لا تزال حجارة البناء الديني للكنيسة الأثرية في بلدة "قنوات" مع البناء الخدمي الملحق بها تشهد على قدم حجارتها وأبنيتها المعمارية التي بنيت ضمن التجمعات الدينية في البلدة والعائد تاريخها إلى عصور غابرة.

التوصيف البنائي

تم تشكيل فريق فني لتوثيق الكنيسة الأثرية الموجودة في عقارات "آل شروف وآل زريفة" في بلدة "قنوات"، وتقع تلك العقارات المذكورة على بعد حوالي مئتي متر إلى الشمال من موقع تجمع المعابد القديم في بلدة "قنوات" الأثرية، وتتألف من ثلاث كتل معمارية أثرية تنوعت في وظائفها ما بين سكنية (الدير)، ودينية (الكنيسة)، وخدمية (اسطبلات).

ويوضح المهندس "وليد أبو رايد" رئيس دائرة الآثار في "السويداء" أن البناء الديني "الكنيسة" يمتد على مساحة حوالي 200 متر مربع، تضم صالة واسعة مستطيلة الشكل 13,5×7,25 م، وتمتد باتجاه غرب شرق يتم الدخول إلى الكنيسة عبر ثلاثة أبواب في جدارها الغربي وهي الآن مغلقة بالحجارة والردميات، وللدقة في الوصف للمكان هناك باب رئيسي يقع في الوسط ويبلغ عرضه 100 سم، والبابان الجانبيان كل منهما له عرض 90 سم، تضم هذه الصالة أربعة أقواس قناطر كانت تستخدم لحمل السقف المنفذ من ربدات حجرية، والذي لا يزال يحافظ على معظم أجزائه الأصلية، وقد استخدم في وقتنا الحالي عمودان حجريان مكونان من خرزات وتيجان منقولة وذلك لدعم قوسين من القناطر بسبب سوء وضعهما الإنشائي، تنتهي هذا الصالة من الجهة الشرقية بقوس لمحراب قطره 3 أمتار لا تزال بعض آثاره محفوظة، نفذت جدران هذه الصالة بحجارة غير مشذبة".

الباحث الأثري وليد أبو رايد

وينوه الباحث "أبو رايد" بأن هذه الصالة تضم في الجدار الجنوبي فتحتين لبابين الأول يقع في النهاية الغربية لهذا الجدار بعرض 75 سم، وهو يفضي لغرفة مهدمة بشكل كامل وممتلئة بالردميات حيث كان من الصعب توثيق عناصرها المعمارية، أما الباب الثاني فيقع في منتصف الجدار نفسه بعرض 85 سم ويؤدي إلى غرفة صغيرة أبعادها 2,25×6 م، تحتوي في جدارها الشرقي على فتحة لباب بعرض 90 سم يفضي نحو الخارج، ولا تزال تحتفظ هذه الغرفة بسقفها الحجري المنفذ ببلاطات حجرية مشذبة، وهنا تجدر الإشارة إلى تعذر توثيق نوع كسوة أرضية هذه الصالة والغرف الملحقة لها كونها مغطاة بطبقة من الردميات الترابية، ويُعرف هذا النوع من الكنائس بالكنائس الحورانية المتميزة بسقفها المحمول على قناطر، ويختلف من حيث تصميمه عن الكنائس الكلاسيكية المعروفة ذات الأروقة الجانبية وصحن الكنيسة".

الإسطبلات الخدمية

أما من جهة البناء الخدمي"الإسطبلات" أشار الباحث الأثري "خلدون الشمعة" إلى أن هذا البناء يتكون من غرفة واسعة أبعادها 9×8,60 م، يمكن الدخول إليها من باب عريض في الجدار الشرقي بعرض حوالي مترين تعلوه نافذة كبيرة وأخرى صغيرة جانبية، أما السقف الذي لا يزال محفوظاً بشكل جيد حتى وقتنا الحالي، فهو محمول على ثلاثة صفوف من أقواس القناطر الحجرية التي ترتكز على قواعد بعرض 75 سم، تضم هذه الصالة صفين من المعالف الحجرية المتقنة التنفيذ بحجارة مشذبة ملساء، الصف الأول يمتد باتجاه شمال جنوب يضم 6 معالف، والثاني يضم 9 معالف.

من داخل البناء

تقسيم البناء

الباحث الأثري خلدون الشمعة

يضيف الباحث "الشمعة": "كما يلاحظ بأن هذه الغرفة تؤدي في جهتها الغربية وعبر باب بعرض 90 سم إلى غرفتين متتاليتن، تمتدان على طول الجدار الغربي بعرض حوالي مترين، سقف كل منهما لا يزال محفوظاً بشكل جيد بينما الأرضية مغطاة بالردميات الترابية".

ويؤكد أن الجدار الشمالي للغرفة يحتوي على ثلاث فتحات لأبواب تؤدي إلى غرفة تمتد على طول الجدار الشمالي وهي بحالة حفظ سيئة يصعب توثيق عناصرها المعمارية.