في منزل اهتم بتقديم (سفرة) تشبع منها العين قبل المعدة، انشغلت "رهف سرور" منذ طفولتها بتعلم فنون الطهي، فكانت لا تملُّ مراقبة والدتها وهي تصنع موائدها، فتطورت موهبتها إلى أن وصلت للثانوية العامة، ليكون خيارها "الهندسة الغذائية" في جامعة "البعث"، كونه الاختصاص الأكثر ارتباطاً بميولها، فانطلقت في عالم الطهي ليكون المطبخ ملعبها فتطبّق فيه كل ما تعلمته أكاديمياً، مع دعم ذويها الدائم لها.

فن التجريب

بدأت "رهف" بتطوير موهبتها بمتابعة مقاطع اليوتيوب والفيس بوك والأنستغرام التي تقدم بعض الوصفات، محاولة تطوير خبراتها، لتنتقل لإعداد الأطباق الجاهزة، وتسوقها في دائرتها الصغيرة بين معارفها وأصدقائها، الذين شجعوها على إنشاء صفحة على الأنستغرام، تنشر فيها صور منتجاتها.

"رهف" مثال يحتذى به بين زملائها، فأغلب الطلاب، وخصوصاً بعد تخرجهم، يحاولون إثبات ذاتهم من خلال المنافسة الإيجابية بينهم، وقد أثبتت ذاتها من خلال دائرتها الصغيرة، لتنطلق لدائرة أوسع على مستوى "حمص"، في وقت يميل الطلاب ليكرسوا أنفسهم للدراسة، بعيداً عن الحياة العملية، ولكنها خالفت القاعدة، ونمّت موهبتها ودخلت مضمار العمل خلال دراستها الأكاديمية

تقول"رهف": «تجاوز عدد المتابعين لصفحتي 3000 متابع على تطبيق الأنستغرام، هدفي من العمل لم يكن مادياً، وإنما رغبة ملحة داخلي بتطويرها، فأنا أحب هذا العمل بدافع عشقي لهذا الفن، وهواية أرغب بتطويرها، للوصول للأفضل في هذا المجال، وقد أصبح لديّ العديد من الزبائن المخلصين لمنتجاتي، فمن يتذوق أطباقي لا بدّ أن يكرر الطلب، لما تتمتع به المأكولات المنزلية من عناية ونظافة».

مدرستها المهندسة الغذائية "نيفين خنصر"

بصمة خاصة

منتجاتها من الحلويات

وعن أنواع أطباقها، تقول "سرور": «أقوم بتحضير المأكولات، لكنني أميل للأطباق الغربية، حتى في مجال الحلويات، وبالرغم من العروض الكثيرة للعمل في بعض الأماكن، لكنني رفضت دخول العمل الاحترافي حتى أصل لمرحلة التميز والتمكن من أدواتي، فأنا أسعى دائماً لتطوير نفسي، من خلال أخذ بعض الوصفات من مواقع التواصل، وأقوم بالتجريب، ولا أتردد بخلط بعض النكهات لتكون لي بصمتي الخاصة، وأفلح في أغلب ما أجربه، ولا أتردد بسماع الانتقادات في محاولة لتطوير نفسي والوصول للأفضل، لأستطيع لاحقاً تأسيس مشروعي الخاص، وكثير من أصدقائي عندما يرون صور أطباقي يعتقدون أن عملية إعدادها أمر معقد رغم بساطتها، حيث أزينها بالخضار والفواكه، وقد استغنى البعض عن قالب الكيك في أعياد الميلاد بقالب يشبهه ولكن فيه مكونات الشاورما وشكل الكيك، وأنا مستعدة لتدريب كل من لديه رغبة الخوض في هذا المجال، ولا أبخل على أصدقائي بإعطائهم وصفات أطباقي، وأشجع الجميع على التجريب، وخصوصاً الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية لشراء الوجبات الجاهزة، وأقوم بإعداد الأطباق التي تناسب كل الأذواق ذات التكلفة العالية والمقبولة، وتبقى أطباقي أخف تكلفة من أطباق المطاعم».

خبرة تراكمية

وتحدثت أختها التوءم طالبة طب الأسنان "روان" قائلة: «أنا من أشد المعجبين والمشجعين لتجربة "رهف"، حيث تابعتها مذ كنا أطفالاً، وقد نجحت في هذا المجال بسبب إصرارها وتعبها، وكنت من المشجعين على إنشاء صفحة على الأنستغرام، وقد كانت الفكرة بسيطة، عبارة عن طبخة ظريفة وصورة جميلة، لتكون المفاجأة بحجم تشجيع الناس، والتواصل معها، لتأمين طلبات على الوجبات، وقد تطورت بسرعة مذهلة، بسبب تشجيع الناس، من يدخل صفحتها يلاحظ تطور تجربتها والفرق بين انطلاقتها والآن، فأصبحت شهرتها على مستوى مدينة "حمص"».

معجنات زينتها بالخضار والمواد الطبيعية

وتناولت تجربتها مدرستها المهندسة الغذائية "نيفين خنصر"، قائلة: «"رهف" إحدى طالباتي التي أفتخر بهن لإرادتها وعزيمتها، فهي تستثمر كل دقيقة في وقتها، تدرس وتعمل، والجميل هو ارتباط هوايتها بدراستها، ما انعكس خبرة تراكمية لديها من خلال دراستها في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة، التي تتضمن مواد الاختصاص، مع العلم أن لديها العديد من فرص العمل في ميدان العمل، وقد اكتسبت من خلال دراسة التحليل الكيميائي خبرةً في اختيار أفضل المواد الداخلة في عملها وتمييز المواد الجيدة من الرديئة».

وتضيف: «"رهف" مثال يحتذى به بين زملائها، فأغلب الطلاب، وخصوصاً بعد تخرجهم، يحاولون إثبات ذاتهم من خلال المنافسة الإيجابية بينهم، وقد أثبتت ذاتها من خلال دائرتها الصغيرة، لتنطلق لدائرة أوسع على مستوى "حمص"، في وقت يميل الطلاب ليكرسوا أنفسهم للدراسة، بعيداً عن الحياة العملية، ولكنها خالفت القاعدة، ونمّت موهبتها ودخلت مضمار العمل خلال دراستها الأكاديمية».