تأسست جمعية رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي في عام 1984، بهدف تقديم خدمات تدريبية، علاجية، تعليمية، اجتماعية وترفيهية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، واتخذت الجمعية مقراً لها في منطقة "برزة، حاميش" في" "دمشق"، وهي جمعية أهلية غير ربحية.

خدمات متنوعة

مدونة وطن التقت "ماهر محمود آغا" المدير التنفيذي للجمعية الذي يقول: «تستقبل الجمعية كل أطفال الإعاقة وحتى الأطفال الطبيعيين لإجراء الكشف الأولي ثم الكشف الدقيق للاختصاصات الموجودة حيث نقدم خدمات علاجية كالعلاج الفيزيائي، علاج النطق، اختبارات عقلية وإدراكية وتحصيلية وتأهيل نفسي للحركة والتنمية الفكرية وخدمات طبية مساعدة كالجبائر والمقومات، أدوية وحفاضات لمن تجاوزت أعمارهم 12 عاماً -توقفت حفاضات الأطفال بسبب توقف التمويل- والخدمات التعليمية، ونقيم دورات تدريبية تخصصية وورشات توعوية وتحفيزية لأمهات الأطفال من جهة، وللمتطوعين ضمن الجمعية ولطلاب كليات التربية وعلم الاجتماع من جهة أخرى عن طريق قسم التأهيل والتدريب لتحقيق أهداف الجمعية الأخرى القائمة على التوعية الوقائية والاجتماعية».

نلاحظ تطوراً ملموساً لدى الطفل مهما كانت حالته صعبة حتى ولو كان هذا التطور بطيئاً يتم رصده تبعاً لحالته الخاصة وتشخيصه، أما بالنسبة للدمج لا شك ستكون حالته في تطور للأفضل، ولكن هذا يقع على عاتق الكادر الذي سوف يكون مسؤولاً عنه عند تحويله لصفوف الدمج

تكامل في العمل

وحول الفئات المستهدفة وآلية التسجيل يكمل "آغا" بقوله: «نستهدف الأطفال حتى عمر 12 عاماً، سواء أكانوا طبيعيين أم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والشريحة الأساسية هي الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من الولادة وحتى عمر 12 عاماً، ولكن خلال الأزمة تم استقبال كل الأطفال من ذوي الإعاقة وتقديم الخدمات لهم ومن ضمنهم الأطفال الطبيعيين ضمن عيادة النفسي الحركي، تقويم الكلام واللغة، والاختبارات العقلية حيث تتم آلية التسجيل بشكل مباشر، وبإمكان الراغبين مراجعة السكرتارية لتحديد موعد للكشف الأولي مع الاختصاصية، وإجراء الاختبارات الأساسية لمعرفة حالة الطفل مع فريق التشخيص وتحديد الخدمات اللازمة ويضاف للبرنامج الإلكتروني، ويحصل على الخدمة اللازم تقديمها حسب نوعها بشكل فوري، أو من خلال انتظار الدور في العيادات وتتراوح فترة الانتظار بين أسبوع وشهر وفي فترات الذروة أثناء العطل تصل للشهرين».

"ماهر آغا" المدير التنفيذي للجمعية

المستفيدون والتمويل

من النشاطات

ويتابع "آغا" بقوله: «لدينا سنوياً ما لا يقل عن 300 أو 350 طفلاً يتلقون خدمات من الجمعية من أسرهم، سواءً تسجيل أو إحالة أو منحة مالية أو سلة غذائية أو حفاضات أو خدمات علاج ضمن الأقسام، وحصلت الجمعية على عدد من شهادات التقدير من قبل مؤسسات المجتمع الأهلي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أو التابعة لوزارة التربية أو المبادرات المجتمعية أو من قبل عدد من الشخصيات الفاعلة في الوسط الإنساني والاجتماعي والنقابات وكان آخرها عام 2021».

ويوضح "آغا" أن تمويل الجمعية قائم على التبرعات من قبل أشخاص اعتباريين أو جهات داعمة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبعض المبادرات، واشتراكات الأعضاء ورسوم الاشتراك بالجمعية وهي جداً رمزية.

نشاط تعليمي

بالإضافة إلى تمويل من خلال بعض المشاريع مع الشركاء بعد الحصول على الموافقات اللازمة وكان آخرها مشروع مع برنامج الأمم المتحدة انتهى بنهاية العام الماضي وحالياً يتم التجهيز لمشاريع قادمة خلال عامي 2022،2023.

تشبيك وصعوبات

ويبين مدير الجمعية أنه يتم التعاون مع جهات عديدة من مؤسسات أهلية وحكومية لتحقيق أهداف الجمعية، وهي دمج الأطفال الطبيعيين مع الأطفال ذوي الإعاقة، وذلك ضمن إطار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتشاركية مع وزارات الصحة، الأوقاف، التربية، أو الاتحادات كاتحاد شبيبة الثورة واتحاد الطلبة والطلائع، ومع الشعب والفرق الحزبية لتنفيذ نشاطات دعم أبناء الشهداء من ذوي الإعاقة.

ويشير إلى أن الجمعية تبادر لإقامة حفلات ونشاطات داخل وخارج مقرها في مناسبات عديدة، كمناسبة العيد حيث تم تقديم سلة غذائية للأطفال الملتزمين بالدوام في الجمعية ومبلغ مالي عن طريق متبرع صديق للجمعية.

وعن الصعوبات يلفت "آغا" إلى الأعباء المادية التي تتحملها الجمعية، وتكاليف المواصلات والنقل الباهظة بسبب بعد منازلهم عن المقر سواء لوصول فريق العمل للمقر أو الأطفال، وارتفاع تكاليف تقديم الخدمات والمواد وكل التجهيزات التي نسعى لتقديمها لهذا الشريحة.

اندماج

من أهالي الأطفال المنتسبين للجمعية التقينا "ليلى حاج علوش" والدة الطفلتين "ميرنا وجوليا" التي تقول: «كان لدخول طفلتي الجمعية أهمية كبيرة بالنسبة لهن لتحقيق الاندماج في المجتمع، تعاني "ميرنا" 9 سنوات من تأخر علاج الغدة الدرقية الذي أدى إلى تأخر فكري بسيط ومتوسط، ودخلت الجمعية عام 2020 ومنذ ذلك الوقت تطورت من ناحية المهارات والتواصل، أما "جوليا" 5 سنوات لديها تأخر بسيط بسبب عدم الاختلاط مع أطفال آخرين، لكنها تطورت بشكل كبير وأصبحت مثل أي طفل طبيعي من العمر نفسه وما زالت في الجمعية حتى اكتسابها جميع المهارات المطلوبة وبعدها ستخضع لاختبار يؤهلها للدخول إلى إحدى رياض الأطفال».

خطة ترميم

"رشا عدنان" مدرسة بدأت العمل في الجمعية عام 2017 تقول: «عندما يدخل الطفل للجمعية يخضع لاختبار ودراسة حالة، وعند إعطاء النتيجة نقوم بإدراج خطة عملية لنرمم كل تقصير عنده سواء بالبعد الاجتماعي أو المعرفي أو الحركي أو العناية بالذات، مع مراعاة خصوصية كل حالة، وأواجه بعض الصعوبات كوني أعمل مع أكثر شريحة اجتماعية حساسة تحتاج لإنسان بمنتهى الصبر للعمل أو الاحتكاك معها، حيث نستقبل الأطفال من عمر ثلاث سنوات وحتى اثنا عشر عاماً، نعمل معهم ضمن خطط تنموية للإدراك العقلي والحسي والحركي، وإذا أصبح الطفل قادراً وجاهزاً ذهنياً للبدء معه ضمن خطة تدريس أكاديمي، نقوم بإدراج منهج تعليمي مؤلف من ثلاث فئات ومن بعدها يتم تخريجه لدمجه بالمدارس مع أطفال طبيعيين».

وحول تطور الحالات تقول: «نلاحظ تطوراً ملموساً لدى الطفل مهما كانت حالته صعبة حتى ولو كان هذا التطور بطيئاً يتم رصده تبعاً لحالته الخاصة وتشخيصه، أما بالنسبة للدمج لا شك ستكون حالته في تطور للأفضل، ولكن هذا يقع على عاتق الكادر الذي سوف يكون مسؤولاً عنه عند تحويله لصفوف الدمج».

أجريت اللقاءات بتاريخ 23 أيار 2022.