ضمن (قسم الحماية الاجتماعية)، والشق الثاني هو إدارة الحالة (قسم حماية الطفل)، ويتضمن زيارات دورية من قبل مديري الحالة في المشروع وعددهم 21 مديراً، وكل مدير مسؤول عن عدد معين من الأطفال، يقوم بزيارتهم مرة واحدة على الأقل شهرياً لتلبية احتياجاتهم من قبل الجمعيات والمنظمات والجهات العاملة بمجال الإعاقة والمتبرعين عن طريق التشبيك مع هذه الجمعيات وتبادل الخدمات، ويبلغ عدد الأطفال المستفيدين من هذا المشروع 1450 طفلاً، استلموا حوالات نقدية وقُدمت لهم خدمة إدارة الحالة المتمثلة بالعناية الطبية والأجهزة الخاصة بالإعاقة والعمليات الجراحية، وفي بعض الأحيان يتم تقديم مساعدات غذائية وخدمات تعليمية من خلال تحويلهم إلى مدارس أو معاهد خاصة تعنى بوضعهم".

التدريب على مهنة الكوافير

أمل 2

المشروع الثاني حسب "طيار" هو مشروع "أمل 2"، الذي بدأ في شهر تشرين الثاني عام 2021، ويقسم إلى قسمين هما قسم حماية الطفل وقسم نماء ومشاركة اليافعين والشباب.

ويبين "طيار" أن قسم حماية الطفل يتضمن جلسات دعم نفسي اجتماعي للأطفال من عمر 6 إلى 18 عاماً، وهو يتوجه للأهالي ببرنامجه GBV الذي يقوم على مكافحة العنف الاجتماعي، أما قسم نماء ومشاركة اليافعين والشباب فيستهدف الفئات العمرية بين 10 حتى 18 عاماً والشباب من 18 حتى 24 عاماً، ويتضمن برنامج تدريب مهارات الحياة، من خلال مدرب مختص يدعم أنشطة وأهداف معينة تفيد اليافع أو الشاب بتنمية شخصيته وتحديد أهدافه المستقبلية، ويتم التدريب المهني حسب الفئة العمرية أيضاً، ويعنى بالتدريبات اللغوية والكمبيوتر والأنشطة الرياضة وجلسات التوعية لليافعين والمراهقين والشباب، وهناك تدريبات مهنية تتيح لهم الدخول في سوق العمل من سن 15 وما فوق.

ويضيف "طيار" : "يوجد في مشروع نماء ومشاركة اليافعين والشباب "المبادرات الشبابية"، وهي ختام تدريب مهارات الحياة، نحاول في هذه المبادرة إعطاءهم دوراً في حل مشاكلهم ضمن البيئة التي يعيشون بها بطرح اقتراحاتهم وتنفيذها بأنفسهم".