تعدُّ الخيول العربية الأصيلة من أقدم سلالات الخيل في العالم، وترجع أصولها حسب الوثائق إلى 7000 سنة مضت، وفي سورية نالت الخيول العربية وسلالاتها اهتماماً كبيراً تمثل بزيادة مزارع التربية ونوادي الفروسية، ويعدُّ "نادي جرمانا للفروسية" واحداً منها وزادت أهميته بعدما حصل على ترخيص كمركز للفروسية.

حلمٌ بدأ صدفة

يبدأ المحامي "خالد الباسط" حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" بالقول إن حلمه في اقتناء الخيل العربية وتربيتها لا يبتعد عن حلم أغلب الناس، فحب الخيل حاضر لدى الكثيرين.

يأخذ عملنا نحن السّياس حيزاً في كيفية التّعامل مع الخيول وسياستها بكل التّفاصيل من حيث الغذاء والنّظافة والصحة، وكذلك من حيث مراقبة أي عارض يصيبها ويلم بها وتفسيره ومتابعته وفق الخطوات المتوجبة، ووفق المعرفة والخبرة التي اكتسبناها من الدّورات التي التحقنا بها وتابعنا فيها

ويضيف: «كانت معرفتي بالخيل صدفة، عندما حطت رحالي في نادي خيل بمحافظة "السويداء" لصاحبه المحامي "أنور الدبيسي"، ومتعت ناظري بمشاهدة هذه الخيول العربية، وعلمت حينها عن طرح خيل للبيع، فأردت أن أفاجأ أختي "ريم" وهي المهتمة بقصص الخيول وأحوالها بهدية تحبها هي وابنتي، فكانت عملية البيع هذه حصتي، وأصبح بذلك حلمنا في اقتناء خيل أمراً واقعاً، وأخذ الشّغف مساحته عندي ودفع بي لاقتناء خيل بعد أخرى، فاجتمع عندي منها 15 خيلاً عربية، منها من "أرسان الصّقلاوي جدراني وعبيان شراقي وكذلك أبو عرقوب"، وأخذت لهم مكاناً في "نادي جرمانا للفروسية"، إلى أن عزم أصحاب النّادي على بيعه، فبادرت وبالتعاون مع رفاق وأصدقاء لي إلى شراء النادي رغم معرفتي الكاملة وأصدقائي ذوي الخبرة في هذا المجال بخسارة هذا العمل كاستثمار مادي».

خالد الباسط ولحظات مع الحلم

ترخيص مركز للتدريب

علي حمدان

تعاقبت سنين سعى أصحاب "نادي جرمانا للفروسية" خلالها لترخيص النادي كمركز تدريب للفروسية، وبعد خمس سنوات من المحاولة -يقول المحامي "خالد"- تم التّرخيص وأصبح "مركز جرمانا للفروسية" تابعاً "للاتحاد العربي السوري للفروسية"، حيث تمّ استكمال تجهيزه بالمستلزمات والمواصفات المطلوبة، وجرى الكشف عليها وتفقد جودتها ومطابقتها للمعايير، فمن الواجب أن تضم مرمحاً للخيل مفروشاً برمل المزار وتحته طبقات خاصة بتلقي ضربات وسقطات الفرسان عليها، مساحته تبدأ من 30×30م، ويتسع لـ5 خيول أثناء التّدريب، وbox لكل خيل مساحته 5×5م مستكملاً لشروط الحماية المعتمدة، كذلك مرابط للخيل خاصة بتجهيزها للتدريب والسّباق، ومنصة بالإضافة إلى المرافق عامة.

تحقق الحلم

في الشهر العاشر من العام الماضي كانت أبواب "مركز جرمانا للفروسية" مفتوحة لكل من أراد لحلمه في تعلم ركوب الخيل أن يتحقق.

الفارسة ريتا الباسط

ويلفت مسؤول الإعلام في الاتحاد العربي السوري للفروسيّة "رائد الحلبي" إلى الجهود التي يبذلها القائمون على المركز، وذلك من خلال التزامهم بمعايير ممارسة هذه الرياضة بأدق تفاصيلها، ابتداءً من الاهتمام بخيول المركز من حيث غذائها وصحتها وبرنامج تدريبها، إلى التدقيق في التّقيّد بعوامل السّلامة الأساسية كافة، ومنها لباس الفرسان والخوذة، والتزام المتدربين بالأنظمة والقوانين.

ويشير إلى أن الفخر الأكبر هو بأطفال المركز، وقد أخذوا مكانهم كفرسان أشبال وحجزوا لنفسهم مكاناً فيه.

بالمحصلة فقد تخطى الحلم وأصبح الأمر واقعاً، وشرع أهل المركز إلى الاهتمام بسلالات الخيول العربية الأصيلة، وتكثفت جهودهم مع أصحاب الاختصاص والخبرة لتكون هناك التّجارب النّاجحة في توالد هذه الخيول وتكاثرها، وليكون لهم عدد من المهر المميزة، ومنها من الرّسن الصقلاوي، ومنها المحسنة عن الخيل الإنكليزية وأخرى الفرنسية.

جهود مثمرة

بالعودة إلى مجمل لقاءات سباق الفروسيّة المحلية والدوليّة، ومشاركة فرسان "سورية" فيها، نجد أن النّشيد السوري وعلمه كان حاضراً وبقوة في أغلب هذه المحافل إن لم يكن كلها، وآخرها كان ما حققه الفرسان السوريين في بطولة "الإمارات" وفوزهم بثلاثة مراكز أولى من أصل 11 مباراة، كما كان لـ"سورية" المركز الأول ببطولة العالم لرمي السهم من على صهوة الجواد، التي أقيمت في "إيران" علماً أن هذه المشاركة هي الأولى لهم.

ومن هذه الانتصارات أخذ "مركز جرمانا للفروسية" دوراً تعدى فيه التّدريب على ركوب الخيل، وتعلم أصوله، إلى المشاركة في مسابقات الخيل، وستكون المشاركة الأولى للفارسة "تاليا الباسط" بدورة الوفاء للباسل السابعة والعشرين مع احتماليّة مشاركة فارس آخر، وجاء هذا العمل بمشاركة جهود الكادر التّدريبي الذي أصر المركز على أن يكون من ضمن القائمين عليه من سُياس ومفوضين ومدربين منتدبين من "team spirit academic".

وعن دور السايس يقول "علي حمدان": «يأخذ عملنا نحن السّياس حيزاً في كيفية التّعامل مع الخيول وسياستها بكل التّفاصيل من حيث الغذاء والنّظافة والصحة، وكذلك من حيث مراقبة أي عارض يصيبها ويلم بها وتفسيره ومتابعته وفق الخطوات المتوجبة، ووفق المعرفة والخبرة التي اكتسبناها من الدّورات التي التحقنا بها وتابعنا فيها».

أما مفوضي الملاعب كما حدثتنا المفوض "رشا ريما"، هم من تقع على عاتقهم مهمة الاهتمام بالعملية التي تسبق السّباق والمتابعة فيها إلى نهاية السّباق من استلام الإسطبلات والملاعب وكذلك خيول السّباق.

ويضاف إلى هذه الأعمال ثمة جهود حثيثة للمركز باستقبال مجموعات وفرق مختلفة لتعريفهم بالمركز ونشاطاته وتحفيزهم على الاشتراك ببرامج تدريبية في ركوب الخيل، مع التركيز على الأطفال الأيتام وذوي الهمم (الاحتياجات الخاصة)، وفي ذلك تتضافر الجهود لتوفير الخيول المناسبة والواجب وجودها لكلٍ من هذه الفئات.