أحب "سامر الحمصي" الحيوانات منذ الصّغر وكان له كما كان لبعض الأطفال فرصة تربية أحد الحيوانات المنزليّة الأليفة، فاعتنى بالقطة التي اقتناها وبذل جهداً في تربيتها، ولم يتأخر بالبحث في عالم الحيوانات وخاصة القطط وعلم بأنها من فصيلة النمور، ووسع دائرة نشاطه واستفاد من ظروف سفره مع والده التي تحدث عنها لمدوّنة وطن eSyria.

رحلة حب

يقول "الحمصي": «في سن الثامنة عشرة كانت لي أول رحلة سفر مع والدي إلى "ألمانيا" وكانت لي بذلك الفرصة الذّهبيّة في زيارة أكبر حدائق الحيوانات وفي مدن متعددة، وأُتيحت لي فرصة التّعرف إلى أشخاص شاركوني الاهتمام بالحيوانات وخاصة المفترسة منها، وصدف أن تقابلت وسيدة ألمانية لها باع طويل في تربية الأسود، ومنها حصلت على شبل حديث الولادة بعدما لمست عندي الكثير من الحب والاهتمام بهذه الحيوانات، فكان لي مع هذا الشبل أول تجربة في تربية الحيوانات المفترسة، وتعرفت من خلالها على نمط حياته وعيشه وتعلقت به وشعرت بارتباطي به».

تفاجأت بزوج من الدببة يجهل مربيها أنها دببة سورية نادرة وأرضها "مشقيتا" ولم تعد موجودة في أي مكان، فلم أتأخر للحظة في اقتناء هذا الدّب البني الفاتح ذي الحجم الصّغير والوجه المميز، والآن وبعد اثني عشر عاماً صار لدي منها سبعة ولن أتنازل عن هذه السلالة وأجتهد في زيادة عددها وإكثارها

جولات بحث

تطورت الفكرة لدى "الحمصي" وتكررت جولات بحثه عن الحيوانات، وقد بدأت قبل خمسة وعشرين عاماً عرف خلالها الكثير وتعلم الأكثر، وعمل على استقدام الكثير من الحيوانات، فاستورد الطّيور والنّمور والذّئاب وكذلك الزّرافات والفهود بأنواعها من الشّيتا والجاكور، والتقط من هذه الحيوانات دروساً علمته بعض سبل الاهتمام والرّعاية بها، وفي إحدى هذه الجولات استورد زوجاً من الأسود البيضاء من "دبي" وهي من أغلى عشرة حيوانات في العالم والأندر بين الأسود، وقد تمكن من ترويضها وهيأها للعيش في بلادنا وزاد من أعدادها ليصبح لديه عشرة منها، وفي جولة ثانية جلب الدّب الرّوسي وأعطى اثنين منه لحديقة العدوي فتكاثرت وأصبح عددها الآن سبعة.

سامر الحمصي وشبله ذو التسعة أشهر

الدب السوري

الدب السوري

يتابع "سامر الحمصي" حديثه ويذكر أنه وفي إحدى جولات بحثه المتميزة سنحت له فرصة لقاء أحد مربي الدببة ليطلع على ما عنده ويقول: «تفاجأت بزوج من الدببة يجهل مربيها أنها دببة سورية نادرة وأرضها "مشقيتا" ولم تعد موجودة في أي مكان، فلم أتأخر للحظة في اقتناء هذا الدّب البني الفاتح ذي الحجم الصّغير والوجه المميز، والآن وبعد اثني عشر عاماً صار لدي منها سبعة ولن أتنازل عن هذه السلالة وأجتهد في زيادة عددها وإكثارها».

التجربة أساس

مع اقتناء كل حيوان كانت تتجدد فرصة "سامر" للدخول أكثر في عوالم هذه الحيوانات والتّعرف على المزيد من سبل حياتها، مما يعمق لديه معرفة طرق ترويضها وتربيتها، فعن ترويض الذئاب وتربيتها يكشف كيف يجب منع جرائها عن حليب أمها منعاً كاملاً، ذلك أن نقطة واحدة من حليب الأم تسبغها سبغة شراسة الذّئاب التي نعرفها، وقد عُرف من ألقاب الذّئاب (الشريف)، فهي لا تتزوج إلا مرة واحدة وتعرف إخوانها وأهلها، ولا تعرف زواج المحارم وتبقى على رعاية أبوها وأمها حتى مماتهم، وبعض الحيوانات المفترسة نحتاج كي نروضها إلى إطعام صغارها الخضار والفواكه، وإذا رغبنا لها بغذاء من اللحم استوجب سلقه قبل تقديمه لها.

مجد الصالح وذئبه السوري

بحث ونقل للمعرفة

الخبرة التي اكتسبها "سمير الحمصي" في تربية الحيوانات أكسبته الصيت الواسع وجعلت منه الخيار الأول لدى مربي الحيوانات وخاصة المفترسة منها لمعالجتها والنّظر في حالها، فكان يقدم المساعدة والمشورة لكل من يطلبها.

يبين أحد مربي الحيوانات "مجدي حافظ" أنه وجد لدى "سامر الحمصي" ضالته في معرفة الكثير عن حياة الحيوانات، فهو واحدٌ من المدربين المشهورين على مستوى العالم، ويوضح كيف طلب منه تعلم أصول العمل في ترويض الحيوانات المفترسة، فكان له ذلك وصار من أفضل المتدربين وأكثرهم اجتهاداً ووجد لنفسه في هذا المجال عملاً يمارسه ويتابعه ويستمر في تطويره بمشاركة أهل العلم والخبرة.

من الجدير بالذكر أن "سامر الحمصي" أخذ لحيواناته التي جمع الكثير منها بأنواع وأصناف مختلفة حديقة في القرية الشاميّة على طريق المطار، وكذلك في حديقة العدوي، ورغم خسارته في السنين السابقة للعدد الكبير منها، يجتهد اليوم ليكون له في حديقة العدوي حديقة حيوانات يجعلها الأولى في الشرق الأوسط بما يفكر لها من حضور.