حافظت حرفة الحفر والنقش على الخشب على أصالتها كحرفة عريقة موغلة في القدم، وقد شهدت تبدلات وتغيرات عبر قرون من الزمن إلا أن هذه التغيرات لامست المظهر الخارجي للخشب فقط وشكل رسوماته، بينما ظلّ جوهر الحرفة ثابتاً ومحافظاً على أصالته.

أهل الكار

لإلقاء الضوء على حرفة الحفر والنقش على الخشب يقول الحرفي "عدنان الفيومي": «بدأت الحرفة منذ عام 1990، كان عمري حينها خمسة وعشرين عاماً، فأنا أمارس هذه الحرفة منذ ما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، أقوم بالزخرفة الهندسية والنباتية والخط العربي وفنون الحفر الأموي والعباسي والفاطمي والمملوكي، بدأت برسم الأشكال الهندسية مثل المربع والمثمن والمسدس ونجمة الاثنا عشرية، وتحتاج الحرفة للكثير من الصبر لتعلمها وللعمل بها، يستخدم الخشب القاسي محلياً مثل خشب الجوز البلدي وخشب الورد والزيتون والكينا، أما المستورد فيستخدم خشب الزان والجوز الأمريكي والتين، وسعر المتر المكعب يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين ليرة سورية.

بدأت الحرفة منذ عام 1990، كان عمري حينها خمسة وعشرين عاماً، فأنا أمارس هذه الحرفة منذ ما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، أقوم بالزخرفة الهندسية والنباتية والخط العربي وفنون الحفر الأموي والعباسي والفاطمي والمملوكي، بدأت برسم الأشكال الهندسية مثل المربع والمثمن والمسدس ونجمة الاثنا عشرية، وتحتاج الحرفة للكثير من الصبر لتعلمها وللعمل بها، يستخدم الخشب القاسي محلياً مثل خشب الجوز البلدي وخشب الورد والزيتون والكينا، أما المستورد فيستخدم خشب الزان والجوز الأمريكي والتين، وسعر المتر المكعب يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين ليرة سورية. ويضيف الحرفي: يحتاج الخشب عدة مراحل ليكون صالحاً للاستخدام، أولها أن يتم قطع الخشب في شهر كانون حصراً، لأن الخشب يكون في حالة ثبات وإلا يتعرض الخشب للتسوس ولا يصلح للاستخدام ثم يمر بعدة مراحل، أولها القص على شكل ألواح، ثم يسقى بالماء مرتين يومياً حتى يتم التخلص من المرار تماماً، ثم ينشر ليجف مدة ستة أشهر مع مراعاة ترك مسافة بين الألواح المنشورة، ويبدأ العمل به بعد ثماني سنوات كحد أدنى. ## مراحل وأدوات تبدأ مراحل العمل حسب ما يقول "الفيومي" بإحضار الخشب المناسب، ثم رسم الشكل المطلوب سواء كان الشكل هندسياً أو نباتياً، بعدها تأتي مرحلة الحفر حسب الإزميل المناسب للرسم ثم تنزيل العظم أو القصدير أوالنحاس أو خشب الليمون، لتنتج قطعة فنية بطابع تراثي، مبيناً أنه لا يمكن الخروج عن الطابع العام للحرفة، فالتطور ينحصر بالإضافات عليها مثل تنزيل خشب الليمون والعظم والقصدير الأحمر والأصفر وتطعيم الجوز. يستخدم في الحرفة 40 إزميلاً لكل منها رقم لدقة الحفر ودقة الانحناء، ولكل منها وظيفة وهي أدوات محلية الصنع، والرسومات متوارثة من الأجداد فتوثيقها تواتري، والحرفة يدوية بشكل كامل ما يعطي القطعة روحاً، وأما من يستخدم الآلات الحديثة فتصبح القطعة بلا روح. وحول المشاركات الداخلية والخارجية يقول: شاركت في عدة معارض في المراكز الثقافية، وقمت بالحفر والنقش على ضريح الجندي المجهول والمكتبة الظاهرية والجامع الأموي في "حلب"، وجامع"صلاح الدين" وجامع "بلودان" وجامع الشيخ "محي الدين"، ولي عدة أعمال خارج "سورية" في "أمريكا" و"الفاتيكان" و"قطر" و"الإمارات". ## سرد تاريخي وللحديث عن تاريخ الحرفة التقينا "خالد الفياض" باحث في التراث الشعبي وأمين عام مجلة الحرفيين، الذي قال: «الحرفة قديمة وطورها "جرجي بيطار"، ولكن لا يمكن الحديث عن أي تطور في حرفة معينة دون التطرق لما حولها من الحضارات القديمة، ففي العهد الأموي كان التفاعل بين الحضارتين الييزنطية والإسلامية، وتميزت الحرفة في هذا العهد بأنها كانت بداية الحفر الغائر نزولاً بالخشب (عناقيد العنب والأوراق)، وابتعدوا عن المجسدات الإنسانية والحيوانية، اتسمت بالحفر الغائر والمجسم للوحدات الزخرفية والعمل على تغيير الشكل لا الجوهر، فتحولت القطع الخشبية إلى تحف فنية بإمكانات بسيطة ومهارات فنية عالية، وفي العهد العباسي اختلف الحفر وبدأ تجسيد العروق النباتية وإدخال رسوم حيوانية، وهذا نتيجة التأثر بالمناطق المحيطة فيها، فقد تأثرت بالحضارة الساسانية والهيلستية، فبدأ إظهار العروق بشكل بسيط جداً لينتقلوا إلى حفر أعمق، وبدأت حشوات مقسمة لمستطيلات وما يسمى بالمجالس وظهرت الأبواب والشبابيك وكراسي المصاحف بحفر بارز وغائر أيضاً، وهي حرفة مهددة بالاندثار لأنه يوجد شخصان فقط يعملان بها في"دمشق". ## مستقبل الحرفة ويتابع "الفياض" بالقول : "في العهد الفاطمي ظهر الفن بأعلى مستويات، فقد استخدم الخط الكوفي اليابس وجعلوا له قدسية من خلال اللوحات القرآنية، ظهر في مصر تأثراً بالفن القبطي كالرسوم الحيوانية ومجالس الرقص واللهو والصيد، وظهر الحفر النافر للأعلى في العهد الأيوبي في المساجد والمنابر كالذي أهدي إلى "المسجد الأقصى" عند تحرير مدينة "القدس" من الصليبيين، وتظهر عليه المقرنصات والحفر ودخل في هذا العهد خط النسخ في اللوحات، أما في العهد المملوكي فهو الأغنى والأكثر ترفاً فنياً، وفي عهد السلطان "قيتباي" ظهر الفن بأجمل ما عرفته الحضارة الإسلامية، وإضافة للحفر دخل التطعيم بالعظم والصدف وظهرت المشربيات، وهي النوافذ المخرقة بالخشب بحيث تدخل الضوء ولا تدخل أشعة الشمس، وظهر التلوين على الخشب والخشب المعشق والمموج، وظهر الحفر على الجدران، وفي بداية الدولة العثمانية تراجعت الحرف بسبب زج الحرفيين في الحرب، وعندما استقرت الدولة انتعش الحرفيون مرة أخرى. ويختم بالقول: "أنتج الحرفي السوري قطعاً ثلاثية الأبعاد قبل إنشاء الآلات، والقطع الأثرية الخشبية قليلة معظمها أتلف، وتوجد عدة قطع في متحف الفن الإسلامي في"مصر" ومتحف في"إسبانيا"

ويضيف الحرفي: يحتاج الخشب عدة مراحل ليكون صالحاً للاستخدام، أولها أن يتم قطع الخشب في شهر كانون حصراً، لأن الخشب يكون في حالة ثبات وإلا يتعرض الخشب للتسوس ولا يصلح للاستخدام ثم يمر بعدة مراحل، أولها القص على شكل ألواح، ثم يسقى بالماء مرتين يومياً حتى يتم التخلص من المرار تماماً، ثم ينشر ليجف مدة ستة أشهر مع مراعاة ترك مسافة بين الألواح المنشورة، ويبدأ العمل به بعد ثماني سنوات كحد أدنى.

من أعماله

مراحل وأدوات

العهد العباسي

تبدأ مراحل العمل حسب ما يقول "الفيومي" بإحضار الخشب المناسب، ثم رسم الشكل المطلوب سواء كان الشكل هندسياً أو نباتياً، بعدها تأتي مرحلة الحفر حسب الإزميل المناسب للرسم ثم تنزيل العظم أو القصدير أوالنحاس أو خشب الليمون، لتنتج قطعة فنية بطابع تراثي، مبيناً أنه لا يمكن الخروج عن الطابع العام للحرفة، فالتطور ينحصر بالإضافات عليها مثل تنزيل خشب الليمون والعظم والقصدير الأحمر والأصفر وتطعيم الجوز.

يستخدم في الحرفة 40 إزميلاً لكل منها رقم لدقة الحفر ودقة الانحناء، ولكل منها وظيفة وهي أدوات محلية الصنع، والرسومات متوارثة من الأجداد فتوثيقها تواتري، والحرفة يدوية بشكل كامل ما يعطي القطعة روحاً، وأما من يستخدم الآلات الحديثة فتصبح القطعة بلا روح.

العهد الفاطمي

وحول المشاركات الداخلية والخارجية يقول: شاركت في عدة معارض في المراكز الثقافية، وقمت بالحفر والنقش على ضريح الجندي المجهول والمكتبة الظاهرية والجامع الأموي في "حلب"، وجامع"صلاح الدين" وجامع "بلودان" وجامع الشيخ "محي الدين"، ولي عدة أعمال خارج "سورية" في "أمريكا" و"الفاتيكان" و"قطر" و"الإمارات".

سرد تاريخي

وللحديث عن تاريخ الحرفة التقينا "خالد الفياض" باحث في التراث الشعبي وأمين عام مجلة الحرفيين، الذي قال: «الحرفة قديمة وطورها "جرجي بيطار"، ولكن لا يمكن الحديث عن أي تطور في حرفة معينة دون التطرق لما حولها من الحضارات القديمة، ففي العهد الأموي كان التفاعل بين الحضارتين الييزنطية والإسلامية، وتميزت الحرفة في هذا العهد بأنها كانت بداية الحفر الغائر نزولاً بالخشب (عناقيد العنب والأوراق)، وابتعدوا عن المجسدات الإنسانية والحيوانية، اتسمت بالحفر الغائر والمجسم للوحدات الزخرفية والعمل على تغيير الشكل لا الجوهر، فتحولت القطع الخشبية إلى تحف فنية بإمكانات بسيطة ومهارات فنية عالية، وفي العهد العباسي اختلف الحفر وبدأ تجسيد العروق النباتية وإدخال رسوم حيوانية، وهذا نتيجة التأثر بالمناطق المحيطة فيها، فقد تأثرت بالحضارة الساسانية والهيلستية، فبدأ إظهار العروق بشكل بسيط جداً لينتقلوا إلى حفر أعمق، وبدأت حشوات مقسمة لمستطيلات وما يسمى بالمجالس وظهرت الأبواب والشبابيك وكراسي المصاحف بحفر بارز وغائر أيضاً، وهي حرفة مهددة بالاندثار لأنه يوجد شخصان فقط يعملان بها في"دمشق".

مستقبل الحرفة

ويتابع "الفياض" بالقول : "في العهد الفاطمي ظهر الفن بأعلى مستويات، فقد استخدم الخط الكوفي اليابس وجعلوا له قدسية من خلال اللوحات القرآنية، ظهر في مصر تأثراً بالفن القبطي كالرسوم الحيوانية ومجالس الرقص واللهو والصيد، وظهر الحفر النافر للأعلى في العهد الأيوبي في المساجد والمنابر كالذي أهدي إلى "المسجد الأقصى" عند تحرير مدينة "القدس" من الصليبيين، وتظهر عليه المقرنصات والحفر ودخل في هذا العهد خط النسخ في اللوحات، أما في العهد المملوكي فهو الأغنى والأكثر ترفاً فنياً، وفي عهد السلطان "قيتباي" ظهر الفن بأجمل ما عرفته الحضارة الإسلامية، وإضافة للحفر دخل التطعيم بالعظم والصدف وظهرت المشربيات، وهي النوافذ المخرقة بالخشب بحيث تدخل الضوء ولا تدخل أشعة الشمس، وظهر التلوين على الخشب والخشب المعشق والمموج، وظهر الحفر على الجدران، وفي بداية الدولة العثمانية تراجعت الحرف بسبب زج الحرفيين في الحرب، وعندما استقرت الدولة انتعش الحرفيون مرة أخرى.

ويختم بالقول: "أنتج الحرفي السوري قطعاً ثلاثية الأبعاد قبل إنشاء الآلات، والقطع الأثرية الخشبية قليلة معظمها أتلف، وتوجد عدة قطع في متحف الفن الإسلامي في"مصر" ومتحف في"إسبانيا"».

تمت اللقاءات لمصلحة مدونة وطن بتاريخ 10 أيار 2022.