بدأ الأديب "محمد عزوز" تأسيس مكتبته الخاصة منذ أواخر عام 1970 متابعاً هوايته في قراءة الروايات والقصص، حتى بلغت في عام 2022 ثلاثة آلاف كتاب منوع ما بين تاريخي وتراثي وأدبي، وألف مغلف أرشف فيها كل ما نشر بالصحف عن أدباء وكتّاب في العالم العربي والمحلي، وساهمت هذه المكتبة في تلبية نهم الشباب للمطالعة والثقافة.

حياته ودراسته

الأديب "محمد عزوز" من مواليد " القدموس" عام 1958، حاصل على إجازة في الاقتصاد والتجارة من جامعة "دمشق"، بدأ الكتابة منذ أواخر السبعينيات شعراً وقصة وبدأ النشر في الدوريات السورية والعربية عام 1979، وشارك في العديد من الأمسيات خلال فترة دراسته الجامعية.

التقت مدونة وطن مع الأستاذ "محمد عزوز" ليحدثنا عن مكتبته الخاصة وإنتاجه الأدبي قائلاً:

<< أضفت لمكتبتي من إنتاجي الأدبي ست مجموعات قصصية، الأولى (ويبدأ الهمس) 1995 والثانية بعنوان (زاروب العين) 1997، والثالثة (قرط خدوج) 2004، والرابعة بعنوان (حروف الدمع) 2010، والخامسة (جدراني أولى) 2018، والسادسة (نفياً منفيا) 2019، ومجموعة قصصية للفتيان (بناء سلمية) 2017، وصدر عام 2010 كتاب انطباعي بعنوان (شعراء سلمية) الجزء الأول، وينشر إنتاجه بالصحف والدوريات السورية والعربية، ولي اهتمامات ثقافية متنوعة فقد ساهمت في تأسيس مكتبتي الخاصة، بالإضافة للصالون الأدبي الذي يقصده الكثير من الرواد والمهتمين، ولدي مشاريع برسم الطبع أولاً مجموعة قصصية بعنوان (صباح على الحاجز)، ولوحات قصصية بعنوان (أوراق فدموسية)، والجزء الثاني من كتاب (شعراء سلمية)، ومجموعة شعرية بعنوان (وقرأت عشقك)، ومجموعة شعرية باللهجة المحكية بعنوان (السلمونية)، وموسوعة عن المبدعين الراحلين بعنوان (راحلون في الذاكرة)، وقد أنجزت منها الألف الأولى من المبدعين بأربعة أجزاء، ويتم العمل الآن على إعداد الألف الثانية، وقراءات في القصة القصيرة في "سورية" (انطباعات)، ومجموعة قصصية باللهجة المحكية بعنوان (فرد فلين)، وسيرة ذاتية بعنوان (أنا والقدموس ذاكرة فقر و مواجع)>>.

تنسيق الكتب

تم تقسيم المكتبة إلى عدة أقسام بحسب النوع وهي قسم للتاريخ، وقسم للأدب، وقسم للثقافة العامة، والدوريات، وتمت فهرسة الكتب الكترونياً وورقياً بحسب كنية المؤلف، وهناك سجل للإعارة ولكن للأسف هناك مشاكل في إعادة الكتاب حيث يعود بشكل رديء أو لا يعود الكتاب، والمستفيد من المكتبة شريحة الشباب فهم الأكثر تداولاً لكتب المطالعة بعد تراجع في السنوات الأخيرة بسبب منافسة الكتب الإلكترونية، بالإضافة لكتب للإهداء أقدمها لأصدقائي من "سلمية" وخارجها.

في التاريخ والتراث

تضم المكتبة حسب قول الأديب عناوين في التاريخ والأدب منها "رسائل إخوان الصفا" ، وتاريخ الإسلام أربعة أجزاء، النزاعات المادية الفلسفية العربية الإسلامية للدكتور "حسين مروة"، سلسلة الإمام علي (صوت العدالة الإنسانية) خمسة أجزاء لـ"جورج جور داق"، مقدمة "ابن خلدون"، "غيفارا " الأعمال الكاملة، أعلام الإسماعيلية، ودائع الإسلام جزئان لـ"سنان راشد الدين"، دولة القلاع الإسماعيلية.

إضافة للقصة مثل "تشيخوف" الأعمال الكاملة، "يوسف أدريس" (قصص وروايات، جمهورية فرحات، العسكري الأسود، بيت من لحم، الحرام)، لـ"زكريا تامر" (النمور في اليوم العاشر، صهيل الجواد الأبيض)، "إبراهيم صموئيل" ( الوعر الأزرق، رائحة الخطو الثقيل، النحنحات، المنزل ذو المدخل الواطي)، ولحيدر حيدر" (الفهد، وليمة لأعشاب البحر)، للأديب "نجيب محفوظ" (الشحاذ، السراب، السمان والخريف، همس الجنون)، ومن الشعراء "نزار قباني" و"جبران خليل جبران" الأعمال الكاملة و"محمد الماغوط" الأعمال الكاملة بالإضافة لكتب الدراسة والنقد وأهمها: ("محمد إسماعيل دندني" من "سلمية" و"يوسف اليوسف" من "فلسطين" و"علي الصيرفي" من "سورية" و"رشاد رشدي" من "مصر".

كتب الثقافة العامة

سلسلة عالم المعرفة، سلسلة وزارة الثقافة (أفاق)، سلسلة "دبي" الثقافية عالم المسرح، سلسلة إبداعات عالمية كتب الأطفال التي تصدرها أسامة، والدوريات السورية والعربية، الرسائل الجامعية المتنوعة.

وتحتوي على ألف مغلف ومصدرها الصحف الورقية والدوريات السورية والعربية، وكل ما يكتب حول الشخصيات مرتب بأرقام وأسماء مثل: "ديسكوفسكي"، "فايز خضور"، "كنازاك" لـ"زوربا"، "قمر كيلاني"، "ناظم حكمت"، "عبد الرحمن منيف"، " تشي خوف "، أدباء "سلمية" بالمجمل وهي محددة برقم معين يمكن الرجوع إليه بسهولة حين الحاجة.

وعن مصادر الكتب يقول إنها من الشراء من معارض الكتب العامة، وأما النادرة منها فهي شراء من مكتبات خاصة داخل أو خارج "سورية" أو إهداءات من الأصدقاء الكتّاب داخل وخارج "سورية".

رواد المكتبة

"حسن درويش" مهندس ميكانيك 1982، يحدثنا عن مكتبة الأديب "محمد عزوز" قائلاً:

<<بدأت ارتياد المكتبة منذ ما يزيد على عشرة أعوام؛ طالعت فيها مختلف كتب الأدب والتاريخ والثقافة والفكر، وهي مكتبة تناسب كل الأجيال فهي تحتفي بالروايات ودواوين الشعر ومجموعات القصص التي تنتمي للأدب الواقعي والرمزي، وكذا السريالي وغيرها، كما أن فيها العديد من كتب التراث والتاريخ، وهي وإن شكلت تظاهرة للغة العربية ومطبوعاتها فهي لم تخل من مطبوعات لكتاب أجانب كتبوا بلغات غير العربية، وإضافة إلى ذلك فقد أرشفت المكتبة وعلى مدى عقود للعديد من الدوريات الأدبية السورية والعربية، جميل أن نكتنز في مدينتنا الغالية "سلمية" مكتبة كهذه، أمست بمنزلة متحفٍ للكتب، ليس لكونها مكتبة ضخمة بآلاف الكتب التي نشرت خلال قرون من الزمن فقط، بل أيضاً لحرص الأستاذ "محمد" عليها وعنايته بكتبها كعناية إدارات المتاحف بمحتوياتها من التحف الفنية الفريدة، وهو الذي أحسن انتقاء محتويات مكتبته العظيمة كعناية الشاعر بانتقاء مفردات قصيدته، انا مدين لصومعة الكتب هذه، وهي التي كانت وما فتئت من أهم النوافذ التي أطلّت من خلالها على عوالم الأدب والثقافة >>.

أجري هذا اللقاء 9 أيار 2022.