منذ انطلاقها عام 2006 استطاعت جمعية "حقوق الطفل" إثبات وجودها في مساحات عمل كثيرة ومن خلال عدة مشاريع على أرض الواقع، لتخفيف معاناة الأطفال من خلال الحفاظ على المصلحة الفضلى لهم التي تتضمن حمايتهم من العنف، الفقر، التشرد، الأمية والجهل وجميع أشكال الاستغلال، وكل ذلك بالتشاركية والتشبيك مع الوزارات المعنية.

أهداف

مدونة وطن تواصلت مع "هيثم سلطجي" رئيس مجلس إدارة "جمعية حقوق الطفل" الذي يقول: «تأسست الجمعية من قبل اثني عشر عضواً بقرار صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف وهي تأسيس وإنشاء مركز شامل يعنى بالطفولة بشتى مجالاتها، السعي مع الجهات المختصة لمكافحة الظواهر السلبية المتعلقة بالطفولة، توفير الرعاية الصحية والنفسية للأطفال وأسرهم، تعليم الأطفال وافتتاح المدارس التي تعنى بالطفولة، تشجيع المبدعين من الأطفال ومكافأتهم، رعاية وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تطوير مهارات الشباب للتعامل مع الطفل والأسرة، توعية المجتمع من خلال إقامة ندوات وإلقاء محاضرات، والتعاون مع الجمعيات والهيئات العربية والدولية».

يهدف إلى بيع بطاقات بعدة مراكز معتمدة داخل مدينة "دمشق"، حيث تبلغ قيمة البطاقة الواحدة 5000 ل.س وهو عبارة عن تبرع مالي عن المرضى تعود بالنفع عليهم ومن ثم تسهم في تعليم وكسوة ورعاية أطفال جمعية "حقوق الطفل"

يتكون فريق عمل الجمعية بحسب "سلطجي" من خمسة موظفين وثلاثمئة وثلاثة متطوعين، وتنشط في عدة مجالات منها "دورات تأهيل مهني، خدمات تعليمية، دورات تقوية وللشهادتين، حساب سحري، تأهيل معلمين ومتطوعين، مساعدات عينية ومادية، علاج ودعم نفسي، تربية إيجابية ومهارات الحياة وخدمات صحية تقدم للأطفال وذويهم ومقدمي الخدمة لهم، إلى جانب المساعدات حيث تقوم الجمعية بتأمين الخبز والغاز والمحروقات في مراكز الرعاية وإصلاحية "الغزالي".

"هيثم سلطجي" رئيس مجلس إدارة الجمعية

معايير وروائز

من نشاطات الجمعية

فيما يتعلق بآلية التسجيل في مشاريع الجمعية يقول "سلطجي": «تبعاً لنوع المشروع، فالتسجيل في مشروع "طريق النحل" يتم من خلال التحويل عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبالنسبة لمشروع إصلاحية "الغزالي" ومشروع "اللقاء الأسري"، يتم التحويل عن طريق وزارة العدل، أما بقية المشاريع فيقوم المستفيد بالتوجه لمركز المشروع وتسجيل استمارة ومن ثم يخضع لمقابلة تبين مدى موافقته للمعايير المعتمدة، وفي مشاريع الكفالات الدورية تقوم لجان الجمعية المختصة بإجراء زيارة منزلية».

منذ التأسيس حتى اليوم بلغ عدد المستفيدين من الأطفال قرابة 50000 طفل تتم مساعدتهم من خلال مصادر تمويل متنوعة، منها: متبرعون محليون، منظمات دولية، مشاريع إنتاجية وتتعاون الجمعية مع وزارات الدولة والمنظمات الدولية، حيث تعمل بحسب "سلطجي" على خمسة برامج هي الحماية، الأسرة، الصحة، التعليم والبيئة.

من المساعدات المادية

برنامج الحماية

حول برنامج الحماية، مشروع "طريق النحل" يقول "سلطجي": «يهدف لحماية الطفل من التسول والتشرد يعنى بفئة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وبدأت الجمعية العمل عليه منذ عام 2016 وذلك بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويقدم خدمات الإيواء، الغذاء، إدارة الحالة، لم الشمل، علاجاً نفسياً تخصصياً، تدريباً مهنياً، خدمات قانونية، الدعم النفسي المجتمعي، الدعم التعليمي، الرياضة، مهارات الحياة، المسرح والمبادرات المجتمعية».

أما عن مشروع "الغزالي" يشير "سلطجي" إلى أنه يعنى بحماية الطفل الذي اقترف جنحة أو جناية ولم يتجاوز عمر الـ 16 عاماً، وبدأت الجمعية العمل عليه منذ عام 2010 يقدم خدمات الغذاء، الاستشارات الاجتماعية، العلاج النفسي التخصصي، تدريباً مهنياً، الدعم النفسي المجتمعي، الدعم التعليمي، الرياضة، الخدمات الطبية.

وعن مشروعي "آمنين" و"اللقاء الأسري" يتابع شارحاً بقوله: « "آمنين" هو مشروع حماية يهدف إلى الرفاه النفسي والاجتماعي للأسر في الغوطة الشرقية، بدأ العمل به في عام 2020 يقدم خدمات إدارة الحالة، الدعم النفسي المجتمعي، مهارات الحياة، التربية الإيجابية، المبادرات الشبابية، الدعم التعليمي، التوعية.. أما مشروع "اللقاء الأسري" فيعنى بحماية الطفل لأبوين منفصلين، بدأت الجمعية العمل به منذ عام 2010 وذلك بالشراكة مع وزارة العدل، يهدف إلى إقامة بيئة آمنة للطفل في مركز اللقاء الأسري في "العباسيين"، لتخفيف الأثر النفسي السلبي الناتج عن إراءة الطفل من الطرف الطالب للإراءة وذلك بعد تسليمه من الطرف الحاضن، ويقدم خدمات مجانية تتمحور حول تسيير إراءة خارجية وداخلية آمنة، إصلاح ذات البين، أتمتة الأضابير، الاستشارة التربوية، المهارات الفكرية، الترفيه الهادف».

شراكة هادفة

من المشاريع الأخرى مشروع "مركز الأسرة" لحماية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة التي تمتد من فترة الحمل وحتى الـ 8 سنوات، بدأت الجمعية العمل به في عام 2021 وذلك بالشراكة مع مؤسسة "الأغا خان"، يهدف إلى تعزيز التواصل والتأثر والتأثير بين الأم وطفلها عن طريق نشر التوعية بمرحلة الطفولة المبكرة من خلال جلسات تدريبية مجانية تقدم لذوي الأطفال وتقدم أنشطة الدعم النفسي المجتمعي للطفل بالإضافة إلى أنشطة مشتركة بين الأم وطفلها.

يتكون برنامج الأسرة بحسب "سلطجي" من أربعة مشاريع وهي مشروع "كفالة يتيم"، "كفالة أسرة متعففة"، "على حبه"، "بالحب نكسوهم" يتم قبول الأسرة ضمن ملف أسر الأيتام بعد الحصول على الثبوتيات اللازمة وبعد القبول تستفيد أسرة الأيتام من عدة خدمات منها كفالة شهرية للأيتام، الدعم التعليمي من خلال دورات تقوية للشهادات، تقديم المستلزمات المدرسية وسلل غذائية، تأمين الرعاية الصحية لليتيم وأسرته، دعم نفسي ومساعدة أمهات الأيتام على إتمام دراستهم أو تأهيلهم مهنياً ليتمكنَ من إعالة أطفالهم وتوفير حياة كريمة لهن، وضمن مشروع "كفالة أسرة متعففة" يتم تأمين كفالة شهرية للأسر التي لا يسمح دخلها بتأمين الحاجات الأساسية للحياة ويتم قبولها بعد التقييم من قبل اللجنة المختصة في الجمعية، وبعد القبول تستفيد الأسرة من عدة خدمات كالإعانة المالية والرعاية الصحية.

كما يهدف مشروع "على حبه" لدعم أسر الأيتام والأسر الفقيرة ومراكز الجمعية من خلال توزيع (المونة) والوجبات الغذائية ويهتم مشروع "بالحب نكسوهم" بدعم أسر الأيتام والأسر الفقيرة من خلال تأمين اللباس للأسر الفقيرة والأيتام.

برنامج الصحة

يتكون من المشروع "الطبي" و"بالعطاء شفاء"، وعن المشروع الطبي يقول "سلطجي": «يتم بالاتفاق مع عدد من الأطباء من اختصاصات مختلفة تقديم المعاينة الطبية اللازمة للمستفيدين بشكل مجاني وتأمين العمليات الجراحية من صندوق الجمعية أو عن طريق التشبيك مع جمعيات أخرى مثل صندوق عافية، جمعية"القنوات" الخيرية وتأمين معاينات طبية وتحاليل وصور شعاعية، تأمين السماعات وبطاريات للسماعات لحالات نقص السمع الشديد لمستفيدي الجمعية خاصة الأطفال وفقا لتقرير طبي معتمد، تأمين النظارات الطبية وبعض المستلزمات الطبية للمستفيدين كالأحذية الطبية للأطفال».

وعن مشروع "بالعطاء شفاء" يتابع : «يهدف إلى بيع بطاقات بعدة مراكز معتمدة داخل مدينة "دمشق"، حيث تبلغ قيمة البطاقة الواحدة 5000 ل.س وهو عبارة عن تبرع مالي عن المرضى تعود بالنفع عليهم ومن ثم تسهم في تعليم وكسوة ورعاية أطفال جمعية "حقوق الطفل"».

برنامج التعليم

يعمل على تقديم الخدمات التعليمية والترفيهية في المدارس الحكومية بالتنسيق مع وزارة التربية وذلك كما يقول "سلطجي": «وفقاً لمذكرة التفاهم المشتركة الموقعة معها لتحديد الإطار التقني للأنشطة التعليمية والبرامج التعليمية المعتمدة في الوزارة، دورات تقوية في جميع المواد للشهادتين بشكل مجاني لمستفيدي الجمعية من الأيتام.

وإقامة عدة مراكز تابعة للجمعية تعمل على تقديم الخدمات والدورات التعليمية عن طريق دورات مجانية للأيتام وللأطفال المهجرين المسجلين في الجمعية، إلى جانب دورات تأهيل وتدريب متطوعي الجمعية، ومشروع "كفالة طالب العلم" يهدف إلى تقديم المساعدة المالية والعينية (كساء، غذاء، أجهزة كمبيوتر محمول) للطلاب الجامعيين من مختلف الاختصاصات الذين لا يستطيعون متابعة تحصيلهم العلمي على نفقتهم الخاصة وذلك لضعف الإمكانيات المادية لديهم، على أن تكون الأولوية لطلاب عوائل الأيتام المكفولين في الجمعية ثم للطلاب المهجرين ثم للطلاب فاقدي المعيل».

ومن المشاريع الأخرى للجمعية مكتبة "شباب بوك" التي تهدف إلى التشجيع على القراءة من خلال توفير مجموعة واسعة من الكتب المتاحة للإعارة مقابل رسم اشتراك رمزي يعود ريعه للجمعية ضمن محور البيئة مشروع تدوير الورق يقوم على تدوير المخلفات الورقية بحيث يتم رصد ريع هذا التدوير لصالح مستفيدي الجمعية.

صعوبات

بدورها "خولة الخطيب" مدير برنامج الحماية التي بدأت العمل في الجمعية منذ بداية عام 2017 تقول: «بلغ عدد المستفيدين حتى الآن من برنامج الحماية المكون من خمسة مشاريع هي (طريق النحل، الغزالي، آمنين، اللقاء الأسري، مركز الأسرة) قرابة 18000 طفل حيث يواجه الأطفال صعوبات عدة بعد الأزمة منها عدم وجود مساحات آمنة للعب، غياب أحد الوالدين لدى البعض أو كليهما لدى البعض الآخر، تراجع المستوى التعليمي في المدارس، غياب المعايير الصحية المناسبة للطفل في كثير من المناطق التي مرت بها الأزمة وتركت آثارها فيها كحالات (سوء التغذية، حالات نقص الفلور بالأسنان، حالات بتر الأطراف) وغير ذلك، بالإضافة إلى تردي الوضع النفسي لدى بعض الأطفال وازدياد أعداد أطفال فاقدي الرعاية والتسول والتشرد وأطفال الأحداث والإراءة، ازدياد في انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، ظهور مشكلة تجنيد الأطفال، ازدياد في معدلات الحالات النفسية ما بين الأطفال، ازدياد أعداد المتسربين مدرسياً».

نشير إلى أن اللقاءات جرت بتاريخ 24 حزيران 2022.