دخلت مجموعةٌ من نساء قرية "صلاخد" المشروعَ الفائزَ ضمن مشروع تحدي الفكرة الأفضل، لدعم وتمكين المرأة اقتصادياً من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، ليتم تمويله من قبل المنظمة وتنفيذه بإدارة "هنيدي حمشو"، وبالتعاون مع مبادرة "الأيدي البيضاء" لدعم التعليم والمجتمع الأهلي في القرية.

المشروع الذي امتد على مساحة خمسة عشر دونماً من أراضي القرية وضع فكرته ونفذها "هنيدي حمشو"، حيث قدم الفكرة ضمن برنامج تحدي الفكرة الأفضل من خلال معرفة احتياجات المجتمع، وفي إطار البحث عن آليات لدعم المرأة اقتصادياً تبعاً للاحتياجات المحلية لكل منطقة.

كانت تجربتنا الأولى هذا العام بزراعة البقدونس في دونم ونصف الدونم، وبسبب الجليد تراجع الإنتاج لكن النساء حصلن على أجور ساعات العمل وفق نظام المشروع

تمكين المرأة

حصل "حمشو" كأحد أعضاء فريق "الأيادي الخضراء"، على تدريب من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ضمن سلسلة دورات لدعم وتأهيل الأعضاء، ليكون لديهم القدرة على إنتاج أفكار قابلة للتنفيذ، يقول: «غايتي كانت البحث عن مشروع ينسجم مع تمكين المرأة وخلق فرصة عمل إلى جانب التأهيل والتدريب، فكانت الزراعة هي الباب العريض للعمل مستفيداً من التدريبات السابقة بصياغة ودراسة وتصميم الفكرة لتشغيل حوالي عشرين سيدة من سيدات القرية، ممن يحتجن للعمل لتحسين الدخل بعمل زراعي منظم وقابل للديمومة».

هنيدي حمشو

ويوضح "حمشو" أنّ العمل للحصول على الدعم كان تحدياً حقيقياً بين عدة فرق تجاوز عددهم ثلاثمئة وخمسين فريقاً، وكانت النتيجة نجاح مشروعنا مع 25 مشروعاً على مستوى "سورية" منها ثلاثة مشاريع على مستوى "السويداء"، وكانت الجائزة هي تمويل المشروع وانطلقت عملية التطبيق وفق البنود التي تمت الموافقة عليها.

شراكة في الربح

يضيف "حمشو": «المشروع عبارة عن زراعة مروية للدونمات المحددة بتعاون بين عدد لا يقل عن عشرين سيدة من ذوات الدعم المنخفض والأكثر هشاشة ولديهن رغبة بالعمل الزراعي، ويعود الريع للسيدات أنفسهن وللمحتاجين بالمنطقة وفق آلية ودراسة معمقة لمقومات المشروع، حيث تتم مساعدتهن لاكتساب المهارات الزراعية والتدريب على استثمار الأراضي المروية، وفق نظام ساعات العمل الزراعي الصحيح، إضافة للدعم الاجتماعي والدعم النفسي لتجاوز المعوقات التي تعترض المرأة أسرياً واجتماعياً».

العاملات في موسم زراعة الثوم

المشروع منح العاملات ميزة الشراكة بالربح دون الخسارة، وأيضاً ساعات العمل غير محددة بوقت قد تكون صباحية أو مسائية، والوقت مفتوح وبالساعات التي تناسب العاملات حسب ظروفهن الأسرية، ليخترن وقت عمل يناسبهن بما يساعدهن على متابعة شؤونهن الأسرية.

تنظيم ودعم

يقول "حمشو" : «هناك تنظيم لبنية المشروع لضمان التنفيذ الصحيح والنجاح، فقد تم تكليف مدير حسابات ومدير إداري -وهي سيدة مهمتها متابعة العمل والمعاملات- وكذلك تأمين الدعم النفسي والاجتماعي للحصول على مهارات زراعية من خلال مهندس مختص يتابع العمل بمختلف المراحل، وتم وضع الحد الأدنى لساعات العمل لتحصل العاملة على أجورها إلى جانب نسبة من الأرباح، وأيضاً تخصيص نسبة للعمل الإنساني ممن ليس لديهن قدرة على العمل وهذه نسبة تتم إدارتها لتصل للمستحقين».

السيدات أثناء تنظيم ساعات العمل

ويضيف: «كانت تجربتنا الأولى هذا العام بزراعة البقدونس في دونم ونصف الدونم، وبسبب الجليد تراجع الإنتاج لكن النساء حصلن على أجور ساعات العمل وفق نظام المشروع».

المشروع الذي تتنوع فيه المزروعات بين البصل والثوم والبقدونس والسبانخ، تتراوح أعمار العاملات فيه بين العشرين والخمسة والأربعين عاماً، ويأمل "حمشو" أن نجاحه كفكرة تعاونية بين السيدات سيكون بداية تغيير الصورة النمطية للمشاريع المنتجة، وسيوّلد المشروع عدة مشاريع ليكون لدى العاملات فرصة لتأسيس مشاريع فردية والحصول على دعم مشابه، وهنا نحقق أهداف المشروع من حيث الاستدامة ونشر المعرفة بأصول الزراعة الصحيحة وتأمين فرص تساعد النساء على الحصول على مورد رزق جيد.

نخطط للمستقبل

الفكرة التي نفذت على الأرض تم اختيار موقعها في قرية "صلاخد" في منطقة تتم تغذيتها بكهرباء دائمة لتغذية أبار المنطقة، وهذا ما وفر تكاليف وأجور الضخ للمياه التي تم الحصول عليها من آبار "المكرمة" بدعم من المؤسسة العامة للمياه، لتكون المرحلة القادمة التحضير للمرحلة التسويقية، بتدريب إحدى السيدات على توضيب الخضار واتخاذ منفذ خاص للمشروع في مدينة "شهبا" المجاورة ومخصص لإنتاج المشروع، إلى جانب الاستفادة من خدمات مواقع التواصل والتعريف بالمنتج.

تقول أصالة أصلان المدير الإداري للمشروع: «هدفنا من المشروع تأمين فرصة عمل وسبل عيش كريمة للنساء، وزيادة تمكين المرأة واعتمادها على ذاتها، وبفضل الله المشروع قائم حالياً وتلقينا دعماً اجتماعياً ومادياً.. توقعاتنا كبيرة للنجاح ولدينا خطط مستقبلية لديمومة المشروع وتوسيعه من خلال التسويق، ولدينا خططٌ لبيت المؤونة وهنا نكون قد وصلنا للتنمية المستدامة وهي هدفنا الأساسي».

فرص عمل

"إسعاف أبو مرة" سبعة وأربعون عاماً إحدى العاملات في المشروع وهي ربة منزل تتحدث عن شعورها بقيمة العمل والتنظيم والوقت والدعم الذي حصلت عليه للعمل بحافز كبير للنجاح مع الفريق، فقد رتبت وقت عملها مع موعد ذهاب أولادها الثلاثة للمدرسة، وهي سعيدة -كما تقول- بأن عملها الذي بدأ يقدم لها دخلاً جيداً لم يخل بنظام المنزل، وبدأت تستفيد من تدريبات المشروع في تطوير زراعتها المنزلية لكن بأساليب صحيحة.

وتقول "مادلين الشحف" ستة وثلاثون عاماً وهي أم لطفلين أن العائلة تعتمد على راتب زوجها، والعمل في المشروع أتاح لها تعلم أساليب الزراعة وكل مهارات التعامل مع الشبكات وإتقان أساليب الزراعة الحديثة.