بخطوات مدروسة تستمر "سهى قمند" بمشروعها الخاص الذي بدأ مع تأسيسها موقعاً إلكترونياً مختصّاً بالمأكولات، وهي التي شقت طريقها في عالم صناعة الحلويات من خلال إبراز موهبتها في الطهي وصناعة الحلويات بأنواعها، مقدمةً مجسماتٍ وأشكالاً متنوعةً من قوالب الحلوى وأنواعاً أخرى غيرها.

هكذا بدأت

مدوّنة وطن تواصلت مع "سهى قمند" مؤسسة مشروع "بيسكوتارت" التي تقول: «قمت بتأسيس مشروع صناعة وبيع الحلويات عام 2016، أي بعد عام من إنشاء موقع باسم "بيسكوتارت" لشغفي وحبي للحلويات من جهة وكي أؤسس مشروعي الخاص من جهة ثانية، ففي هذا المشروع أشعر بالاستقلال وأتحمل مسؤولية قراراتي، برزت موهبتي في الطبخ وصناعة الحلويات منذ عام 2009 حيث لاحظ الجميع من حولي حبي لفنون الطهي والحلويات، وعملت على تطوير موهبتي من خلال القراءة ومتابعة طهاة عالميين للتعرف على مزايا كل مطبخ عالمي، ثم انتقلت إلى مرحلة التطبيق والممارسة، وقمت بالاشتراك بدورات تدريبية عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى تلقي تدريب عملي في أحد الفنادق على صناعة الحلويات الغربية».

يكون اختيار فكرة كل عمل حسب رغبة الزبون بعد مناقشته وتقديم ما يحتاجه من نصائح حسب خبرتي في هذا المجال، وأحياناً يترك لي الزبون حرية اختيار الفكرة والتصميم لثقته بالمشروع

من مطبخ المنزل

انطلق مشروع "بيسكوتارت" من مطبخ المنزل، وحول ذلك تضيف "قمند" بقولها: «أسعى لإضافة بصمة خاصة تميزني بالإضافة إلى تقديم كل ما هو جديد في عالم الحلويات، حيث تمر صناعة الحلويات الغربية بعدة مراحل بدءاً من اختيار الفكرة حسب نوع المناسبة، وتحديد عدد المدعوين ثم تجهيز الديكورات التي ستوضع على الحلويات، وهذه المرحلة تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، لأنها تحتوي على الكثير من التفاصيل، أما مرحلة خبز الحلويات فتتم قبل يوم من الحفل لضمان أن تبقى طازجة وبأفضل طعم، وأضع اللمسات الأخيرة قبل التسليم ببضع ساعات وأقوم بالاهتمام بالتفاصيل بمفردي دون مساعدة».

بسكويت على شكل أزهار

تقوم "قمند" بالتسويق للمشروع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"انستغرام"، بالإضافة إلى موقع "بيسكوتارت" نفسه، حيث يبلغ عدد الزيارات اليومية للموقع الإلكتروني الألف زيارة، وتضم صفحة فيس بوك الخاصة بالمشروع حوالي 15000 متابع.

تفاصيل العمل

حول تطور المشروع تقول "قمند": «في البداية كنت أقوم بصنع قوالب الحلوى فقط ،ثم بدأت تدريجياً بإدخال عدة أصناف أخرى على القائمة الخاصة بالمشروع الذي يوفر حالياً دورات تدريبية للراغبين في دخول عالم صناعة الحلويات».

قالب حلوى على شكل مجسم السنافر

يتميز مشروع "بيسكوتارت" بالجودة والطعم المميز وفق أسعار مدروسة، إلى جانب الاهتمام بأدق التفاصيل التي يطلبها الزبون، وحول اختيار فكرة القالب تقول "قمند": «يكون اختيار فكرة كل عمل حسب رغبة الزبون بعد مناقشته وتقديم ما يحتاجه من نصائح حسب خبرتي في هذا المجال، وأحياناً يترك لي الزبون حرية اختيار الفكرة والتصميم لثقته بالمشروع».

الموقع الإلكتروني

أسست "قمند" موقع "بيسكوتارت" عام 2015 بهدف رفع الثقافة العامة بخصوص تحضير الطعام، فالطبخ بحسب قولها ليس مجرد خلط للمكونات إنما هو علم مرّ بعدة مراحل حتى وصل إلينا بشكله الحالي، وثانياً لتقديم وصفات مضمونة النجاح بأسلوب سهل.

قالب حلوى مجسم كاميرا

وتوضح "قمند" أن الموقع يحتوي على ستة أبواب رئيسية، في كل باب عدة تصنيفات لضمان سهولة التصفح وتقول: «التفاعل معه ممتاز وخاصةً أن الموقع مرفق بقناة على اليوتيوب، حيث أختار وصفات من الموقع وأصورها على طريقة الفيديو، ما يجعل الطبخ بالنسبة لربة المنزل متعة، حيث أقوم بصنع قوالب الكيك للمناسبات والأعياد، وأنواع متعددة من (البيتي فور، الكوكيز، الكيك بوبس، الكاب كيك، التارت بأنواعه التشيز كيك، السينابون، الدوناتس، والمعروك بالإضافة إلى قوالب ذات شهرة عالمية مثل التيراميسو والرد فلفت، الفرزية والبلاك فورست)».

طابع خاص

وتتابع: «أحب أن يكون لكل قطعة طابعها الخاص بحيث يشعر الزبون أنها صممت له فقط، كما أقوم بتصويرها بشكل احترافي بعد أن طورت موهبتي في التصوير الفوتوغرافي، حيث ينتظر الزبائن نشر صور طلباتهم على صفحة فيس بوك، ومن أبرز الأشكال التي قدمتها هي القوالب المجسمة مثل قالب على شكل كاميرا وقالب فستان العروس، وقالب فنجان الشاي بالإضافة إلى القوالب التي يطلب الزبون فيها صناعة مجسمات وشخصيات كرتونية».

ابتكار ضمن المتاح

وحول الصعوبات التي تواجهها تقول: «تنطوي كل مهنة على مجموعة من الصعوبات وبالنسبة لي أجد صعوبة في تأمين بعض المواد الخاصة بالحلويات، وأعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وأحاول أن أطور نفسي باستمرار لأن عالم الحلويات يتطور بسرعة هائلة ولا بدّ أن يكون الشخص على اطلاع بكل ما هو جديد، خاصة مع دخول الشابكة إلى حياتنا اليومية فيستطيع الزبون بسهولة التعرف على أحدث الموديلات والتنسيقات والقيام بطلبها، ورغم متابعتي الدائمة لموقع يوتيوب، إلا أنه من الصعب تنفيذ كل ما يقدم لعدة أسباب، من أبرزها اختلاف المواد من بلد لآخر لذلك لا بدّ لي من إيجاد طريقة لتنفيذ الموديلات الحديثة بما يتلاءم مع المواد المتوافرة لدينا وأحياناً أبتكر طرقاً خاصةً بي، إلى جانب اختلاف أذواقنا كعرب عن الغرب من حيث النكهات فهم يفضلون قوالب الحلوى الدسمة في حين نفضل الكيك الإسفنجي الهش وهنا يجب تنفيذ الفكرة مع مراعاة الذوق العام».

جودة وأسعار مقبولة

من الزبائن تواصلنا مع "شذى عيسى" التي تقول: «"سهى" فنانة قبل أن تكون طاهية مختصة بالحلويات، تعرفت إليها عن طريق مواقع التواصل منذ حوالي ثلاث سنوات، وأعجبت بالأصناف التي تقدمها، وفي إحدى المناسبات تواصلت معها وشرحت لها الأفكار التي أرغب بتقديمها فساعدتني كثيراً وكانت النتيجة مرضية من حيث الشكل والإتقان والاهتمام بالتفاصيل، بالإضافة إلى الطعم اللذيذ والحشوة الرائعة كما طلبتها تماماً، وأصبحت أطلب من الأصناف التي تحضرها في كل مناسبة، ولا سيّما أن أسعارها منطقية ومقبولة مقارنةً بالجودة العالية وخاصةً قوالب الحلوى التي جربتها لعدة مرات».

نشير إلى أنّ "سهى قمند" مؤسسة مشروع "بيسكوتارت" من مواليد مدينة "حلب" عام 1977 حاصلة على إجازة في الاقتصاد والتجارة من جامعة "حلب" عام 2001 وعلى دبلوم تقنيات الحاسوب عام 2002.