تتميز الغابات الموجودة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية من مدينة "بانياس"، بتعددها ضمن مواقع متباعدة وعلى مساحات متنوعة منها الكبيرة كغابة "نحل العنازة" ومنها الصغيرة كغابة "الباصية"، كما أن أغلبها غابات تحريج صناعي السائد فيها الصنوبر البروتي، وتتداخل مع الأحراش الطبيعية كغابة "الشيباني" ويشكل هذا التداخل بين ما وهبته الطبيعة وبين ما قدمه الإنسان مشهداً بصرياً جاذباً للسياحة البيئية.

غابة "تالين"

ترتفع غابة "تالين" عن سطح البحر ما بين /350- 400/ م، وطبيعتها صخرية كلسية وتم تحريجها ما بين عامي 1973 و1974، أي أن عمرها يقارب النصف قرن ومساحتها تقارب /45/ هكتاراً، يرتادها أهالي المنطقة بشكل عام لممارسة السياحة الشعبية، كما أن البعض أنشأ فيها مقاصف شعبية تلبية لحاجة التنزه والاصطياف.

ويشهد التنوع الشجري فيها تداخلاً ما بين التحريج الصناعي والأحراش الطبيعية والحقول الزراعية، ولكن النوع السائد فيها هو الصنوبر البروتي، كما يوجد أشجار صنوبر ثمري وخرنوب وسنديان وسترك وقيقب وبلوط وغار وريحان، في حين أن التنوع الحيواني فيها يشمل الثعالب والضباع والأرانب والأفاعي والقنافذ والسناجب ومختلف أنواع الطيور كالدوري والأبوحن والأبودس والبوم والغراب والباشق واليمام، بحسب حديث المهندس "محسن صقر" رئيس شعبة الحراج في دائرة زراعة "بانياس".

المهندس محسن صقر

تعرضت الغابة لحريق عام 1988 تضرر منها حوالي /100/ دونم، وتم تعويضها بغراس جديدة في ذات العام من قبل مصلحة التحريج، وفي عام 2001 تمت زراعة حوالي /45/ ألف غرسة منها /3000/ غرسة كينا و/1500/ غرسة أرز وشوح، كما أن بعض أجزائها مستصلح على شكل مدرجات منذ العام 1997.

كما أنها تعرضت بحسب حديث "غسان سليمان" رئيس مخفر حراج "تعنيتا" ما بين عام 2000 وحتى عام 2010 لحوالي أربعة حرائق تضرر منها نحو /600/ م، في حين أن ما بين عام 2010 وحتى عام 2021 تعرضت لحوالي خمسة حرائق تضرر منها حوالي 39 دونماً بشكل جزئي، كان أكبرها عام 2015 حيث تضرر حوالي 27 دونماً.

من غابات الريف الشمالي

أما غابة "جليتي" القريبة منها وتقع شرق مدينة "بانياس" بحوالي خمسة عشر كم، فلم تتعرض لحرائق تذكر، فهي تمتد على مساحة حوالي /3.5/ هكتارات وعمر الأشجار فيها حوالي /50/ عاماً، حيث تم تحريجها بين عامي 1972- 1973، وترتفع عن سطح البحر حوالي /300/ م، وأنواع الأشجار السائدة فيها الصنوبر البروتي، بينما المرافقة هي الغار والريحان والسنديان والجربان، وقد قامت دائرة التربية والتنمية عام 1994 بقطع /100/ طن حطب صناعي بهدف تجميلها وتجديدها.

"باراميا"

بينما الغابة التي تعدُّ من أميز الغابات وأقدمها في "بانياس" وتقارب مساحتها /80/ هكتاراً وتقع على طريق عام "بانياس- القدموس" فهي غابة "بارمايا" التي تم تحريجها عام /1963/ وطبيعتها صخرية كلسية وترتفع عن سطح البحر حوالي /300/ م، وهي غابة صنوبر بروتي وصنوبر ثمري، ويرافقها أشجار الخرنوب والسنديان والغار والريحان والزرزور والزعرور، ولا تختلف بتنوعها الحيواني عن غابة "تالين".

غابة نحل العنازة

ويؤكد المهندس "محسن صقر" أن الغابة تعرضت عام 1990 لحريق أتى على حوالي /300/ دونم، أعيد تحريجها بشكل كامل تقريباً عام 1991 مع شق خطوط نار فيها بطول /2/ كم، وفي ذات العام قامت دائرة التربية والتنمية بقطع /200/ طن حطب صناعي من الموقع المحروق، كما أجري قطع ثانٍ لحوالي /200/ طن بذات العام، كحطب صناعي ووقيد، وأعيد عام 2001 تعزيل الطرق النارية، وهي غير مستخدمة للسياحة البيئية ومحيطها غير متداخل مع الأراضي الزراعية مما يعني أن النشاط البشري فيها ضعيف».

غابة "محورتي"

تتربع غابة "محورتي" على مساحة حوالي /25/ هكتاراً وعمر أشجارها حوالي /50/ عاماً، حيث تم تحريجها عام /1970/، وطبيعة موقعها صخرية كلسية وترتفع عن سطح البحر ما بين /50- 100/ م فقط، وتنوعها الحيوي جيد من حيث كثرة الأرانب والسناجب والثعالب والضباع والأفاعي بينما طيورها هي الدوري والغراب والأبوحن والأبودس والبوم.

تعرضت الغابة لحريق مساحته حوالي /180/ دونماً عام 2015 وتمت إعادة تحريجها وإدخال أنواع أشجار جديدة وخلال الفترة ما بين 2009 وحتى 2021 تعرضت لحوالي خمسة حرائق إضافية، وفي عام 1994 قامت دائرة التربية والتنمية بقطع حوالي /300/ طن حطب صناعي ووقيد منها، وتم شق طرق نارية ضمن الموقع بطول حوالي /2.5/ كم، وفي عام 2001 شق طريق ضمن الغابة بطول /2/ كم كخطوط نار رديفة مع رصفها ودحلها، بحسب حديث "سمير عباس" رئيس مخفر حراج "بانياس" لمدونة وطن.

وتعدُّ غابة "بلغونس" من الغابات الصغيرة وتبلغ مساحتها حوالي /20/ هكتاراً وطبيعتها صخرية كلسية وترتفع عن سطح البحر حوالي /200/ م، وتم تحريجها عامي 1971 و 1972 أي عمر أشجارها حوالي /52/ عاماً والنوع السائد فيها صنوبي بروتي، وفيها جزء حراج طبيعية من الناحية الشرقية لموقعها العام، هي عبارة عن أشجار سنديان وزيتون بري، والغابة تعرضت لحريق عام 1995 تضرر منها حوالي خمسة دونمات وتم تحريجها عام 1996، ونتيجة لذلك تمت عام 2001 تسوية وتعزيل الطرق النارية فيها، كما تم عام 2009 شق طرق نارية جديدة، ورغم ذلك تعرضت عام 2020 لحريق ضخم أتى على حوالي /19/ دونماً.

"نحل العنازة"

تعد غابة "نحل العنازة" التي تناهز مساحتها /145/ هكتاراً من أكبر الغابات في ريف مدينة "بانياس" بعد غابة "الدردارة" وتم تحريجها ما بين عامي 1974و 1977، وكانت تشكل مشهداً بصرياً غاية بالروعة يجبر عابري الطريق للتوقف والتمتع بجمالها وفق ما أكده "محسن صقر" لمدونة وطن، ولكن جمالها وروعتها لم تشفع لها عام 2020 حيث تعرضت لحريق أتى على الموقع بأكمله، نتيجة هبوب رياح شرقية أججت النيران التي ضربت بها، وترافقت هذه الحادثة مع عدة حرائق في مناطق مختلفة من المحافظة ما أضعف قدرة عناصر الإطفاء على التعامل معها بسرعة.

وتميزت هذه الغابة بتداخل الأحراش الطبيعية مع التحريج الصناعي للموقع، حيث بلغت نسبة الأحراش الطبيعية فيها حوالي 25% بينما القسم الآخر هو تحريج صنوبر بروتي، ولم تكن حادثة الحريق الأخيرة الأولى فيها، حيث حصل فيها حريق عام 1988 قضى على مساحة /200/ دونم فحرجت بالعام نفسه، كما تعرضت عام 1992 لحريق قضى على مساحة /100/ دونم أعيد تحريجها عام 1993، وفي عام 1994 تمت زراعة ما يزيد على /5310/ غراس صنوبر ثمري، كما تم عام 2008 تحريج ما يزيد على /6000/ غرسة صنوبر ثمري وخرنوب على عدة مراحل من العام.

وإلى الغرب من هذه الغابة توجد غابة "الحرف الأسود" بين قريتي "بستان الحمام" و"العنازة" في ريف مدينة "بانياس" مساحتها حوالي هكتارين، حرجت عام 1967 أي عمرها حوالي /55/ عام وترتفع عن سطح البحر حوالي /500/ م، وتعرضت للعديد من الحرائق منها عام 1992 أتى على حوالي أربعة دنمات لم تتضرر فيها الأشجار بشكل كلي.

"الدردارة" و"العطشية"

غابة "الدردارة" التي تتشابه مع بقية الغابات من ناحية الحيوانات والطيور الموجودة فيها، والتي تقارب مساحتها /50/ هكتاراً حرجت ما بين عامي 1983 و 1984، أي عمرها حوالي أربعين عاماً، وترتفع عن سطح البحر حوالي /800/ م، فقد تم تحريج حوالي خمسة هكتارات عامي 1995 و1996 بحوالي /6000/ غرسة صنوبر ثمري وكانت حالة الأشجار جيدة، ولكن موجة حرائق عام 2020 أصابت حوالي /95/ بالمئة منها بالضرر الكامل.

في حين أن غابة "العطشية" في "التون الجرد" في أقصى الريف الشرقي من مدينة "بانياس" مساحتها حوالي /25/ هكتاراً تم تحريجها عام 1986 وعمرها حوالي /40/ عاماً، صنوبر بروتي، وتمت زراعة حوالي /800/ غرسة عام 2008، وكذلك بالنسبة لغابة "العذرة" بذات المنطقة تم تحريجها بين عامي 1984 و1985 ومساحتها حوالي /50/ هكتاراً طبيعتها كلسية صخرية ترتفع عن سطح البحر حوالي /900/ م.

"الضهر" في "بصرمون"

أما غابة "الضهر" التي تبلغ مساحتها حوالي /40/ هكتاراً وتم تحريجها عام 1986 ترتفع عن سطح البحر حوالي /850/ م النوع السائد فيها صنوبر بروتي، تميزت بتحريجها على عدة مراحل في عدة سنوات، حيث تم التحريج فيها انطلاقاً من العام 2008 بمساحة حوالي /160/ دونماً، وتم شق طريق نار عام 2009.

بينما غابة "العصابة" في قرية "الفروخية" مساحتها حوالي /20/ هكتاراً تم التحريج فيها ما بين أعوام 1991 و 1992 و 1993 بحوالي خمسين ألف غرسة، أي عمرها حوالي /30/ عاماً، وتقارب مساحة غابة "الباصية" بجانب "برج الصبي" الأثري، حيث تبلغ مساحتها حوالي /10/ هكتارات فقط، وعمرها حوالي /60/ عاماً، وترتفع عن سطح البحر حوالي /50/ م، ولكنها تعرضت لعدة حرائق بين عامي 1986 و 1988، بحسب حديث "سمير عباس" رئيس مخفر حراج بانياس، حيث بلغ عدد الحرائق التي تعرضت لها حتى العام 2021 حوالي سبعة حرائق.

وقد تمت عام 2001 زراعة حوالي /8000/ غرسة صنوبر ثمري، كما جرى عام 2008 زراعة حوالي /1500/ غرسة إضافية، ومثلها غابة الشيخ "حمدان" في قرية "المرانة" التي تم تحريجها عام 1994 وعمرها حوالي /30/ عاماً ومساحتها حوالي /10.25/ هكتارات وترتفع عن سطح البحر حوالي /700/ م، ورغم تعرضها في عام 2020 لحريق أتى على حوالي 90 بالمئة منها، فهي تشهد تجدداً طبيعياً.

أما غابة "الشيباني" فمساحتها حوالي /150/ هكتاراً تم تحريجها عام 2000، ترتفع عن سطح البحر حوالي /250/ م، تميزت بتداخل كبير بين التحريج الصناعي والأحراش الطبيعية التي تنوعت ما بين السنديان والقطلب والشوكيات والغار والريحان، بينما غابة "ضهر العنازة" التي تعدُّ من الغابات الصغيرة فمساحتها حوالي /200/ دونم تم تحريجها بالصنوبر البروتي، ولكن موجة الحرائق الأخيرة عام 2020 لم تبقِ منها أكثر من خمسة بالمئة.