أسبابٌ عديدة، يُمكن الكلام عنها، في شرح صعوبة أو عدم الحصول على فرصة عمل، يبحث عنها أصحاب الشهادات الجامعية، وما يفوقها علمياً، لكنّ غياب المهارات الرقمية المطلوبة لسوق العمل، يتجاوز كونه سبباً رئيسياً هنا، ليصبح إشكاليةً حقيقية، تتفاقم سريعاً، مع ازدياد استخدامات التكنولوجيا حولنا، بدءاً من تسديد الفواتير عن طريق الانترنت، وليس انتهاءً بمتابعة الأخبار حول العالم.

تُعرّف المهارات الرقمية (Digital Skills) بأنها "مجموعة قدرات وكفاءات لازمة لاستخدام الأجهزة الرقمية وتطبيقات الانترنت، من أجل الوصول إلى المعلومات وإدارتها بشكلٍ مثالي، مع إنشاء محتوى رقمي، تُمكن مشاركته بفاعلية، إلى جانب التواصل مع الآخرين لحل المشكلات المختلفة". وفي هذا السياق، تعد رخصة القيادة الدولية للحاسوب ICDL، وهي اختصار لـ International Computer Driving Licence الأكثر انتشاراً بين الشهادات المعلوماتية المتعلقة بمستخدمي الحاسوب، والأكثر طلباً في سوق العمل.

في سورية، كما في العديد من الدول، اعتُمدت هذه الرخصة على أنها معيار للمعرفة المعلوماتية، لكونها شهادة دولية ترعاها اليونسكو، إضافةً إلى أنها مُكافئة لشهادة الرخصة الأوروبية لقيادة الحاسب الآلي ECDLوالتي تقدمها ECDL Foundation الهيئة المانحة للشهادة، والمعنية بتعريب المناهج المعتمدة في تدريس برنامجها، بموازاة تعريب البرنامج الالكتروني الخاص بامتحانها، لتسهيل الحصول على الشهادة في البلدان غير الأوروبية.

نحو تلبية احتياجات سوق العمل

وقّعت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية عقداً مع Foundation ECDL يجعل منها الوكيل الوحيد الممثل لها في سورية، فيما يتعلق بشهادة ICDL، ويتضمن ذلك الترويج لبرنامجها، ومنح الاعتمادية للمراكز التدريبية الامتحانية لهذه الشهادة، كذلك الإدارة والإشراف على الامتحانات الخاصة بها، ومنذ عام 2003 اعتُمدت الشهادة الدولية لقيادة الحاسب في سورية، عبر عددٍ محدود من المراكز، ازداد عددها وانتشارها مع الزمن.

في المجال ذاته، اهتمت الجمعية بالشراكة مع المعنيين من مدربين وخبراء ومؤسسات، لرفع الكفاءات والمهارات الرقمية المطلوبة في سوق العمل، فبدأت عام 2013 ، شراكة مع "شركة سبيكتو"، وكيل ICDL، والمسؤولة عن إدارة برنامجه في الشرق الأوسط، كانت نتائجها ظاهرة، يقول عنها رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس "محمد حسان النجار": استطعنا إلى اليوم منح 200 ألف رخصة معتمدة في قيادة الحاسوب، بمتوسط سنوي يتراوح بين 15- 20 ألف رخصة سنوياً، موزعة على مختلف المحافظات السورية، عبر 84 مركزاً امتحانياً مرخصاً، ومعتمداً أصولاً في مواكبة التطورات المعلوماتية العالمية قام مشروع ICDL في سورية، بالتدريب والحصول على شهادات دولية جديدة، لها فائدة كبيرة في سوق العمل المحلية والعالمية بجميع القطاعات، يُضاف لها تطوير مهارة الأفراد، ومن هُم في مواقع المسؤولية.

رئيس الجمعية

يقول مدير مشروع ICDL في الجمعية الدكتور "محمد الأحمد": الشهادات الحالية تُعنى بـ "معالجة النصوص، جداول البيانات، العروض التقديمية، قواعد البيانات، تحرير الصور، إدارة المشاريع، تصميم مواقع الويب، التسويق الالكتروني، حماية البيانات"، في حين تتجه الشهادات المتخصصة والاحترافية نحو "الحوسبة، شهادة الروبوتيك، محو الأمية المعلوماتية، التكنولوجيا في التعليم، الجداول المالية الالكترونية.

الحرص على عدم تزوير الشهادة أو التلاعب بطريقة الحصول عليها، دفع المعنيين في المشروع لوضع نظام مراقبة الجلسات الامتحانية عن بعد، وذلك بتقديم دراسة فنية لما يلزم المشروع من تجهيزات فنية وتقنية، ووضع حلول للمساعدة في المراكز التي لديها مشاكل انترنت أو خاضعة لمناطق لا يمكن الحصول من خلالها على IP ثابت كونها تستخدم الانترنت الفضائي، حسبما يوضح مدير مشروع ICDL في الجمعية.

"ICDL" الأكثر طلباً

التحديات والصعوبات القائمة أمام المشروع، تتعلق أولاً، بالظروف الحالية والوضع الاقتصادي، على ما يقوله الأحمد، ومن ثم تأتي الحاجة لتعريب بعض المواد التعليمية، وتحديث المناهج المتقدمة والمتخصصة باستمرار، لمساعدة الأفراد بتطوير مهاراتهم ودعم التحول الرقمي في سورية، باعتماد معيار عالمي مُوحد لنشر الثقافة المعلوماتية محلياً، ومعيار عالمي أيضاً لتقييم المهارة الشخصية في استخدام الحاسوب، وما يترتب عليها لاحقاً في سوق العمل.