يعدُّ المغترب "جهاد أحمد مقلد" واحداً ممن عملوا على ربط العلاقة التفاعلية بين الإنجاز في بلاد الاغتراب وإيجاد فرص عمل استثمارية في الوطن الأم "سورية"، بعد أن ساهم في رفد وتأسيس أعمال خيرية في محافظة "السويداء" وفي قريته "رامي" على وجه الخصوص، وهي أعمال انعكست بشكل إيجابي على أفراد المجتمع الأهلي.
النشأة والاغتراب
تعرف قرية "رامي" بأنّها قرية المغتربين وقد عمل أهلها على تطوير البنية العمرانية فيها وسعوا نحو مواكبة العمل والتفكير والإصلاح المجتمعي، ولهذا فإنّ كلّ من خرج منها بقصد العمل حمل معه إرثاً وجدانياً وقيمياً وحنيناً لها، الحديث كان للمغترب "جهاد أحمد مقلد" لموقع "مدوّنة وطن" eSyria بتاريخ 6 كانون الثاني 2022 وتابع بالقول: «لقد شكّلت رائحة تراب قرية "رامي" لي الأمل المتجدد رغم صعوبة الحياة ومعاناتها، منذ ولادتي عام 1970 فيها، درست المرحلة الابتدائية بمدارسها، والإعدادية والثانوية في مدارس القرية المجاورة "المشنف"، وخلال المراحل الزمنية كنت نشيطاً في أعمال البناء، وأرسم خطاً لتأسيس عمل مستقل، ومع بداية التسعينيات وتحديداً عام 1994 سافرت إلى دولة "الكويت"، وتفاعلت مع سوق العمل بشكل خاص في المقاولات والأعمال الحرة، وقمت بتأسيس شركة باسم "شركة المصنف ومقلد" التي باتت معروفة وساهمت في تنمية الحركة العمرانية في "الكويت"، حتى أضحى عملها وإمكانياتها الهندسية تضاهي كبرى الشركات، والأهم سعيت لإيجاد فرص عمل للعديد من المغتربين القادمين من الوطن الأم والعرب أيضاً، وكان نصيبي أن تسلمت رئيس لجنة المقاولين في السفارة "السورية" بالكويت، وذلك عام 2010، وكانت لي مساهمات متنوعة في الخوض بغمار العمل والبناء والتنمية».
يعمل المغترب "جهاد أحمد مقلد" على نشر ثقافة التفاعل والتطوع، حيث ساهم لمرات عدة بتقديم التبرعات لمصلحة معالجة مرضى السرطان، كما ساهم في تبرعاته المالية والعينية في تشييد مشفى "الشفاء" الخيري الذي تقيمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان، فضلاً عن التبرعات الخيرية التي يعمل عليها بالخفاء دون علم أحد بها فهو متبرع ومحسن مميز
العملُ قيمة
يضيف "مقلد": «بعد سنوات الغربة والاغتراب والحنين الدائم للقرية والبلد، عدت وأحمل في ذهني ما قدمته من أبنية واستثمارات لتكون مثيلاتها في "السويداء"، وهكذا حدث بحيث عملت في مقاولات متنوعة، وقمت بتشييد مجموعة أبنية من شأنها خلق فرص عمل جديدة وعديدة وبحرف ومهن متعددة ومختلفة، تلك الأبنية استخدمت كسوق تجاري ضمن سوق الهال الذي يتوسط مدينة "السويداء"، ومنها محلات تجارية صناعية، ومنها للسكن والعمران، وتلك الأبنية حملت بين طياتها الهدف الأسمى والأكثر قرباً مني وفق التربية التي نهلتها من الأهل في قريتي "رامي"وهو خدمة المجتمع وأفراده، فإذا ما قامت مجموعة من شبان القرية وأصحاب الأيادي الخيرة الطيبة في إنجاز عمل ما يساهم في تقديم خدمات مجتمعية في الأفراح والأتراح ويعكس الفائدة على الأسر والأفراد وتنمية العلاقة المجتمعية، فإني أحاول المساهمة والمساعدة تلبية لرغبة في داخلي وتعزيزاً لوصية الأهل، يقيناً أنّ للمغترب دوراً مهماً في دعم وتنمية اقتصاد بلده، وبالتالي فإن العمل قيمة والغربة تجربة للمرء يستفيد منها وينقلها إلى وطنه كنموذج للعمل وقيمته».
أعمالٌ خيرية
وأوضح المهندس "أمين غزالي" عضو مجلس إدارة مشفى الشفاء الخيري بالقول: «يعمل المغترب "جهاد أحمد مقلد" على نشر ثقافة التفاعل والتطوع، حيث ساهم لمرات عدة بتقديم التبرعات لمصلحة معالجة مرضى السرطان، كما ساهم في تبرعاته المالية والعينية في تشييد مشفى "الشفاء" الخيري الذي تقيمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان، فضلاً عن التبرعات الخيرية التي يعمل عليها بالخفاء دون علم أحد بها فهو متبرع ومحسن مميز».
ومن أهالي قرية "رامي" يقول الدكتور "عدنان مقلد" رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان: «ساهم المغترب "جهاد أحمد مقلد" في رفد المشاريع الخيرية التي أقيمت في قرية "رامي" وكان له الدور الخيري المهم في بناء الموقف العام الاجتماعي، وكذلك الصالة العامة التي تستخدم للمناسبات، وروضة الأطفال، ومقر الهلال الأحمر والجمعية الخيرية، تلك المشاريع وغيرها ترفد المجتمع في مساعدة المحتاجين وتغطية الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، إضافة لتبرعاته لأسر الشهداء والأسر الفقيرة على مستوى المحافظة، وهو واحد من المستثمرين الذين عملوا على استثمار مشاريع تنموية لخلق فرص عمل لأبناء المدينة، وما زال يساهم بين الفينة والأخرى بالتبرعات المخفية، عدا عن مساهماته في مساعدة مرضى السرطان وبناء مشفى الشفاء الخيري والمرافق العامة».