تشتهر مدينة "بانياس" الساحلية بالزراعات المحمية لمختلف أنواع الخضراوات ومن أهمها مادة البندورة، حيث تتمتع بمواصفات جعلتها من أكثر الأصناف طلباً في الأسواق السورية، على الرغم مما تشهده من ارتفاع في أسعارها في بعض المواسم.

مراحل التحضير

مراحل متعددة تسبق عملية إنتاج البندورة البانياسية، فبعد أن تتم حراثة الأرض وتجهيزها وإضافة الأسمدة العضوية والأسمدة البطيئة المختلفة، تبدأ عملية تعقيم التربة من الأمراض الفطرية و"النيماتودا"، حيث تستغرق هذه المرحلة مدة تتراوح بين شهر أو شهرين، لتبدأ مرحلة تغطية البيوت بنوع خاص من البلاستيك خاص بعملية التعقيم، والتعقيم يمكن أن يكون فيزيائياً (حرارة الشمس) وكيميائياً (ريزان)، بحسب المهندس الزراعي "مالك محمود" صاحب أحد المشاريع الذي التقته مدونة وطن، حيث تبلغ تكلفة كل 400 متر مربع حوالي 650 ألف ليرة بحسب الأسعار الرائجة هذه الفترة.

من أبرز الصعوبات عدم تناسب التكلفة المرتفعة لكل بيت محمي مع السعر الذي يباع به المنتج، كذلك انقطاع التيار الكهربائي خاصة في فترة الشتاء وأثناء موجات الصقيع حيث يضطر المزارع إلى شراء الوقود وبعض المعدات، كذلك شراء الصناديق والأدوات اللازمة لتعبئة المحاصيل والتي تبلغ حوالي 10 بالمئة من تكلفة الإنتاج، وغيرها من الصعوبات الأخرى التي تؤدي دائماً إلى زيادة التكلفة وما يرافقها من أعباء مادية يدفعها المزارع دون تعويض

ويضيف: «بعد ذلك تأتي مرحلة تركيب النايلون ومد شبكة الري بالتنقيط، بعد أن تتم إزالة ما تم استعماله في مرحلة التعقيم، وبعدها يتم تحضير الخطوط التي ستتم الزراعة ضمنها، وإحكام الإغلاق بناموسيات خاصة بالزراعات المحمية، حيث تبلغ تكلفة هذه العملية بحسب تسعيرة اليوم 750 ألف ليرة للبيت الواحد، وهكذا تصبح الأرض جاهزة لزراعة الشتول أو البذار، حيث تبلغ تكلفة الشتول لكل بيت كحد أدنى 400 إلى 500 ألف ليرة، في حين يحتاج كل بيت محمي إلى 1000 شتلة كحد أدنى أيضاً».

البندورة البانياسية

مواسم الإنتاج

يشير المهندس "محمود" إلى أن التربة المتوسطة القوام والخفيفة جيدة الصرف والغنية بالمواد العضوية، هي الأكثر مناسبة لزراعة البندورة البانياسية، ويبين أن الزراعة تُقسم إلى موسمين، موسم شتوي طويل يمتد من شهر كانون الثاني حتى شهر آب، تُزرع فيه الأصناف الشتوية منها "بستونا" الذي يتميز بتحمله للحرارة المنخفضة، لكن المزارعين غالباً ما يزرعون ضمن هذه المدة موسمين قصيرين لتجنب أضرار الصقيع وما ينجم عنها من خسائر وتكلفة مادية إضافية، بالإضافة إلى موسم ثان يبدأ من نهاية الموسم الأول، تزرع فيه أصناف أخرى أبرزها "المندلون"، وتعدُّ مناطق السهل الساحلي بالأخص "حريصون والخراب"، من أكثر المناطق شهرة في زراعة وإنتاج البندورة البانياسية بمختلف أنواعها وأصنافها المفضلة للتصدير بسبب لون الثمرة وقساوتها وشكلها.

وتساهم خبرة المزارع ونوعية المياه المستخدمة بالري في جودة المنتج، كذلك المناخ المناسب يسهم في الجودة من جانب، وخفض تكلفة الإنتاج من جانب آخر، لكن في المقابل يمكن لموجة صقيع واحدة تستمر من 3 إلى 5 أيام أن تؤدي إلى زيادة الأعباء المادية على المزارع أثناء محاولته الحد من تأثيرات تلك الموجة على محصوله.

صعوبات ومقترحات

تواجه مزارعو البندورة البانياسية صعوبات متعددة عنها يقول المهندس "محمود": «من أبرز الصعوبات عدم تناسب التكلفة المرتفعة لكل بيت محمي مع السعر الذي يباع به المنتج، كذلك انقطاع التيار الكهربائي خاصة في فترة الشتاء وأثناء موجات الصقيع حيث يضطر المزارع إلى شراء الوقود وبعض المعدات، كذلك شراء الصناديق والأدوات اللازمة لتعبئة المحاصيل والتي تبلغ حوالي 10 بالمئة من تكلفة الإنتاج، وغيرها من الصعوبات الأخرى التي تؤدي دائماً إلى زيادة التكلفة وما يرافقها من أعباء مادية يدفعها المزارع دون تعويض».

ويرى "محمود" أن فتح الأسواق الخارجية، والدعم الحكومي للمصدرين، وتأمين العبوات المرتجعة، لا بدّ أن يساهم في خفض التكلفة، كذلك اختصار ما أمكن من الحلقات الوسيطة في عملية البيع.

خارج حدود المحافظة

تعدُّ البندورة البانياسية بأصنافها من أكثر أنواع البندورة طلباً في السوق، ليس فقط على مستوى مدينة "بانياس" وريفها بل على مستوى محافظة "طرطوس" والمحافظات الأخرى، حيث بيّنت "ليلى عبد الرحمن" التي التقتها مدونة وطن في أحد المحال في مدينة "حمص" أنها تفضل البندورة البانياسية في تحضير السلطات المتنوعة كونها تتمتع بلون مميز وطعم شهي، كذلك المدرّسة "سهام عبد الله" تفضل أصناف البندورة البانياسية على الرغم من غلاء أسعارها في الأسواق مقارنة بأسعار أصناف أخرى.

يذكر أنّ اللقاءات أجريت في تاريخ 8 و10 حزيران 2022.